جرى المتفيزق ثم قفز ليحطم الرقم القياسي لكنه لم يفلح في أن يلمس سقف الغرفة!!!

وهذه المشاركة أيضا من صميم أمثلة الطاقة ...
تريد أن تلتقط تلك التفاحة التي تغريك بمنظرها متدلية صفراء فاقعة ... تسر الناظرين ... إن كانت التفاحة مرتفعة عن يدك فربما تقفز مباشرة لاخذها ... ولكنك لم تستطع ... ستثني ركبتيك قليلا ثم تندفع لأعلى وتقفز ... ولكنك لم تظفر بها أيضا ... سوف ترجع للوراء ... تجري سريعا ثم تقفز لتلتقطها من الشجرة فرحا مسرورا بالغنيمة...
وإذا أردت أن تمارس هواية التعلق على العارضة ... رجعت القهقرى وجريت ثم قفزت لتمسك العارضة وتبدأ رياضتك المفضلة...
وحينما نتسلى على شاطئ البحر متريضين ... نصطف شبه راكعين ويجري أحدنا سريعا ليقفز فوق مجموعة من زملائه تباعا...
والذي يمر على قناة من الماء تسيل ويريد أن يقفز عنها كيلا يتبلل حذاؤه فإنه يقفز ... كيف يقفز؟ أظنه من تجارب حياته سيقفز لأعلى وإلى الأمام بزاوية معينة ... إذا أحس أن المجرى المائي عريض فإنه سيهرول قليلا قبل أن يقفز ليصل سليما إلى الجهة الأخرى...
لماذا نفعل هذا؟ ... بالخبرة يجب أن نسرع كلما أردنا أن نكسب ارتفاعا أعلى ... لكن ... لماذا؟


تعالوا نعالج الأمر ... بطريقة الفيزيائيين ...
في جميع الأحوال نحن نطبق قوانين الطاقة والمقذوفات ... فعندما نقفز مباشرة إلى التفاحة فإننا نندفع بسرعة ما لاعلى وبذلك فإن لنا طاقة حركة سرعان ما تتحول لطاقة وضعية وفي اللحظة التي يصبح عندها
0.5mv2 = mgh
سنكون قد وصلنا لاقصى ارتفاع... (طبعا يمكن تطبيق قوانين الحركة لحساب ذلك أيضا)...
ربما لا نمسك بالتفاحة فنثني أرجلنا أكثر ونبدأ بالاندفاع لأعلى لتكون سرعتنا عند القفز أكبر وبالتالي طاقة الحركة أكبر وعليه نصل إلى ارتفاع أعلى...
لم نمسك التفاحة أيضا ... ولذلك جرينا قليلا كي نحصل على طاقة حركة إضافية تضاف إلى طاقتنا عند القفز وبذلك نكسب ارتفاعا زائدا...
وهذا ما يفعله الرياضيون عند القفز عن الحواجز كما فعلنا نحن على شاطئ البحر مثلا عندما قفز بعضنا من فوق ظهور الزملاء الراكعين...
أما القفز على بركة الماء أو نحوها فإننا نستخدم القانون نفسه لكننا نحاول أن يكون قفزنا بزاوية قريبة من 45درجة وذلك لعلمنا أن أقصى مدى للقذيفة هو عندما يكون الانطلاق بهذه الزاوية ...


والأن أسألك سؤالا أخيرا...
تخيل أنك تريد أن تلمس السقف ...الذي يعلو يديك بحوالي متر واحد ... فإذا افترضنا ان الطاقة التي تأخذها هي من السرعة فقط (سنهمل ضربك على الارض برجليك لتتلقى رد فعل يدفعك) ...فما هي سرعتك التي تتيح لك أن تلمس السقف؟
إذا حسبت ذلك ستجد أنها تقترب من 4.5م/ثانية ... والتي تعادل تقريبا 16كم/ساعة
طيب ... هذه السرعة انت حصلت عليها خلال مسافة الغرفة (أو الصالة الواسعة) يعني لنقل 3م مثلا لكي يبقى معنا مسافة للقفز والهبوط... وفي هذه الحالة أنت بدأت من السكون وخلال مسافة 3م وصلت إلى سرعة 4.5م/ثانية... بحل المسألة ستجد أن الزمن اللازم لعمل ذلك هو 1.3 ثانية وأن التسارع سيكون حوالي 3.3م/ث2 ...ولو افترضنا أن كتلتك 70 كيلوجراما فإن القوة التي يجب أن تطبقها كي تسير بهذا التسارع هي حوالي 240 نيوتن...
ماشي الحال ... ربما اعتقدت حتى الأن أن هذا أمر بسيط ... ما رأيك أن نحسب السرعة التي يمكن أن تجري بها لو استمررت بذلك 10 ثواني فقط ؟ احسب السرعة ستجدها 33م/ثانية أو ما يعادل تقريبا 120كم/ساعة ... ستصبح خلال عشر ثواني أسرع من السيارة السريعة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! وهذا يعني في الواقع أن ذلك صعب المنال ... ولذلك أنت تحس الآن صعوبة أن تلمس السقف بهذه البساطة لأنك يصعب أن تتسارع كسيارة تقترب من التفحيط كما يقولون...
كيف ترى ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟
خذ وقتك واحسبها على مهلك
احسبها ستجد أن السرعة




تحياتي