نعم هذا أمرممكن والأمريتعلق بمشروع كبير صرفت ولازالت تصرف عليه بلايير الدولارات إسمه الحقيقي مشروع إيتر. فما هو هذا الأخير ياترى?

أولا:لماذا إيتر الهدف من مشروع ITER(المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي) هو إثبات الإمكانية العلمية والتكنولوجية لإنتاج الطاقة بواسطة اندماج الذرات.

الاندماج المراقب يمثل تحديا علميا وتكنولوجيا كبيرا يمكن له الاستجابة للمشاكل العويصة والحصول على مصادر جديدة للطاقة على المدى القريب أو البعيد.بجانب طاقة الانشطار تشكل طاقةالإندماج الامل في الحصول على مصدر طاقة نظيف ومتوفر على مدى القرن الواحد والعشرين (21).

يمكن الحصول على غرام من الديتريوم (أحد الانوية المستعملة في تفاعلات الاندماج) من 300لتر من ماء البحر.هذا يعني أن مياه المحيطات بامكانها وحدها تلبية احتياجات بشرية مدةمايقارب المليار سنة.

تفاعلات الندماج:إن خليطا من الديتريوم والتريتريوم داخل مفاعل من نوع TOKAMAKيمكن ايصاله الى درجة حرارة في حدود200مليون درجة مما يسمح لتفاعل الأندماج من التواصل ذاتيا ويبقى مراقبا.

وما بعد ذلك?ان الخطوة القادمة تهتم ببناء مفاعل صناعي ينتج الكهرباء.وبهذا تتحقق على المدى البعيد أحد احلام الفيزيائيين:تسخير الطاقة على الأرض مثلما هي منتجة داخل النجوم مثل الشمس.

كيف تعمل?إن الخليط المنصهر ديتريوم-تريتريوم يدفع ذاخل غرفة حيث يتحول إلى البلازما بواسطة نظام للحصر ويشتعل.يقوم المفاعل بانتاج رماد وطاقة على شكل جزيئات سريعة او اشعاع.

ان الطاقة الناتجة على شكل جزيئات او إشعاع يتم امتصاصها في مركب خاص"الحاجز الاول" كما يدل عليه اسمه يشكل اول عنصر مادي يتم لقاؤه خارج البلازما.

الطاقة التي تظهر على شكل طاقة حركية للنيترونات يتم تحويلها الى حرارة داخل الغلاف,وهو عبارة عن عنصر متواجد بعد الحاجز الاول داخل الغرفة المرغة.الغرفة المفرغة تشكل المكون الذي يعزل الفضاء الذي حصل فيه التفاعل.

أوروبا مستعدة لبدء مشروع نووي عملاق دون مساعدة اليابان

المشروع المقترح سيؤدي لإنتاج الطاقة النووية على غرار الاندماج الذي يحدث في الشمس
قال وزراء الأبحاث العلمية الأوروبيون أنهم مستعدون للمضي قدما في مشروع إيتر (المفاعل الثارمونووي التجريبي الدولي) للمفاعلات النووية حتى وإن تم ذلك دون دعم اليابان للمشروع.

ومن شأن المفاعل الذي يكلف مليارات اليورو إنتاج الطاقة من التفاعلات النووية مثل تلك التي توقد الشمس.

لكن المشروع توقف السنة الماضية لأن الأطراف المعنية به لم تتفق على مكان بنائه.

أما الآن، فإن الوزراء الأوروبيين يقولون إنه إذا لم يتم الحسم في الموضوع قريبا، فسوف يمضون في إقامة المفاعل في منطقة كاداراش الفرنسية.

وقد صرح وزير الأبحاث العلمية الفرنسي فرانسوا دوبار للصحفيين يوم الجمعة قائلا: " هذه ليست مهلة أخيرة، ولكننا نأمل في التوصل إلى اتفاق سياسي مع نهاية السنة".

وأضاف الوزير الفرنسي: "إن لم تنته المفاوضات إلى قرار سريع، فقد تلجأ اللجنة الوزارية إلى خيار ثان"

من جهته، قال مفوض الإتحاد الأوروبي المكلف بالأبحاث العلمية، جانيز بوتوكنيك: "لا أعتقد أنه من المجدي مدّ مهلة نهائية لليابان بخصوص هذه المسأله. فإننا لم نناقش هذه المسألة اليوم".

"طالما هناك أمل مهما كان صغيرا في الوصول إلى نتيجة إيجابية، فأنا ملتزم بالتفاوض".

وجهات نظر مختلفة
ويعد مشروع إيتر أكبر تعاون في مجال الأبحاث النووية في العالم بعد محطة الفضاء الدولية.

ويوجد حاليا ستة أطراف متعاونة في المشروع. فقد حصل الإتحاد الأوروبي على دعم كل من الصين وروسيا لبناء المفاعل في كاداراش الفرنسية، في حين، حازت اليابان على مساندة كل من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لإقامة مفاعل إيتر في منطقة روكاشو شمال البلاد.

وكان من المفترض أن تتفق الأطراف المعنية على مكان المفاعل العام الماضي لكن ذلك لم يحدث.


الاتحاد الأووربي يقترح بناء المشروع في منطقة فرنسية على المتوسط
ويريد الإتحاد الأوروبي أن تقبل اليابان بدور داعم كبير للمشروع، فيما يسمونه "شراكة متينة" تقيم من خلالها اليابان مختبرات لإجراء تجارب تسرع من تحقيق مشروع إيتر على أراضيها.

وستقام هذه المختبرات في مكان مناسب يسمح لليابان بعد إتمام المشروع الحصول على عقود لتوفير مفاعلات تجارية.

لكن اليابان مصرة على أن اختيارها لمكان بناء المفاعل هو الأمثل ولم تخف انزعاجها من محاولة الإتحاد الأوروبي فرض خياره حتى وإن تم ذلك دون موافقة طوكيو.

وقال تاكاهيرو هاياشي، نائب مدير مكتب الطاقة التفاعلية التابع لوزراة الطاقة اليابانية:"إن الأمر مؤسف للغاية، نأمل في أن يتصرف الإتحاد الأوروبي بشكل مناسب وصريح في تعاملاته مع هذه المسألة".

وأضاف في تصريح لوكالة الأسوشييتد بريس:" ليست هناك مهلة نهائية في المفاوضات. سوف نواصل التفاوض حتى يتوصل الطرفان إلى اتفاق".

أما مدير المركز الياباني، فقال لوكالة رويترز: "لكل طرف أفكاره المختلفة، ولهذا لابد أن نأخذ الوقت اللازم لمناقشة الأمر".

وأستطرد قائلا:" كونهم يضعون أجلا نهائيا أمام منافسهم ليقدم تنازلات، يعني أنهم يعلنون حربا".

عراقيل تقنية
خلافا للتفاعلات الإنشطارية، حيث تنقسم النوات الذرية لتوليد الطاقة، تعتمد التفاعلات الإندماجية على ضغط النوات الذرية إلى بعضها البعض من أجل إطلاق الطاقة.

وتعد هذه العملية مثل التي تمد الشمس بطاقتها، بيد أن الحصول على تفاعلات مستقرة ومستمرة على الأرض يشكل تحديا كبيرا.

وقد أثبتت مفاعلات نووية عدة، مثل مشروع توروس الأوروبي المشترك (جات)، الموجود في منطقة كالم البريطانية، أن ذلك أمر ممكن، لكن لم ينجح أي مفاعل في إبقاء التفاعلات تسير لفترات طويلة لحد الآن.

وسوف يستفيد مشروع إيتر من كل الدراسات التي تمت على مر عقود، ويتوقع أن ينتج هذا المفاعل 500 ميليوات من الطاقة الإندماجية خلال نبضات تستغرق 400 ثانية على الأقل.

وإن نجح المشروع في ذلك وأثبت أن تقنيته فعالة، سوف يسمح له المجتمع الدولي بناء مفاعل تجاري نمودجي، يطلق عليه اسم ’ديمو’.

وقد تساعد الطاقة الإندماجية على ملء الفراغ الذي سيخلفه النفط والغاز الطبيعي في العالم.

يذكر أن وقود الطاقة الإندماجية وافر ولا ينتج غازات الإحترار عندما "يحترق".

كما يزعم أن أنظمته آمنة لأنها تغلق من تلقاء نفسها في حالة أي خلل؛ ومع أنها تنتج مواد مشعة، إلا أنها ليست من النوع ذي المستوى العالي والباقي لفترة طويلة الذي طالما أثقل المفاعلات الإندماجية النوورية.