اذا رجعنا الي التاريخ القريب فاننا نجد انه عندما تمكن الفييزيائيون في الهيئة الوروبية للبحاث
النووية من الوصول الي طاقات عليا في حدود 100 جيغاالكترون فولط في اوائل الثمانينات تمكنوا
مباشرة من اكتشاف ثلث جسيمات هي ض+, ض– و ض 0 المسؤولة عن وساطة التفاعلت النووية
الضعيفة بين الجسيمات الولية. هذه الجسيمات الثلت كان قد تنبأ بها النموذج القاعدي في
الستينات و السبعينات لكن لم يكن من الممكن رؤيتها قبل ذلك لن كتلها هي بالضبط في حدود
100 جيغاالكترون فولط. الن بعد ان اصبح في المكان الوصول الي طاقات اعلي من هذا بكثير
بواسطة المصادم الهايدوني الكبير فان الكثيرين يأملون في اكتشاف اخر الجسيمات التي تنبأ بها
النموذج المعياري و التي لم تكتشف بعد و هي بوزونات هيغز والتي يعتقد انها ذات كتلة تفوق حتما
170 جيغاالكترون فولط ولكن يجب ان تقل عن 1000 جيغا الكترون فولط حتي يحافظ النموذج القاعدي
علي انسجامه الرياضي المتمثل في احادية النظرية. هذه الجسيمات افترض وجودها بيتر هيغز و
اخرون في العام 1964 و وجودها يفسر الفرق بين الفوتون ف المسؤول عن وساطة الظواهر
الكهرومغناطيسية و البوزونات الضعيفة ض+, ض- و ض 0 المسؤولة عن وساطة التفاعلت النووية
الضعيفة كما ان وجودها يفسر كيف تحصل باقي الجسيمات الولية علي كتلها. اكتشاف بوزونات
هيغز هو اذن اهم اهداف المصادم الهايدروني الكبير الذي تم تشغيله حديثا لكن هناك ظواهر اخري
يمكن ان تصبح ايضا مرئية عند بلوغ الطاقات العليا التي ينتجها المصادم الهايدروني اذكر منها فقط
امكانية اكتشاف التناظرات الممتازة, البعاد الزائدة, المادة السوداء و الطاقة السوداء و كذلك الثقوب
السوداء الولية. فيما يلي سنناقش في عجالة التجاهات الخاصة بالتناظرات الممتازة و البعاد
الزائدة ثم نرجع و نركز مع بعض التفصيل علي بوزونات هيغز و اهميتها المحورية للفيزياء الولية و دور
المصادم الهايدروني الكبير.