جون كلاوزر (1967)
كان جون طالب دراسات يسعى للحصول على شهادة الدكتوراه في الفيزياء الفلكية، لكن ميكانيكا الكم كانت تقف عائقاً في طريقه، حيث كانت علاماته الدراسية فيها مُتدنية. فقرر البحث في ميكانيكا الكم، واكتشف أن أحدهم ويُدعى “جون بيل” فيزيائي أيرلندي قليل الشهرة، يمكن أن يحل المعضلة بين فرضتي “اينشتاين، وبور” في ورقة بحثٍ مُبهمة.استنتج “بيل” في ورقته أنه لو لم توجد حركة تواصل غريبة بين الجزيئات البعيدة كما أظهرها بور، لكانت ميكانيكا الكم خاطئة. لذا لابد من بناء آلة تحسم هذا الجدال بين فرضتي اينشتاين وبور، فتصنع وتقارن تلك الآلة العديد من الجزيئات المترابطة.بدأ “كلاوزر” في بناء آلة مهمتها قياس الآلآف من الجزيئات المترابطة، وتقارن بينهما في العديد من الإتجاهات المختلفة، وكانت النتائج مفاجئة وغير سارّة، وكرر “كلاوزر” التجربة عدة مرات لكن دون جدوى؛ نتائج خاطئة على التوالي. فشارك في هذه التجربة الفيزيائي الفرنسي “إس بي” باختبار يتعلق بجوهر الخلاف بين اينشتاين وبور.
كان الإختبار هو قياس أحد الجزيئين الذي يؤثر بدوره في الآخر، من خلال إرسال إشارة سرعتها أكبر من سرعة الضوء بينهما، وهو فرضية – إرسال الإشارة – أظهر أينشتاين مُسبقاً إمكانية تحقيقها. بقي الآن تفسير الحركة الغريبة بين هذين الجزيئين.
نتائج التجربة أثبتت أن حسابات ميكانيكا الكم صحيحة، بالإضافة أن الرابطة موجودة بالفعل في الجزيئات في العالم الكمّي من دون الأخذ في الإعتبار المسافة بينهم، كأنها غير موجودة على الإطلاق. أي أن أينشتاين كان خاطئاً حين ألغى فرضية أن تكون هناك حركة غريبة بين الجزيئات تربطهما ببعض. وهذا صادماً على نحوٍ غير مسبوق، هنا؛ ألغت النظرية الكمِّية مفهوم وفرضية عدم وجود رابطة بين الجزيئات المترابطة المتباعدة، وأثبتت أنه بالفعل توجد رابطة بين الجزيئات حتى لو كان أحدهم على سطح القمر، والآخر على الأرض