الجينات لديها معارف وأصدقاء مثلما لنا في الفيسبوك

تضم قائمة الأصدقاء في الفيسبوك أشخاصا نعرفهم وغالبا ما يجمعنا قاسم مشترك معهم، ويبدو أن هذا الأمر موجود في جيناتنا، كما اكتشف علماء ألمان ذلك. هذا الاكتشاف قد يساعد الأطباء في تشخيص الأمراض وعلاجها بشكل أفضل.

*طور علماء ألمان طريقة تحليل جديدة تكشف عن التناغم والتعاون بين مختلف جينات الخلايا. ويؤكد العلماء أن معرفة هذا التعاون مهم في ضوء حقيقة أنه من النادر أن يقوم أحد الجينات وحده بوظيفة ما بشكل منفرد حيث يقوم بهذه الوظيفة بالتعاون والتناغم مع غيره من الجينات.
ولكن ونظرا لأن عدد جينات المجموع الوراثي للإنسان يصل إلى نحو عشرين ألف جين فإنه من المستحيل تقريبا حصر احتمالات تعاون كل هذه الجينات مع بعضها البعض.
لذا فقد قام باحثو جامعة هايدلبرغ الألمانية بتطوير طريقة لمعرفة المزيد من العلاقات بين عدد معين من الجينات التي يتم إخضاعها للتحليل. وشبه الباحثون هذه الطريقة بالنظام الذي تقوم عليه شبكة "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي على الانترنت.
قام الباحثون تحت إشراف ميشائيل بوتروس من المركز الألماني لأبحاث السرطان في هايدلبرج بوضع قائمة للعناصر المتداخلة بين عدد محدد من الجينات. وفي سبيل ذلك قام الباحثون بوقف نشاط بعض الموروثات داخل الخلية ومراقبة رد فعل بقية الجينات ذات الصلة بالصفات الوراثية التي أبطل عملها وما إذا كانت وظيفة هذه الجينات ستتأثر بوقف نشاط بعض الجينات.

الهدف هو مكافحة السرطان



وصول إشارات خاطئة لخلايا الجسم يؤدي إلى إصابتها بالسرطان

وتبين للعلماء أن قائمة "التشابك" الناتجة عن هذه التجربة تشبه "قائمة الأصدقاء" المعروفة على شبكة فيسبوك حسبما أوضح بوتروس الذي أضاف:"عندما يكون لاثنين من مستخدمي فيسبوك نفس قائمة الأصدقاء فإن هناك احتمالا كبيرا بأن يكون هذان المستخدمان على معرفة ببعضهما البعض حتى وإن لم يكونا صديقين شخصيين. وإذا سحبنا ذلك على المجموع الوراثي فإنه من الممكن من خلال معرفة التأثيرات المتبادلة بين الموروثات التنبؤ بالجينات التي تشترك في أداء وظيفة واحدة". ويمكن لمثل هذه التحليلات أن تساهم في تبسيط دراسة التناغم بين الجينات بشكل كبير والكشف عن العديد من عناصر التداخل بين الجينات.
وبهذه الطريقة اكتشف الباحثون مزيجا جديدا من الموروثات مسئولا عن إرسال إشارة خاطئة لخلايا الجسم تؤدي لإصابتها بالسرطان. كما يمكن أن تساعد مثل هذه الاكتشافات مستقبلا في توفير وسائل علاجية جديدة للسرطان.