انطلقت بمنطقة سان بيدرو دي أتاكاما في تشيلي، الأربعاء الماضي، عملية تشغيل مرصد «ألما» ALMA العملاق للتلسكوبات الراديوية بشكل رسمي في صحراء أتاكاما في تشيلي، في ما اعتبره العلماء نقلة كبيرة في علم الفلك.
وقال مات هويس جراو، مدير مشروع مرصد «ألما» الذي يعتبر أحد أكثر المشاريع الفلكية تكلفة حتى الآن، إن هذا التلسكوب العملاق يوفر صورا أفضل من الصور التي ينقلها تلسكوب «هابل» الفضائي نفسه. ويشار إلى المرصد اختصارا باسم «ألما» وهي الحروف المختصرة لعبارة «مجموعة الرصد الكبرى بـ(موجات) الملليمتر/ والأدنى من ملليمتر». «Atacama Large Millimeter/Submillimeter Array». ويتوقع المراقبون أن يتمكن مرصد «ألما» الذي يتكون من 66 تلسكوبا، من توفير صور عن نشأة النجوم والمجرات. وبدأت 57 تلسكوبا عملها لدى انطلاق تشغيله رسميا، ومن المنتظر أن تبدأ بقية التلسكوبات عملها لاحقا. ويعمل مرصد «ألما» على مساحة تعادل مساحة ملعب رسمي لكرة القدم. وبلغت تكلفة المرصد أكثر من مليار يورو.وقال فولفغانغ فيلد من مرصد «إيسو» الأوروبي في مدينة جارشينغ بالقرب من ميونيخ جنوب ألمانيا، يصف انطلاق عمل التلسكوب: «يشبه في الوقت الحالي عملية الانتقال من العين المجردة.. إلى أول تلسكوب عرفه الإنسان».وأشار فيلد في حديث نقلته وكالة الأنباء الألمانية إلى أن المرصد مشروع دولي كبير شارك فيه علماء من أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا. وأوضح فيلد أنه عندما بدأت 16 من هذه التلسكوبات في العمل عام 2011، فإن نتيجة الصور التي التقطها هذا المرصد كانت أفضل من كل النتائج السابقة؛ حيث إن «مرصد (ألما) يقيس الموجات الراديوية في مجال لا يتجاوز ملليمترا واحدا، وربما أقل من ذلك».ويسعى العلماء من وراء هذا التلسكوب لرصد ما يعرف بـ«المادة السوداء»، وهي السحب التي تنشأ فيها نجوم جديدة، والتي تلعب دورا مهمّا في نشأة مجرات كاملة.