مصادري في بحوثي
سادتي الاكارم: مما اتعبني كثيرا، انني كلما تقدمت بشيء جديد، جوبهت برفض وبطلب المصادر.
يا اخوة: كيف يكون عمل ابداعي وهو متكئ على غير؟. نعم، الابداع درجات، وان أواصل في التوصل الى شيء جديد مستندا الى بحوث سابقة فهو ابداع، ولكن هل يكون بدرجة من يأتي بالفكرة كلية من بنات افكاره وعصارة جهده الذاتي؟.
اذن: وانا اكتب هنا، فلا ادري من أي فريق يكون القارئ، اهو ممن فقد الثقة بأبناء جلدته وانّ الابداع فقط من الغرب، ام هو ممن يؤمن بامكانيات افراد امته؟.
اذن:
لدينا الان اربعة اطوار من ماهية واحدة، او لدينا ماهيتان ضديدتان، كل ماهية بطورين، او لدينا اربعة ماهيات ما بين ماهية واخرى (90) درجة؛ كل هذه العبارات واحدة ولا تناقض بينها.
قبل ان أواصل أريد التنبيه على شيء بخصوص الفرضيات وليتأكد لك ما ذهبت اليه:
الفرضية هي قلب النظرية وجوهرها الفاعل، هذه الفرضية في كل النظريات تأتي من تخمين او تجربة تشير بأنّ شيئا ما هو الفاعل، فالمجرب او المفكر، يقع على شيء، كل جوانبه تؤكد له بانّ هذا الشيء هو الاصل الذي تستند اليه كل ما يدور في موضوعة بحث ما.
فصاحب النظرية يخمن شيء ويكون متيقنا منه، لكنه، ليس لديه اثبات يدل عليه، وليس له منطق بحيث يؤكد للمقابل ما يدركه هو تجاه تخمينه ذاك.
المسألة تشبه من يرى بصيصا في ظلام دامس، الناظر الى هذا البصيص يقف مكتفا امام الغير لايمتلك اداة تكون كوسيلة له لكي تساعده ان ينظر المقابل ويرى ما يراه هو. ذلك لأنّ الوسيلة الواحدة التي يجدها تتواصل مع الاخرين، هي ان يستخدم ضوءا ينير الطريق امام الاخرين فيبصروا الى الاشياء، كما هو متعاهد بينهم، فاستخدام الضوء في مسألته ستقتل برهانه؛ ذلك لأنّ الضوء لا يُستكشف بالضوء، وضوء الشمعة يموت في النهار، فلا يبقى له الا وسيلة وحيدة لاثبات تخمينه، وهي النتائج التي سيسببها ما ذهب اليه من تخمين.
لكنّ الامر مختلف مع فرضياتي، حيث اني لا اكتفي بوضع الفرضية، بل اذهب معك في طريق استنباط تلك الفرضية، بحيث يتأكد لك، انّ الفرضيات التي اطرقها هي من السهل الممتنع وانّ الموضوعات الجديدة التي آتي بها، هي عن تفتق ذهني بفتح رباني.
أخبرك بهذا كي لا تسألني عن المصادر التي استندت اليها، ففي معظم اعمالي، لا مصادر عندي إلا الفكر الذاتي الذي اخلصت فيه غاية الاخلاص وكابدت فيه كثيرا.
قد بينت لك، كيف اتت فرضية " مجموع كل ما في الوجود يساوي صفرا"، بقي ان ادلك على استنباط الفرضية الثانية، "الكتلة ضديدة المكان"؛ ذلك لأنّ مجموع ماهيتين ضديدتين يساوي صفرا، فاذا كانت احد الماهيات من خصائصها التكتل؛ فالماهية الاخرى يجب ان يكون من خصائصها التشتت والتوسع والانفراج، وهي معنى المكان.
لدينا الان ماهيتان احداهما، تتكتل، والاخرى تنفرج وتتسع، من هنا سيتكون لنا اولى خصائص الكيان الذري ومرشدنا اليه، وتابع معي وبمنطق مستمر متواصل، كيف سنصل الى جسيم صغير يدور حول جسيم اكبر. ولكن بعد ان اتلقى منكم الدعاء بالتوفيق. اخوكم
مواقع النشر (المفضلة)