علم التحليل الطيفي





لم تعد النجوم ـ في علم الفلك الحديث ـ مجرد نقاط صغيرة متوهجة من الضوء ، بل أجراما فضائية لها ميزاتها التي تنفرد بها ،ومع ازدياد كفاءة الأدوات المستخدمة في تحليل الضوء سواءً على الأرض أو في الفضاء (على متن التلسكوبات الفضائية ) ، أصبح علم التحليل الطيفي فرعا لا غنى عنه من فروع الفلك ، وقد بنيت على اكتشافات هذا الفرع ، العديد من النظريات الحديثة عن الكون.

إن كل ما نريد معرفته عن النجوم يمكن الحصول عليه من تحليل طيفه ولونه ، لأن الرسائل التي نتلقاها من النجوم عبارة عن إشعاعات ـ أشعة جاما ،الأشعة السينية، الاشعة فوق البنفسجية، والأشعة تحت الحمراء ،والموجات الراديوية .

وأكثر ما يميز طيف النجوم هو تلك الخطوط السوداء التي تتخلله ،والتي تدل على أن ضوءاً أقل يشع في لون معين بالذات ، ذلك أن لون الضوء في الطيف يتباين من اللون الأزرق (إلى أقصى اليسار ) واللون الأحمر (إلى أقصى اليمين ).
ويعود وجود هذه الخطوط السوداء إلى وجود ذرات خاصة في طبقات النجوم العليا ، تمتص الضوء فيبدو موقع ما امتص في الطيف كخطوط سوداء .

ولكن مالذي يمكن أن تدلنا عليه هذه الخطوط السوداء ؟

فنجيب : بتحليل أشكال هذه الخطوط السوداء ، يمكن أن نعرف أي نوع من النجوم يشع هذا الضوء ، وأيضا يمكن معرفة درجة حرارة النجم وحجمه وشدة لمعانه .
فدرجة حرارة النجم هي العامل الرئيسي ، والتي تحدد شكل طيفه ، ومن ثم فقد تم ترتيب النجوم في نظام يسمى "التتابع الطيفي " وأصبح علم التحليل الطيفي فرعا لا غنى عنه من فروع علم الفلك .
وقد رمز للأنواع الطيفية بالحروف اللاتينية التالية :

O B A F G K M N

وكل حرف منها يدل على مرتبة خاصة من النجوم يمكن تحديد نوعها من طيفها . على أن يبدأ الحرف الأول O على أكثرها سخونة أما الحرف N فيشير إلى أقل النجوم حرارة .
والنجوم من مرتبة A ـ على سبيل المثال ـ أشد لمعانا من نجم من مرتبة G مائة مرة أيضا بينما نجم من المرتبة G أشد لمعانا من نجم من مرتبة M مائة مرة أيضا .

وفي السنوات الأخيرة ، تقدم علم التحليل الطيفي إلى الحد الذي أمكن باستخدامه تقدير حجم النجم أيضا ، بالاضافة إلى درجة الحرارة وشدة لمعانه .


تحيــــــــــــــــــ ـــــــــــــــاتي