بحث اينشتاين عن النظرية الكونية الشاملة مستمر
عندما كتب اينشتاين لأول مرة نظرياته الخاصة في وصف الكون في عام 1917 كان العنصر الأبرز في افكاره ان قوة الجاذبية هي وحدها المؤثرة في مسيرة الكون من البداية حتى النهاية، في ذلك الحين كانت القوة الأخرى الوحيدة المعروفة هي قوة المغناطيسية الكهربائية وبدا تأثيرها على الكون ثانوياً.


وفي السنوات التالية اكتشفت قوتان رئيسيتان اخريان هما القوة النووية القوية التي تربط البروتونات والنيوترونات مع بعضها البعض داخل الذرات والقوة الضعيفة التي تتسبب باضمحلال النشاط الاشعاعي، لكن لم يبد ان لأي من هاتين القوتين اهمية كونية حقيقية.


والآن تغيرت كل هذه المعطيات فأجهزة مسارعة الجسيمات الذرية كتلك الموجودة في مختبر «سيرن» في جنيف افضت إلى اكتشاف مذهل مفاده ان القوى الأساسية الأربع ليست ثابتة بل متبدلة تبعاً لدرجة الحرارة الكونية المحيطة.


وأظهرت التجارب التي اجريت بواسطة مصادم الذرات العملاق «ليب» ان قوة المغناطيسية الكهربائية «الكهرطيسية» تزداد بنسبة 7 بالمئة بازدياد شدة طاقة وبالتالي درجة حرارة الجسيمات الذرية داخل المصادم.


وعلى خلفية نظريات كيفية عمل تلك القوى الأساسية الطبيعية تشير هذه النتائج إلى احتمال مثير بأن القوى الأربع تندمج في قوة واحدة موحدة بتوفر درجة حرارة مرتفعة بشكل كاف، لكن الحرارة اللازمة لحدوث ذلك تتجاوز كثيراً امكانيات أي مصادم ذري في العالم إذ تقدر بـ 10 أس 32 أي 10 وإلى يمينها 32 صفراً، وفي الواقع ان هذه الحرارة لم تحدث سوى مرة واحدة في تاريخ الكون خلال الانفجار العظيم الذي ولد منه الكون.