لندن 10 أكتوبر تشرين الأول (رويترز) - يتيح اكتشاف كيفية
إعادة برمجة خلايا عادية لتصبح مماثلة للخلايا الجذعية الجنينية-الفائز بجائزة نوبل للطب لهذا العام- وسيلة للتغلب على المشكلاتالأخلاقية المتعلقة باستخدام الأجنة البشرية لكن مخاوف متعلقةبالسلامة تجعل استخدام تلك الخلايا مستقبلا في علاج الامراض غيريقيني.وفي حين أن الباحثين طبقوا بالفعل الانفراجة العلمية التي توصللها البريطاني جون جوردون والياباني شينيا ياماناكا اللذان حصلاعلى جائزة نوبل في الطب هذا العام لدراسة كيف تتطور الأمراض فإنتحويل تلك الخلايا إلى وسائل علاج جديدة سوف يتطلب المزيد منالتدقيق.وتقوم الخلايا الجذعية في الجسم بدور الخلايا الرئيسية التيتوفر المصدر الأولي لكل الخلايا الأخرى. ويمكن أن تحدث تحولا فيالطب من خلال إعادة نمو أنسجة مطلوبة لعلاج أمراض مختلفة من العمىإلى الشلل الرعاش.وبتكوين خلايا جذعية مماثلة للخلايا الجنينية دون تدمير الأجنةيتغلب الباحثون على قضية مثيرة للجدل من خلال تجنب الحاجة لاستخدامالأجنة المتبقية في المراكز الطبية التي تعالج مشاكل الخصوبة وهيممارسات أدت إلى اعتراضات سياسية داخل الولايات المتحدة وغيرها.وتتيح الخلايا التي يعاد برمجتها والتي يطلق عليها اسم الخلاياالجذعية المستحثة المتعددة الإمكانات بديلا لا يمثل أي مشكلةأخلاقية. وظلت هذه الخلايا موضع بحث منذ أن اكتشف ياماناكاإمكانياتها عام 2006 مستفيدا من الأبحاث التي أجراها جوردون علىالضفادع وأفراخها قبل 40 عاما.لكن في الآونة الأخيرة لاحظت مجموعات بحث مختلفة مشكلات مرتبطةبالخلايا الجذعية المستحثة المتعددة الإمكانات مما يعني أنها ربمالا تكون على قدم المساواة من حيث الفاعلية مع الخلايا الجنينية.وفي إحدى الدراسات ماتت الخلايا الجذعية المستحثة المتعددةالإمكانات سريعا وفي دراسة أخرى حدثت تحورات وراثية متعددة مماأثار مخاوف من احتمال أن تسبب أوراما.ورغم ذلك يأمل باحثون يابانيون تجربة الخلايا الجذعية المستحثةالمتعددة الإمكانات إكلينيكيا على شكل من أشكال العمى قريبا فيالعام القادم وذلك بعد إجراء تجارب ناجحة مؤخرا على العيونباستخدام الخلايا الجذعية الجنينية.لكن الباحثين في الغرب بصفة عامة هم اكثر توجسا.وقال كريس ميسون أستاذ الطب التجديدي في كلية لندن الجامعية"هناك قدر من الاختلاف بين اليابان وباقي العالم في هذا الصدد."وأضاف "يحاول العلماء في اليابان التحرك بسرعة جدا نحو التجاربالإكلينيكية للخلايا الجذعية المستحثة المتعددة الإمكانات في حينأن الكثير منا ما زال يشعر بأن هناك الكثير من المسائل التي لابدمن التغلب عليها خاصة فيما يتعلق بالسلامة."والمستقبل المحتمل للخلايا التي أعيد برمجتها هو أنها يمكن أنتؤخذ من أشخاص مرضى حتى يحصلوا على "خلايا بديلة شخصية" لإصلاحأعضاء أو انسجة تالفة.لكن من المسائل الرئيسية المسببة للقلق هي أن تكنولوجياالخلايا الجذعية المستحثة المتعددة الإمكانات تتطلب استخدام جيناتيمكن ان تسبب أوراما في بعض الظروف كما أن مشكلات لم يتم رصدها بعدقد تظهر بعد زرع الخلايا الجديدة في المرضى.وهون جوردون من شأن تلك المخاوف وقال إن السلطات التنظيميةوالحكومات يجب أن تتراجع خطوة للوراء وتتيح للمرضى تقييم المزاياوالمخاطر المحتملة بأنفسهم.وقال للصحفيين "إذا شرحنا لمريض ما.. ما الذي يمكن أن يتم وماالأضرار المحتملة فيجب حينئذ أن نسمح للمريض بالاختيار. لا أن يكونهناك أشخاص يدافعون عن القيم الأخلاقية... أو أطباء أو أي شخص كانليقول له يمكن أو لا يمكن استخدام الخلايا البديلة."واتفق الخبراء على أن العمل الرائد الذي قام به الطبيبانالحائزان على جائزة نوبل هذا العام أحدث تغييرا في مجال أبحاثالخلايا الجذعية.وقال ايربان لندال رئيس اللجنة التي تمنح جوائز نوبل "الأمرالعظيم في هذا الاكتشاف هو أن هذه الخلايا البالغة المتخصصة يمكنأن ترجع للوراء في نموها وتصبح خلايا جذعية."لكن الكثير من الخبراء يعتقدون أن الامل الحقيقي للخلاياالجذعية المستحثة المتعددة الإمكانات هو في كونها أدوات بحث فريدةأكثر منها أساس لأشكال علاج جديدة.وهي لها ميزة رئيسية غير متوفرة في الخلايا الجذعية الجنينيةوهي أن الباحثين يمكن أخذها من الأشخاص المصابين بمرض معروف ممايتيح لهم التعرف على كيفية تطور الأمراض التي لا علاج لها علىمستوى الخلية.وتمكن الباحثون بالفعل من تطوير خلايا جذعية مستحثة متعددةالإمكانات من مرضى مصابين بمتلازمة داون والشلل الرعاش والسكري.وقال دسكو ايليك وهو محاضر في علم الخلايا الجذعية بكلية كينجزكوليدج في لندن "أرى أن تستخدم الخلايا الجذعية المستحثة المتعددةالإمكانات أكثر في اكتشاف الأدوية وفي فهم آلية الأمراض المختلفةأكثر منها علاج."وعادة يستخدم الباحثون أنسجة بديلة للأنسجة البشرية مثلالخميرة أو الذباب أو الفئران لأبحاثهم على الأدوية والآن يمكنهماستخدام الخلايا البشرية التي تحتوي على مجموعة كاملة من الجيناتالتي تسببت في مرض بعينه.