[align=center]مبدأ التكافؤ بين العطالة والثقالة
جمع و إعداد : سعاد الغامدي.
المصدر : القرآن والكون.[/align]

[align=center][/align]

انشتاين: أسعد خاطرة في حياتي
The happiest thought of my life

إن الفيزيائي مثل الفنان يعتمد على الحدس والبصيرة في إبداعة... فالعمليات المنطقية لوحدها لا تكفي للأنقضاض على جوهر الموضوع... فالخيال والإلهام المباغت هما أدق أسرار الموهبة العلمية والفنية على السواء.
لقد قال انشتاين عام 1907م ..
تراودني أسعد خاطرة في حياتي...
ماهي هذه الخاطرة و التي فجرت أعظم المفاهيم العلمية؟
يقول انشتاين: لنفترض أن رجلا في مصعد ويسقط من أعلى سطح الأرض وفي يده كرة ... وهناك راصد في الخارج يراقب سقوط المصعد ...
فماذا سيسجل كل من الراصدين؟
يقول [mark=FFCC33]الراصد الداخلي:[/mark]إنني في المصعد لا أشعر بقوة ما فأنا يمكن أن أعتبر أن مرجعي في حالة إنعدام وزن ..وإذا أعطيت الكرة التي تسقط معي قوة فإنها ستسير في خط مستقيم إلى الأسفل ... فلا وجود للتثاقل في مرجعي..

و يقول[mark=663300] الراصد الخارجي: [/mark]إنني أرى المصعد و الرجل و الكرة تسقط جميعا بنفس التسارع إلى الأسفل ... وهذا التسارع يتفق مع قانون نيوتن في الجاذبية ... فالمصعد وما بداخله يخضع لقانون التثاقل..

إن حقل التثاقل موجود عند [mark=663300]الراصد الخارجي [/mark]و غير موجود عند [mark=FFCC33]الراصد الداخلي[/mark].فالبنسبة للراصد الخارجي فالمصعد يقع في حقل التثاقل (مرجع التسارع)... أما الراصد الداخلي فيمكن أن يعتبر نفسه في حالة سكون و لا وجود لحقل التثاقل في مرجعه (مرجع عطالي).

ومن خلال هذه التجربة الذهنية التي أجراها انشتاين نجد أنه أقام جسرا بين مفهوم الثقاله و مفهوم العطالة... و تجلت عبقرية الرجل في الربط بين خصائص المتصل الزمكاني و بين الهندسة المنحنية (الهندسة الكروية للرياضي ريمان)

فما دام الجسم لا يشعر بقوة الثقالة والقوة الوحيدة المؤثرة عليه هي قوة العطالة (الجسم يسير في خط مستقيم و في سرعة ثابته)... فإذن هناك خصائص هندسية مقوسة للفضاء بلا جدال...

[align=center][/align]

وقد حاول العالم إسحاق نيوتن ان يجيب على السؤال التالي: لماذا تتسارع الأجسام؟
فالحركه المنتظمة في خط مستقيم هي حركة طبيعية عند نيوتن لا تحتاج إلى تفسير (قانون العطالة) فالحاجة إلى اختراع قوة التثاقل كانت لتفسير الحركة المتسارعة ... وقوة التثاقل هي القوة التي تسبب سقوط الجسم بسرعة متزايدة صوب الأرض.

اما انشتاين فقد تقدم بفكرة مختلفه جذريا ... فقد أعتبر ان الجسم الساقط سقوطا حرا (الحركة المتسارعة) هي حالة طبيعية للحركة وذلك وفقا لمنظومة المتصل الزمكاني المقوّس والمنحني...
و مثلما الغى نيوتن القوة بالنسبة للحركة المنتظمة ... الغى انشاتين القوة بالنسبة للسقوط الحر (التسارع)...
فالسقوط الحر المتسارع هو الحالة الطبيعية للأجسام وذلك لطبيعة الهندسة الزمكانية المحدبة التي تسير فيها الأجسام ...
ان الأرض تدور حول الشمس في فيزياء نيوتن بسبب قوة الجاذبية التي تغير مسارها عن الحركة المستقيمة المنتظمة أما عند انشتاين فالارض تسير في مسارها الطبيعي من خلال المتصل الزمكاني المكوّر او المقوّس الذي خلقته الشمس حولها... وهذا الفراغ هو ما يترجم إلى (الجاذبية) لكن... كيف توصل انشتاين إلى فكرة الإنحناء؟

كان ذلك بسبب مسار أشعة الضوء في المراجع المتسارعه ...
لنفحص هذه التجربه الخياليه التي تخيلها آنشتاين...
يقول انشتاين..
يرى انشتاين ان الضوء اثناء دخوله في المصعد سيعاني من إنحراف ولو طفيف جدا يمكن حسابه وذلك بسبب حركة المصعد إلى الأعلى التي ستؤدي إلى أن شعاع الضوء لن يسقط على نفس مستوى الثقب الذي دخل منه بل سيسقط على زاوية صغيرة... اي يسقط مائلا للأسفل قليلا
لكن أنحناء الضوء يعني أن هناك حقلا تثاقليّا ويتأثر شعاع الضوء بالتثاقل لأن الضوء طاقة والمادة والطاقة هما وجهان لعملة واحده... فما دامت المادة تتأثر بالجاذبية فالطاقة حتما ستتأثر بالجاذبية وبالتالي سينحني الضوء في الحقل التثاقلي وهنا مربط الفرس.

شعاع الضوء ينحني وفق مسارات حقول التثاقل ... وهذه إحدى النتائج الساحرة لنظرية انشتاين (النسبية العامه)


[align=center][/align]

[align=left]تم بحمد الله و توفيقه [/align]