كل أولئك بسبب الانفصام عن الحضارة المشرقة ... وعن التراث ... لقد تأصلت فينا عقدة الأجنبي ... سأتكلم بصراحة ... أنا قوي في اللغة العربية إلى درجة شهد لها أرباب اللغة أنفسهم ولعل د. حازم سمع عن عرافتي لافتتاح المؤتمر العلمي في جامعة الاقصى السنة الماضية حيث لم يبق في القاعة أحد (من الرجال طبعا ) إلا قبلني منبهرا باللغة المتينة حتى اشتهرت في يومي المؤتمر بنجم المؤتمر ...هذا أمر كان بالفعل ... ومع ذلك فإنه يستهويني أن أطعم كلامي احيانا بكلمات انجليزية ...يعني قال شاطر وبأعرف لغة اجنبية ...يعني مثقف أكبر من اقليمي انا عالمي عمال بأحكي بالإنجليزي... هذه هي عقدة الاجنبي يا صديقي ...
السؤال بالفعل كيف نفكر في الحياة وفي الجمال وفي المشكلات ؟ بالفعل نفكر بلغتنا الأم ... لأنها اقرب لنا ...
والسؤال الثاني يا أستاذي قسايمة... هل كانت الدراسة صعبة قبل الجامعة ؟ هل كنت تعاني من الدراسة باللغة العربية يومها؟ الجواب بكل ثقة ... لا ... بل لقد بدأت تشعر بالضيق والحرج والشدة عندما بدأت تدرس باللغة الإنجليزية ... هذا شبه مؤكد...
مرة أخرى ... لا ينبغي أن نجبر 90% أو يزيدون على تحمل المشاق والدراسة بلغة أجنبية غريبة من أجل أن 10% سيكملون دراساتهم ويحتاجون أن يجدوا مراجع كثيرة ... هذا مع العلم ان بعضهم سيدرس لغات غير الإنجليزية بالتحديد...
بقي للمعارضين ونحن معهم ... أنه يجب أن يصار إلى التعريب والتأليف والبحث المستفيض حتى يتكون لدينا موروث كبير من المعرفة باللغة العربية نستطيع من خلالها أن نعتمد على لغتنا ويومئذ يفرح المتعلمون بفهم العلوم ... فهما يؤتيه الله من يشاء من عباده ...
على كل حال ... تبقى هذه مسألة قناعات ...