خبير الفلك في "ناسا" سليمان بركة لـ: في غزة التليسكوب الوحيد يخترق الحصار وجهود لتأسيس مرصد فلسطيني
غزة – - من محمد الأسطل - أكد خبير الفلك الفلسطيني في وكالة "ناسا" الأميركية للفضاء الدكتور سليمان بركة أن جهاز "التليسكوب" الوحيد الموجود بحوزته في قطاع غزة يتجاوز قيمته المادية، ليخترق الحصار الإسرائيلي المطبق، ويحلق بالأطفال الفلسطينيين في سماء الحرية، لافتاً إلى أنه بصدد العمل على تأسيس مرصد فلكي فلسطيني للنهوض بعلم الفلك المغيب في فلسطين.
وقال في حديث خاص بـ: "الجهاز يمكن شراؤه في أوروبا أو وأميركا، لكنه بالنسبة للشعب الفلسطيني له كينونة خاصة تخرجه من حالة الحصار، وتجعل أطفاله يشاهدون السماء المعبئة بالطائرات والصواريخ جميلة بالنجوم والمجرات".
وأضاف: "خطواتنا الأولى تبدأ عبر تشكيل مجموعة بحثية من خريجي الجامعات الفلسطينية في مركز أبحاث نعمل على تأسيسه في جامعة الأقصى، ومن ثم تأهيلهم للالتحاق بالمعاهد الأوربية والأميركية للدارسات العليا".
وتابع: "لا توجد بينية تحتية لعلوم الفلك وهذا ما سنعمل على إيجاده، خصوصاً وأن الفلسطيني قادر على صنع المعجزات، ويتعلم بسرعة ويحقق الإنجازات في شتى علوم المعرفة".
وعبر بركة عن سعادته الغامرة وهو يتنقل بين الأطفال الفلسطينيين، ليشاهدوا المجموعة الشمسية والنجوم والمجرات عبر "التليسكوب"، لافتاً إلى أهمية إعطاء نموذج ناجح أمام الجيل الصاعد حتى يتمكن من توسيع رؤيته للمستقبل، ويمتلك الثقة اللازمة للنهوض بالواقع العلمي في فلسطين خلال السنوات المقبلة.
وكشف أن شخصيات رسمية ودولا ساهمت في إدخال "التليسكوب" إلى قطاع غزة، وبالتالي فإن الاحتلال الإسرائيلي لن يقف عقبة أمام تطوير البحث العلمي الفلسطيني في مجال الفلك، مؤكداً أنه عقد النية على الاستقرار في قطاع غزة رغم الظروف الحالية الصعبة، إذ أن الدوافع الوطنية والدينية تحتم عليه استكمال مسيرة البحث العلمي في فلسطين ولصالح شعبها.
وأوضح بركة الذي عمل خبير محاكاة الفضاء في وكالة "ناسا" أن إسرائيل تعمل جاهدة على ترسيخ صورة الفلسطيني المجرم والإرهابي الذي يحمل البندقية، من دون أن تفهم الشعوب الغربية أن من يحمل السلاح هو مناضل من أجل الحرية، مؤكداً أن صورة الفلسطيني الباحث والعالم والمفكر تكاد تكون معدومة لدى الرأي العام الأوروبي أو الأميركي.
وقال: "مهمتنا أن ننقل الصورة الحقيقة للشعب الفلسطيني، لا أن نبقى في الغرب بعيدين عن شعوبنا، ولا نفعل شيء من أجل تقدمها وتعليم أبنائها".
وذكر بركة الحاصل على درجة الدكتوراة في الفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء من معهد الفيزياء الفلكية في باريس، أنه يجري مع مجموعة بحثية في أوروبا والولايات المتحدة دراسات في بعض المسائل العلمية الدقيقة المتعلقة بالمجال المغناطيسي، مشيراً إلى أنه خلال الأشهر المقبلة يمكن الإعلان عن نتائج هذه الدراسات التي ستساهم في حل إشكاليات كثيرة تتعلق بالطيران وأنابيب البترول والكهرباء والاتصالات والفضاء وغيرها.
ولفت إلى أن التاريخ العلمي يؤكد أن خبير الصواريخ في كاليفورنيا الدكتور عصام النمر من مدينة جنين كان من الذين ساهموا في إرسال أول مركبة محمولة إلى الفضاء عام 1969.
ويكتسب الدكتور بركة شهرة واسعة في قطاع غزة الذي وصله قبل 5 شهور، إذ ينظم لقاءات ليلية لطلبة المدارس والأطفال ليشاهدوا الكواكب الأخرى عبر"التليسكوب" الوحيد في القطاع والذي تسلمه من وكالة "ناسا" الأميركية.
مواقع النشر (المفضلة)