برنامج ماجستير الفيزياء الطبية
إعداد الدكتور نبيل معالج – أستاذ الفيزياء الطبية المشارك الفيزياء الطبية
هي اختصاص حيوي جديد يعني بتطبيقات الفيزياء في المجال الطبي. وأهم مجالات الفيزياء الطبية هو علاج السرطان بالأشعة والتصوير الطبي، والطب النووي والفيزياء الصحية ، ويعمل أغلب الفيزيائيين الطبيين في المستشفيات والمراكز الطبية المتقدمة، ونظراً لأن هذا الاختصاص جديد حتى في الدول المتقدمة فإن عدد المختصين فيه قلة وهم أقل في الدول النامية.
ونظراً للتقدم التكنولوجي السريع في مجال الطب فإن الحاجة للفيزيائيين الطبيين في المملكة العربية السعودية أصبحت ملحة وبرواتب عالية مقارنة بالمهن والتخصصات الهندسية الأخرى. فقد أخبرت وزارة الصحة عن حاجتها لأكثر من 100 فيزيائي طبي في السنوات الخمس القادمة. وكانت الجامعة رائدة وسباقة في تقديم البرامج إذ أسس قسم الفيزياء أول برنامج ماجستير في الفيزياء الطبية بالمملكة قبل أربع سنوات، وهو برنامج فريد من نوعه في منطقة الخليج العربي، وكان التركيز على جعل البرنامج مماثلاً للبرامج المتقدمة في أفضل الجامعات الأمريكية والكندية.
وقد انتدب القسم مختصين في الفيزياء الطبية لمواصلة دراستهم والحصول على درجة الدكتوراه في الفيزياء الطبية. وتم تجهيز معمل بمعدات وأجهزة طبية تستعمل في التجارب والقياسات والمحاكاة والنمذجة. كما يستخدم القسم معدات وأجهزة طبية حديثة في المستشفيات والمراكز الطبية لتدريب الطلاب على عمل الفيزيائي الطبي، كمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض ومستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام ومركز أرمكوا السعودية الطبي ومجمع الملك فهد الطبي بإبقيق ومستشفى الرياض-الخرج التابع للقوات المسلحة بالرياض. ويعمل القسم على جذب أفضل خريجي العلوم والهندسة للالتحاق ببرنامج الفيزياء الطبية.
وفيما يلي تفصيل لبعض محتويات البرنامج وهي :
علاج السرطان بالأشعة: في هذا النوع من العلاج يتم تسليط الإشعاع على خلايا السرطان لإتلاف مادتها الوراثية والقضاء عليها ويستعمل لهذا الغرض مجموعة من حزم الأشعة السينية أو حزم الإلكترونات التي تنتجها مسرعات خطية، ويجب أن تكون مصممة بدقة من حيث مدتها وطاقتها ومسارها لضمان إتلاف الخلايا السرطانية وعدم الإضرار بالأنسجة السليمة الواقعة على مسار الإشعاع. ويقوم الفيزيائي الطبي بتصميم طريقة العلاج وبالقياسات اللازمة التي تضمن دقة العلاج ونجاحه.
التصوير التشخيصي: تستعمل تقنيات متنوعة وحديثة لكشف الأمراض في جسم الإنسان من أهمها الأشعة السينية، الرنين المغناطيسي والموجات الصوتية.
والأشعة السينية هي أشعة كهرومغناطيسية ذات طاقة عالية تستطيع النفاذ إلى العضلات والأنسجة اللينة، أما الأنسجة ذات الكثافة العالية مثل العظام فتنفذ إليها بمقدار أقل لأن ظلها على الفيلم يظهر أكثر وضوحاً من ظلال الأنسجة الأخرى. كما يمكن تصوير الأوعية الدموية والمعدة والأمعاء وذلك بحقن المريض بمحلول خاص يحتوي على مادة تقلل من نفاذ الأشعة السينية مثل اليود والباريوم، وبتوجيه حزم رفيعة من الأشعة السينية إلى الدماغ والأعضاء الباطنية يمكن عمل صور ثنائية وثلاثية الأبعاد ومقاطع عرضية مفصلة.
وأما التصوير بالرنين المغناطيسي فيتميز بمقدرته على تمييز الأنسجة بوضوح مع عدم وجود خطورة على المريض، ويتم الكشف والتصوير بوضع المريض داخل مجال مغناطيسي قوي مما يجعل نويات بعض الذرات تأخذ اتجاهات معينة ثم تسلط نبضات من الموجات اللاسلكية تجعل النويات تغير اتجاهها وعند عودة النويات إلى ماكانت عليه تبعث بإشارات يلتقطها كاشف وتحول إلى صورة مقطعية شديدة التفصيل.
وأما التصوير بالموجات فوق الصوتية فتستعمل فيه موجات صوتية عالية التردد وطاقتها منخفضة فلا تسبب الضرر، ويتم توجيهها إلى داخل الجسم، ثم يلتقط مايرتد منها بعد ارتطامها بأسطح الأعضاء الداخلية. وبقياس زمن الذهاب والإياب يتم تحديد أعماق جميع النقاط وتكوين صورة للأعضاء على شاشة العرض. بهذه الطريقة تتم مراقبة الجنين داخل الرحم. وبقياس تغير تردد الموجات يمكن تصوير القلب أثناء الحركة، وقياس سرعة تدفق الدم في الأوعية وصمامات القلب وكشف الانسداد فيها.
وفي هذه المجالات وغيرها من التصوير التشخيصي يقوم الفيزيائي الطبي بالمعايرة والقياسات اللازمة لضمان جودة الأجهزة ودقتها حتى يتمكن الطبيب من تشخيص الأمراض. كما يهتم بحماية المرضى والطاقم الطبي من الإشعاع حسب مقاييس وقوانين عالمية ومحلية.
الطب النووي : يمكن الكشف عن أية تغيرات في الأنسجة الداخلية أو وظيفتها في الجسم وذلك بحقن كمية قليلة من مادة مشعة في دم المريض، لتتركز في العضو المراد فحصه. ويقوم كاشف يدور حول الجسم بالتقاط الأشعة المنبعثة وتسجيل ما ينطلق منها، ثم يتم تجميع النقاط وتكوين صورة مقطعية.
الفيزياء الصحية : من أهم واجبات الفيزيائي الطبي حماية المرضى والطاقم الطبي وعامة الناس من أضرار الأشعة، فيعمل على تصميم الحواجز والجدران في الأماكن التي تستعمل فيها الأشعة، كما يقوم بالقياسات اللازمة للتأكد من أن الأشعة المنبعثة من أجهزة العلاج والتشخيص بالأشعة لا تفوق الحدود المعمول بها دولياً. كما يحرص على تطبيق القوانين العالمية التي تتعلق بالمواد والأجهزة المشعة وذلك لضمان سلامة الجميع من تلقي جرعات عالية ومضرة من الأشعة.
وفي الختام فإن الجامعة تشجع كل من له رغبة في التخصص في مجال الفيزياء الطبية بإرسال طلباتهم للالتحاق ببرنامج ماجستير الفيزياء الطبية.
وعلى من يريد مزيداً من المعلومات زيارة صفحة الدراسات العليا في موقع قسم الفيزياء بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن على:
www.kfupm.edu.sa/phys/grad.htm أو الاتصال بالقسم على رقم: 038602255 أو الاتصال بالدكتور نبيل معالج (038601340) أو الدكتور عنان الكرمي (038602622) بقسم الفيزياء.
رد مع اقتباس
عاشق هوى النجوم 
مواقع النشر (المفضلة)