نجحت نظرية النسبية التي وضعها البرت آينشتاين في تجاوز اختبار جديد واثبات دقة معادلاتها في ظروف قصوى، بحسب ما اظهرت دراسة علمية قام بها عدد من علماء الفلك.
فقد رصد العلماء، بحسب هذه الدراسة التي نشرت الخميس، نجما نيوترونيا (وهو نجم صغير الحجم ذو كتلة هائلة)، تعادل كتلته مرتين كتلة الشمس، وله جاذبية توازي 300 مليار مرة جاذبية الشمس على الارض. ولفهم الكتلة الهائلة لهذا الجرم، يكفي الاشارة الى ان قطعة منه بحجم مكعب سكر يبلغ وزنها مليارات الاطنان.ورصد العلماء جرما آخر من نوع "القزم الابيض"، وهي نجوم صغيرة الحجم تتمتع هي الأخرى بكثافة هائلة، تدور حول هذا النجم النيوتروني.ويقع هذان الجرمان بالقرب من بعضهما، وعلى مسافة سبعة الاف سنة ضوئية من الارض، علما ان السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة واحدة وهي تساوي 9461 مليار كيلومتر.ويدور هذا النجم النيوتروني حول نفسه 25 مرة في الثانية، اما قزمه الابيض فيتم دورة حول نجمه كل ساعتين ونصف الساعة، وهي دورة قصيرة جدا لم يعتد العلماء على رصد مثلها.وتنبعث من الجرمين موجات جاذبية تشير الى انبعاث الطاقة واقتراب النجمين من بعضهما أكثر فأكثر.وبسبب الجاذبية الهائلة التي يسببها النجم النيوتروني، تنشأ تشوهات في المكان والزمان. وكان العلماء قبل ذلك يعتقدون ان معادلات نظرية النسبية لا يمكنها ان تقيس بدقة كمية موجات الجاذبية المنبعثة، بحسب ما يشرح الباحث باولو فريرن أحد العلماء المشرفين على هذه الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس" الاميركية.لكن ثبت للعماء اثناء مراقبة الضوء المنبعث من القزم الابيض ان كمية موجات الجاذبية تساوي تماما ما تشير اليه معادلات نظرية النسبية.وتعود نظرية النسبية الى العام 1915، وهي تعرف جاذبية الاجرام على انها ناتجة عن انحراف المكان والزمان الناجم عن كتلة المادة والطاقة.