يقول الدكتور التكريتي انه يجب ان تعرض مسيرة العلم الحديث ومنهجه والمضامين الفكرية والفلسفية لنظرية الكم في محاولة التعرف على حقيقة الكون: أوجد اليونان منهج الاستنتاج المنطقي وظنوا انه سيجيب على كل التساؤلات ولكن ظل الاختلاف لان العقول تختلف ومن ثم تختلف الادلة العقلية التي يقوم عليها المنطق. أما البابليون فاعتمدوا الاستقراء ثم قامت الطريقة العلمية ونجح الانسان في التعرف على كثير من الغاز الكون وظن العلماء ان العلم سيجيب على كل التساؤلات وشاع التفسير المادي والمنهج التجريبي ولكن الاكتشافات العلمية الاخيرة تقترب من ادراك ان الانسان جزء اساسي من حقيقة الكون وان هناك نظاما وغاية وقصدا للوجود كله.

لقد بدأ العلم الاوروبي انطلاقته الاولى معتمدا على ترجمة كتب العلماء المسلمين او الكتب الاغريقية التي ترجمها المسلمون الى العربية ، وكان سقوط الاندلس ووقوع المكتبات العربية الاندلسية بيد الغرب هو العامل الاهم في ذلك، فترجموا كتب الخوارزمي وابن سينا وابن الهيثم، حتى ان مترجما واحدا اسمه "جيرارد" ترجم سبعين كتابا في العلوم والمعارف فتلقف كل ذلك اثنان من الاساتذه هما كروسيتس وتلميذه روجربيكون الذي اعجب بنظريات ابن الهيثم في الضوء وبمنهجه العلمي الذي ربط الفيزياء بالرياضيات بالفلسفة واصبح هذا المنهج السائد في اوروبا، ودخل علماء أخرون في خط الانتفاع من هذه الثروة الاسلامية واكمل كبلر المهمة وبدأت الثورة العلمية الاوروبية والنهضة الصناعية....................... الى الللقاء في الحلقة القادمة ان شاء الله