شركة انجاز لتصميم وتطوير المواقع الإلكترونية

صفحة 5 من 11 الأولىالأولى ... 34567 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 29 إلى 35 من 71

الموضوع: تراجم فقهاء وحفاظ

  1. #29
    مستشار فيزيائي
    Array
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    القاهرة
    العمر
    79
    المشاركات
    4,349
    شكراً
    0
    شكر 0 مرات في 0 مشاركات
    معدل تقييم المستوى
    198

    مشاركة: تراجم فقهاء وحفاظ

    الحافظ السلفى







    ارتبطت مدينة الإسكندرية في العصر الإسلامي في (القرن السادس الهجري) بالعالم الجليل "الحافظ السِّلَفي"، فلا تُذكر إلا مقرونة به، ولا يُذكر إلا بها، وأصبحت بوجوده مقصد العلماء، وكعبة القصَّاد، وموئل العلماء، يَفِدون إليها من المشرق والمغرب، يأخذون عنه، ويستمعون إليه، ويتتلمذون على يديه.

    وقوَّى هذا الارتباط أن الحافظ السلفي أقام بالإسكندرية خمسة وستين عامًا يقوم بالتدريس لطلاب العلم، وإفتاء الناس، ولم يغادرها إلى غيرها من المدن، فكان استقراره طوال هذه المدة من أقوى الأسباب في هذا الارتباط، ولم يكن الحافظ السلفي مصري الأصل أو حتى سكندري المنبت، حتى يقال إن ارتباط الإسكندرية به جاء من عصبية أهلها لابن من أبنائها، ولكنه كان أصبهانيًّا من فارس، فدلَّ على أن هذا الرباط الوثيق كان سببه علم الشيخ وورعه، فهفت إليه الأفئدة، وتسابق طلاب العلم لنيل شرف صحبته والتلمذة على يديه.



    المولد والنشأة

    في مدينة أصبهان كان مولد أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم سلفة الأصبهاني، والسِّلفة لفظ فارسي معناه ثلاث شفاه؛ لأن شفته كانت مشقوقة، فصارت مثل شفتين، غير الأخرى الأصلية، ومن هنا جاءت نسبته إليها، فعُرف بالسلفي، ولم يُعرف على وجه اليقين سنة مولده، وإن كان يرجح أنه وُلد في عام (475هـ = 1082م).

    تلقى السلفي علومه الأولى في أصبهان، واتجه إلى دراسة الحديث النبوي، وهو في الثالثة عشرة من عمره، ولزم حلقات محدثي أصبهان المعروفين، من أمثال: "القاسم بن الفضل الثقفي"، و"عبد الرحمن بن محمد"، و"الفضل بن علي الحنفي"، ثم بدأ في الرحلة لطلب الحديث والتزام حلقات كبار الحفاظ المنتشرة في أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي، وكانت التقاليد العلمية تقضي بذلك، فلم يكن هناك بلد يستأثر بالحفّاظ أو كبار الفقهاء دون غيره، ولكي يحصل طالب العلم شيئا له قدره، ويستكمل ما بدأ، فلابد له من الرحلة إلى مراكز العلم وحواضر الثقافة.

    لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
    وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ .


    رب توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين



  2. #30
    مستشار فيزيائي
    Array
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    القاهرة
    العمر
    79
    المشاركات
    4,349
    شكراً
    0
    شكر 0 مرات في 0 مشاركات
    معدل تقييم المستوى
    198

    مشاركة: تراجم فقهاء وحفاظ

    رحلاته في طلب العلم

    رحل السلفي إلى بغداد، ودرس الفقه على "ألْكيا أبي حسن على الهرّاس" الفقيه الأصولي المعروف، ودرس اللغة على "الخطيب أبي زكريا التبريزي"، وقرأ الحديث على "ثابت بن بندار"، ثم غادر بغداد، بعد أن ظل بها نحو أربع سنوات، ورحل إلى الحجاز، وسمع من علمائها في مكة والمدينة، ثم عاد إلى بغداد وأقام بها مدة، ثم رحل منها سنة (500هـ = 1106م) إلى المشرق الإسلامي، فزار همذان، واتصل بالشيخ الورع "أحمد بن محمد الغزالي" أخي حجة الإسلام "أبي حامد الغزالي" صاحب كتاب "إحياء علوم الدين"، وأقام معه فترة وتردد عليه في مجالس وعظه، ثم اتجه بعد ذلك إلى "دينور" و"قزوين" و"نهاوند"، وواصل سيره إلى "آمد" و"خلاط" و"نصيبين"، ولا يَسمع بعالم مبرّز في هذه البقاع إلا شدّ الرحال إليه ولازمه، حتى إذا أقبل عام (509هـ = 1115م) ولّى شطره إلى "دمشق"، وأقام بها عامين، ظل خلالهما موضع اهتمام وتقدير من علمائها وأهلها.



    في الإسكندرية

    غادر السلفي دمشق إلى الإسكندرية، فوصلها في سنة (511هـ = 117م)، وكان في السادسة والثلاثين من عمره، واشتغل منذ أن حلّ بها بتدريس الحديث، واستقرت به الحال، وتزوج سيدة ثرية من فضليات نساء الإسكندرية، كانت ابنه لرجل صالح، فتحسنت أحواله المالية، وتفرغ للقراءة والبحث والتأليف والتدريس، ولم يلبث أن طارت شهرته في الآفاق، فقصده طلاب العلم من مصر وخارجها، وظلّ يُلقي دروسه أول الأمر في داره أو مساجد المدينة نحو 27 سنة، إلى أن استقر في المدرسة التي عُرفت باسمه.

    لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
    وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ .


    رب توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين



  3. #31
    مستشار فيزيائي
    Array
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    القاهرة
    العمر
    79
    المشاركات
    4,349
    شكراً
    0
    شكر 0 مرات في 0 مشاركات
    معدل تقييم المستوى
    198

    مشاركة: تراجم فقهاء وحفاظ

    المدرسة السلفية

    في الفترة التي أقام بها السلفي في الإسكندرية سنة (544هـ = 1149م) كانت مصر تتبع الدول الفاطمية، وكانت تمر بمرحلة متدهورة من تاريخ حياتها، فلما ولِي الوزارة "العادل ابن السلام"- وكان وزيرا سُنيًّا- بنى مدرسة خاصة له في الإسكندرية لتدريس المذهب الشافعي، وجعل عليها أبا الطاهر السلفي، فغلبت نسبته عليها حتى عُرفت باسم "المدرسة السلفية".

    وهذه المدرسة السلفية كانت الثانية في الإسكندرية لتدريس المذهب السُنّي، بعد المدرسة التي بناها الوزير "رضوان بن ولخش" في سنة (532هـ = 1138م) لتدريس المذهب المالكي، وكانت الإسكندرية من أهم مراكز المقاومة السنية في مصر للمذهب الإسماعيلي الشيعي- المذهب الرسمي للدولة الفاطمية، وأدت المدرستان دورهما، وأدتا إلى انتصار المذهب السني في مصر، بعد أن سقطت الدولة الفاطمية على يد "صلاح الدين الأيوبي".

    كان السلفي هو أستاذ المدرسة، يعاونه عدد من المعيدين الذين يعيدون الدرس مرة أخرى على الطلاب، كما تقضي بذلك التقاليد العلمية في ذلك العصر، وتدور الدروس التي يلقيها الشيخ حول الفقه والتفسير والحديث، وهذه الدروس إما يمليها على تلاميذه من ذاكرته، أو يقرؤها من كتاب من الكتب المعتمدة.

    واتسم مجلسه بالأدب والوقار، وكانت له هيبة تملأ النفوس إجلالا وإكبارا، فإذا ما اتخذ مجلسه في قاعة الدرس انصرف إليه الحاضرون بحواسهم يتابعون شيخهم في درسه، ويتابعهم هو حتى يتيقن من إنصاتهم له، وكان لا يستحيي أن يزجر أحدًا من الحاضرين، مهما كان منصبه، إذا انشغل في حديث جانبي خافت مع جاره.

    وكان درسه في المدرسة يؤمه العلماء والشعراء ورجال الحكم والتجار، الذين ينزلون الإسكندرية، وكانت أكبر ميناء تجاري في البحر المتوسط، فضلا عن تلاميذه وطلابه من كل حدب وصوب، وحسبك أن تعلم أن "صلاح الدين الأيوبي" كان ممن يترددون على دروس الحافظ السلفي في مدرسته، فتذكر المصادر التاريخية أن "صلاح الدين" خرج إلى الإسكندرية في أواخر شعبان (سنة 572هـ)، وفي صحبته ولداه: "الأفضل علي"، و"العزيز عثمان"، وكبار رجال الدولة، فقضوا هناك شهر رمضان، وسمعوا فيه الحديث من أبي طاهر أحمد السلفي.



    مؤلفات السلفي





    صنّف السلفي مؤلفات كثيرة يأتي في مقدمتها: "معجم السفر"، وترجم فيه لألفين من أعلام عصره، ممن تتلمذ عليهم، أو تتلمذوا على يديه، وهو كتاب حافل بصورة الحركة العلمية في عصره أحسن تصوير، وقد تم طبع هذا الكتاب في بغداد بعناية وزارة الثقافة والفنون، وصدر في سنة (1978م)، كما خصّ شيوخه في أصبهان بمعجم خاص بهم، وكذا شيوخه في بغداد، وله أيضا كتاب "الأربعين البلدانية"، وهو كتاب يضم أربعين حديثا نبويا اختارهم وانتقاهم بمنهج خاص؛ حيث جمع أربعين حديثا أخذهم عن أربعين شيخا قابلهم في أربعين بلدة ومدينة.

    ويجدر بالذكر أن السلفي لم يقتصر في كتابه "معجم السفر" على تراجم الرجال من فقهاء ومحدثين وشعراء ممن عاصرهم في الإسكندرية، وإنما تناول بعض نساء المدينة ممن شاركن في الحركة العلمية، واشتغلن بالعلم والأدب، وأخذ عنهن أو أخذن عنه، فيقول عن "عائشة بنت أحمد بن إبراهيم الرازى": "عائشة هذه مُحدّثة، وابنة محدّث، وأخت محدث، وكانت صالحة، قرأنا عليها سنة 534هـ".

    ويترجم لأختها خديجة، وكانت محدثة أيضا، فيقول: " خديجة هذه أبوها محدّث، وأخوها محدّث، وقد حدثت أختها، كما حدثت هي، ومن شيوخها ابن عبد الولي، وابن الدليل، وأبوها، وقد قرأنا عليها عن هؤلاء كلهم، توفيت (سنة 526هـ)، وهي بكر لم تتزوج قط".



    وفاة الحافظ السلفي

    قضى السلفي نحو 65 سنة في الإسكندرية، لم يغادرها إلا مرة واحدة إلى القاهرة؛ حيث أقام في الفسطاط، واتخذ حلقة في جامع عمرو بن العاص لتدريس الحديث، واتصل بعلماء الفسطاط، وأخذ عنهم، وأخذوا عنه، ثم عاد إلى الإسكندرية لا يفارقها، متفرغا لعلمه ودرسه، وقد أثنى عليه كبار العلماء، فقال عنه الذهبي: "لا أعلم أحدا في الدنيا حدّث نيفا وثمانين سنة سوى السلفي".

    وظل السلفي يقرأ الحديث ويمليه على طلابه، لم يمنعه عن ذلك كبر سنه وضعف جسمه، فقد كانت ذاكرته متوهجة، حاضرة، لم يؤثر فيها كرّ السنين، حتى تُوفي في (15 من ربيع الآخر 576 هـ = 8 من سبتمبر 1180م)، وقد سجل السُبكي في طبقات الشافعية اللحظات الأخيرة في عمره بقوله:

    "ولم يزل يُقرأ عليه إلى أن غربت الشمس من يوم وفاته، وهو يرد على القارئ اللحن الخفي، وصلى يوم الجمعة الصبح عند انفجار الفجر، وتُوفي عقبيه فجأة".





    من مصادر الدراسة:

    • الذهبي (محمد بن أحمد): سير أعلام النبلاء- مؤسسة الرسالة بيروت (1990م).

    • السبكي (عبد الوهاب): طبقات الشافعية- تحقيق/ محمود محمد الطناحي وعبد التفاح الحلو- دار إحياء الكتب العربية – القاهرة (1971م).

    • ابن قاضي شهبة: طبقات الشافعية- عالم الكتاب- بيروت (1407هـ = 1987م).

    • جمال الدين الشيال: أعلام الإسكندرية في العصر الإسلامي- دار المعارف- القاهرة (1965م).

    لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
    وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ .


    رب توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين



  4. #32
    مستشار فيزيائي
    Array
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    القاهرة
    العمر
    79
    المشاركات
    4,349
    شكراً
    0
    شكر 0 مرات في 0 مشاركات
    معدل تقييم المستوى
    198

    مشاركة: تراجم فقهاء وحفاظ

    جلال الدين السيوطي







    ولد السيوطي مساء يوم الأحد غرة شهر رجب [849هـ= سبتمبر 1445م] بالقاهرة، واسمه عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضيري الأسيوطي، وكان سليل أسرة اشتهرت بالعلم والتدين، وكان أبوه من العلماء الصالحين ذوي المكانة العلمية الرفيعة التي جعلت بعض أبناء العلماء والوجهاء يتلقون العلم على يديه.

    وقد توفي والد السيوطي ولابنه من العمر ست سنوات، فنشأ الطفل يتيمًا، واتجه إلى حفظ القرآن الكريم، فأتم حفظه وهو دون الثامنة، ثم حفظ بعض الكتب في تلك السن المبكرة مثل العمدة، ومنهاج الفقه والأصول، وألفية ابن مالك، فاتسعت مداركه وزادت معارفه. وكان السيوطي محل العناية والرعاية من عدد من العلماء من رفاق أبيه، وتولى بعضهم أمر الوصاية عليه، ومنهم "الكمال بن الهمام الحنفي" أحد كبار فقهاء عصره، وتأثر به الفتى تأثرًا كبيرًا خاصة في ابتعاده عن السلاطين وأرباب الدولة.



    شيوخه

    عاش السيوطي في عصر كثر فيه العلماء الأعلام الذين نبغوا في علوم الدين على تعدد ميادينها، وتوفروا على علوم اللغة بمختلف فروعها، وأسهموا في ميدان الإبداع الأدبي، فتأثر السيوطي بهذه النخبة الممتازة من كبار العلماء، فابتدأ في طلب العلم سنة [ 864 هـ= 1459م] ودرس الفقه والنحو والفرائض، ولم يمض عامان حتى أجيز بتدريس العربية، وألف في تلك السنة أول كتبه وهو في سن السابعة عشرة، فألف "شرح الاستعاذة والبسملة" فأثنى عليه شيخه "علم الدين البلقيني".

    وكان منهج السيوطي في الجلوس إلى المشايخ هو أنه يختار شيخًا واحدًا يجلس إليه، فإذا ما توفي انتقل إلى غيره، وكان عمدة شيوخه "محيي الدين الكافيجي" الذي لازمه السيوطي أربعة عشر عامًا كاملة وأخذ منه أغلب علمه، وأطلق عليه لقب "أستاذ الوجود"، ومن شيوخه "شرف الدين المناوي" وأخذ عنه القرآن والفقه، و"تقي الدين الشبلي" وأخذ عنه الحديث أربع سنين فلما مات لزم "الكافيجي" أربعة عشر عامًا وأخذ عنه التفسير والأصول والعربية والمعاني، وأخذ العلم ـ أيضًا ـ عن شيخ الحنفية "الأفصرائي" و"العز الحنبلي"، و"المرزباني" "وجلال الدين المحلي" و"تقي الدين الشمني" وغيرهم كثير، حيث أخذ علم الحديث فقط عن

    (150) شيخًا من النابهين في هذا العلم.

    ولم يقتصر تلقي السيوطي على الشيوخ من العلماء الرجال، بل كان له شيوخ من النساء اللاتي بلغن الغاية في العلم، منهن "آسية بنت جار الله بن صالح"، و"كمالية بنت محمد الهاشمية" و "أم هانئ بنت أبي الحسن الهرويني"، و"أم الفضل بنت محمد المقدسي" وغيرهن كثير.



    رحلاته

    كانت الرحلات وما تزال طريقًا للتعلم، إلا أنها كانت فيما مضى من ألزم الطرق للعالم الذي يريد أن يتبحر في علمه، وكان السيوطي ممن سافر في رحلات علمية ليلتقي بكبار العلماء، فسافر إلى عدد من الأقاليم في مصر كالفيوم ودمياط والمحلة وغيرها، وسافر إلى الشام واليمن والهند والمغرب والتكرور (تشاد حاليًا) ورحل إلى الحجاز وجاور بها سنة كاملة، وشرب من ماء زمزم ليصل في الفقه إلى رتبة سراج الدين البلقيني، وفي الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر العسقلاني.

    ولما اكتملت أدوات السيوطي جلس للإفتاء سنة [871 هـ=1466م] وأملى الحديث في العام التالي، وكان واسع العلم غزير المعرفة، يقول عن نفسه: "رُزقت التبحر في سبعة علوم: التفسير والحديث والفقه والنحو والمعاني والبيان والبديع"، بالإضافة إلى أصول الفقه والجدل، والقراءات التي تعلمها بنفسه، والطب، غير أنه لم يقترب من علمي الحساب والمنطق.

    ويقول: "وقد كملت عندي الآن آلات الاجتهاد بحمد الله تعالى، أقول ذلك تحدثًا بنعمة الله تعالى لا فخرًا.. وأي شيء في الدنيا حتى يطلب تحصيلها في الفخر؟!!".

    وكانت الحلقات العلمية التي يعقدها السيوطي يقبل عليها الطلاب، فقد عُيّن في أول الأمر مدرسًا للفقه بالشيخونية، وهي المدرسة التي كان يلقي فيها أبوه دروسه من قبل، ثم جلس لإملاء الحديث والإفتاء بجامع ابن طولون، ثم تولى مشيخة الخانقاه البيبرسية التي كانت تمتلئ برجال الصوفية.

    وقد نشب خلاف بين السيوطي وهؤلاء المتصوفة، وكاد هؤلاء المتصوفة يقتلون الرجل، حينئذ قرر أن يترك الخانقاه البيبرسية، ويعتزل الناس ومجتمعاتهم ويتفرغ للتأليف والعبادة.

    لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
    وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ .


    رب توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين



  5. #33
    مستشار فيزيائي
    Array
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    القاهرة
    العمر
    79
    المشاركات
    4,349
    شكراً
    0
    شكر 0 مرات في 0 مشاركات
    معدل تقييم المستوى
    198

    مشاركة: تراجم فقهاء وحفاظ

    اعتزال السيوطي الحياة العامة

    قضى السيوطي فترة غير قصيرة في خصومات مع عدد من علماء عصره، كان ميدانها الحملات الشرسة في النقد اللاذع في الترجمة المتبادلة، ومن خصومه: البرهان الكركي، وأحمد بن محمد القسطلاني، والشمس الجوجري، غير أن أشد خصوماته وأعنفها كانت مع شمس الدين السخاوي، الذي اتهم السيوطي بسرقة بعض مؤلفاته، واغتصاب الكتب القديمة التي لا عهد للناس بها ونسبتها إلى نفسه.

    ولم يقف السيوطي مكتوف الأيدي في هذه الحملات، بل دافع عن نفسه بحماسة بالغة وكان من عادته أن يدعم موقفه وقراره بوثيقة ذات طابع أدبي، فألف رسالة في الرد على السخاوي، اسمها "مقامة الكاوي في الرد على السخاوي" نسب إليه فيها تزوير التاريخ، وأكل لحوم العلماء والقضاة ومشايخ الإسلام.

    وكان لهذه العلاقة المضطربة بينه وبين بعض علماء عصره، وما تعرض له من اعتداء في الخانقاه البيبرسية أثر في اعتزال الإفتاء والتدريس والحياة العامة ولزوم بيته في روضة المقياس على النيل، وهو في الأربعين من عمره، وألف بمناسبة اعتزاله رسالة أسماها "المقامة اللؤلؤية"، ورسالة "التنفيس في الاعتذار عن ترك الإفتاء والتدريس".

    وقد تنبه بعض خصوم السيوطي إلى خطئهم فيما صوبوه إلى هذا العالم الجليل من سهام في النقد والتجريح وخصومات ظالمة، فأعلنوا عن خطئهم، وفي مقدمتهم الشيخ القسطلاني الذي أراد أن يسترضي هذا العالم الجليل الذي لزم بيته وعزف عن لقاء الناس، فتوجه إليه حافيًا معتذرًا، غير أن هذا الأمر لم يجعل السيوطي يقطع عزلته ويعود إلى الناس، ولكنه استمر في تفرغه للعبادة والتأليف.



    اعتزال السلاطين

    عاصر السيوطي (13) سلطانًا مملوكيًا، وكانت علاقته بهم متحفظة، وطابعها العام المقاطعة وإن كان ثمة لقاء بينه وبينهم، وضع نفسه في مكانته التي يستحقها، وسلك معهم سلوك العلماء الأتقياء، فإذا لم يقع سلوكه منهم موقع الرضا قاطعهم وتجاهلهم، فقد ذهب يومًا للقاء السلطان الأشرف قايتباي وعلى رأسه الطيلسان [عمامة طويلة] فعاتبه البعض، فأنشأ رسالة في تبرير سلوكه أطلق عليها "الأحاديث الحسان في فضل الطيلسان".

    وفي سلطنة طومان باي الأول حاول هذا السلطان الفتك بالسيوطي، لكن هذا العالم هجر بيته في جزيرة الروضة واختفى فترة حتى عُزل هذا السلطان.

    وكان بعض الأمراء يأتون لزيارته، ويقدمون له الأموال والهدايا النفيسة، فيردها ولا يقبل من أحد شيئا، ورفض مرات عديدة دعوة السلطان لمقابلته، وألف في ذلك كتابًا أسماه "ما وراء الأساطين في عدم التردد على السلاطين".

    لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
    وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ .


    رب توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين



  6. #34
    مستشار فيزيائي
    Array
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    القاهرة
    العمر
    79
    المشاركات
    4,349
    شكراً
    0
    شكر 0 مرات في 0 مشاركات
    معدل تقييم المستوى
    198

    مشاركة: تراجم فقهاء وحفاظ

    ريادة ثقافية في عصر العلماء





    كان السيوطي من أبرز معالم الحركة العلمية والدينية والأدبية في النصف الثاني من القرن التاسع الهجري، حيث ملأ نشاطه العلمي في التأليف مختلف الفروع في ذلك الزمان من تفسير وحديث وفقه وتاريخ وطبقات ونحو ولغة وأدب وغيرها، فقد كان موسوعي الثقافة والاطلاع.

    وقد أعانه على كثرة تأليفه انقطاعه التام للعمل وهو في سن الأربعين حتى وفاته، وثراء مكتبته وغزارة علمه وكثرة شيوخه ورحلاته، وسرعة كتابته، فقد اتسع عمره التأليفي (45) سنة، حيث بدأ التأليف وهو في السابعة عشرة من عمره، وانقطع له (22) عامًا متواصلة، ولو وُزع عمره على الأوراق التي كتبها لأصاب اليوم الواحد (40) ورقة، على أن القسم الأكبر من تأليفه كان جمعًا وتلخيصًا وتذييلا على مؤلفات غيره، أما نصيبه من الإبداع الذاتي فجِدّ قليل.

    وقد تمنى السيوطي أن يكون إمام المائة التاسعة من الهجرة لعلمه الغزير، فيقول: "إني ترجيت من نعم الله وفضله أن أكون المبعوث على هذه المائة، لانفرادي عليها بالتبحر في أنواع العلوم".

    وزادت مؤلفات السيوطي على الثلاثمائة كتاب ورسالة، عدّ له بروكلمان (415) مؤلفا، وأحصى له "حاجي خليفة" في كتابه "كشف الظنون" حوالي (576) مؤلفا، ووصل بها البعض كابن إياس إلى (600) مؤلف.

    ومن مؤلفاته في علوم القرآن والتفسير: "الاتقان في علوم التفسير"، و"متشابه القرآن"، و" الإكليل في استنباط التنزيل"، و"مفاتح الغيب في التفسير"، و"طبقات المفسرين"، و"الألفية في القراءات العشر".

    أما الحديث وعلومه، فكان السيوطي يحفظ مائتي ألف حديث كما روى عن نفسه، وكان مغرما بجمع الحديث واستقصائه لذلك ألف عشرات الكتب في هذا المجال، يشتمل الواحد منها على بضعة أجزاء، وفي أحيان أخرى لا يزيد عن بضع صفحات.. ومن كتبه: "إسعاف المبطأ في رجال الموطأ"، و" تنوير الحوالك في شرح موطأ الإمام مالك"، و" جمع الجوامع"، و" الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة"، و" المنتقى من شعب الإيمان للبيهقي"، و"أسماء المدلسين"، و"آداب الفتيا"، و" طبقات الحفاظ".

    وفي الفقه ألف "الأشباه والنظائر في فقه الإمام الشافعي"، و"الحاوي في الفتاوي"، و" الجامع في الفرائض" و" تشنيف الأسماع بمسائل الإجماع".

    وفي اللغة وعلومها كان له فيها أكثر من مائة كتاب ورسالة منها: "المزهر في اللغة"، و"الأشباه والنظائر في اللغة"، و"الاقتراح في النحو"، و"التوشيح على التوضيح"، و"المهذب فيما ورد في القرآن من المعرب"، و"البهجة المرضية في شرح ألفية ابن مالك".

    وفي ميدان البديع كان له: "عقود الجمان في علم المعاني والبيان"، و"الجمع والتفريق في شرح النظم البديع"، و"فتح الجليل للعبد الذليل".

    وفي التاريخ والطبقات ألف أكثر من (55) كتابًا ورسالة يأتي في مقدمتها: "حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة"، و"تاريخ الخلفاء"، و"الشماريخ في علم التاريخ"، و"تاريخ الملك الأشرف قايتباي"، و"عين الإصابة في معرفة الصحابة"، و"بغية الوعاة في طبقات النحاة"، و"نظم العقيان في أعيان الأعيان"، و"در السحابة فيمن دخل مصر من الصحابة"، و"طبقات الأصوليين".

    ومن مؤلفاته الأخرى الطريفة: "منهل اللطايف في الكنافة والقطايف"، و"الرحمة في الطب والحكمة"، و"الفارق بين المؤلف والسارق"، و"الفتاش على القشاش"، و"الرد على من أخلد إلى الأرض وجهل أن الاجتهاد في كل عصر فرض".

    وقد شاءت إرادة الله أن تحتفظ المكتبة العربية والإسلامية بأغلب تراث الإمام السيوطي، وأن تطبع غالبية كتبه القيمة وينهل من علمه الكثيرون.



    تلاميذه

    وتلاميذ السيوطي من الكثرة والنجابة بمكان، وأبرزهم "شمس الدين الداودي" صاحب كتاب "طبقات المفسرين"، و"شمس الدين بن طولون"، و"شمس الدين الشامي"، محدث الديار المصرية، والمؤرخ الكبير "ابن إياس" صاحب كتاب "بدائع الزهور".





    وفاته

    توفي الإمام السيوطي في منزله بروضة المقياس على النيل بالقاهرة في [19 جمادى الأولى 911هـ= 20 أكتوبر 1505 م] ودفن بجواره والده.





    المصادر:

    • جلال الدين السيوطي: حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة ـ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم القاهرة ـ الطبعة الأولى 1387 هـ=1967م.

    • مصطفى الشكعة: جلال الدين السيوطي ـ مطبعة الحلبي 1401هـ= 1981م.

    • عبد الحفيظ فرغلي القرني: الحفاظ جلال الدين السيوطي ـ سلسلة أعلام العرب (37) ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ القاهرة ـ 1990.

    • محمد عبد الله عنان: مؤرخو مصر الإسلامية ـ الهيئة العامة للكتاب ـ "سلسلة مكتبة الأسرة".

    لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
    وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ .


    رب توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين



  7. #35
    مستشار فيزيائي
    Array
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    القاهرة
    العمر
    79
    المشاركات
    4,349
    شكراً
    0
    شكر 0 مرات في 0 مشاركات
    معدل تقييم المستوى
    198

    مشاركة: تراجم فقهاء وحفاظ

    الإمام الشاطبى







    منذ أن أشرق على أرض الكنانة نور الإسلام والمصريون يعنون بالقرآن الكريم، حيث أقبلوا عليه يتلقونه من أفواه الصحابة الكرام، وامتلأت مساجدهم بحلقات القراءة والترتيل، يقوم عليها الصحابة وكبار التابعين، ويؤمها الراغبون في القراءة والتجويد، ثم تطلعت همة كثير من المصريين إلى الرحلة في طلب قراءات الذكر الحكيم، فقصدوا مدينة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، حيث عالمها الفذ الإمام "نافع بن عبد الرحمن" الذي طبقت شهرته في قراءات القرآن العالم الإسلامي حتى وفاته سنة (169هـ=785م).

    وكان من تلاميذ الإمام نافع من المصريين: "عثمان بن سعيد" المعروف بـ "ورش" المتوفى سنة (197 هـ=812م) وعرف بتمكنه من العربية، وانتهت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية، وقصده الناس من كل مكان يتلقون عنه، وحمل عنه قراءته أهل المغرب، وهي القراءة التي لا يزالون حتى الآن يقرءون بها، كما انتشرت في بلاد الأندلس.

    ومنذ ذلك الحين ومصر لا تخلو في كل عصر من أئمة القراءات، حتى إن السيوطي أحصى 135 عالمًا ممن تصدروا حلقات القراءات حتى زمانه، ولا شك أن هناك أعدادًا كثيرة غيرهم كانوا أقل شهرة ومكانة منهم.

    وكان ممن بروزا في مصر من علماء القراءات في القرن الرابع الهجري "عبد المنعم بن غلبون" المتوفى سنة ( 389 هـ=998م) صاحب كتاب "الإرشاد"، وابنه طاهر بن غلبون المتوفى سنة (399هـ= 1008م) صاحب كتاب " التذكرة في القراءات"، وتلقى عنه العالم الكبير أبو عمرو الداني أكبر قراء الأندلس في عصره، وهو من أعظم علماء القراءات قاطبة، وصاحب التصانيف المعروفة في هذا العلم كالتمهيد والتيسير. كما تلقى عنه وعن أبيه مكي بن أبي طالب القيرواني.

    وفي القرن الخامس الهجري لمع عدد كبير من أهل الإقراء في مقدمتهم عبد الجبار الطرسوسي المتوفى سنة (420هـ=1039م) صاحب كتاب المجتبى، والحسن بن محمد البغدادي، المتوفى سنة (428هـ= 1046م) ،وإسماعيل بن خلف المتوفى سنة (455هـ=1063م).

    وفي القرن السادس الهجري نلتقي بعدد وافر من علماء القراءات، كان أبرزهم القاسم بن فيره الذي قدم من الأندلس واستقر بمصر، واشتهر بالشاطبي، وأقبل عليه طلبة العلم من كل مكان.



    المولد والنشأة

    شاطبة مدينة أندلسية تقع على نحو خمسين كيلومترًا جنوب غربي بلنسية على مقربة من البحر المتوسط، وكانت مدينة زاهرة في ظل العهد الإسلامي، وظلت من أهم قواعد الأندلس الشرقية حتى سقطت من أيدي المسلمين سنة (647هـ= 1249م).

    ويعود بقاء تردد اسمها إلى اليوم على ألسنة كثير من أهل العلم إلى اثنين من أنبغ من أنجبت الثقافة الإسلامية، أما أحدهما فهو الفقيه الأصولي إبراهيم بن موسى بن محمد المعروف بـ "الشاطبي" صاحب كتاب "الموافقات في أصول الفقه"، و"الاعتصام"، وأما الآخر فهو القاسم بن فيره صاحب المنظومة المعروفة بالشاطبية في علم القراءات.

    في هذه المدينة العريقة ولد القاسم بن فيره بن خلف في سنة (538هـ= 1143م) وكف بصره صغيرًا، وعنيت به أسرته، فحفظ القرآن الكريم، وتعلم طرفًا من الحديث والفقه، واتجه إلى حلقات العلم التي كانت تعقد في مساجد شاطبة، ومالت نفسه إلى علم القراءات، فتلقاها على أبي عبد الله محمد بن أبي العاص النفزي، ثم شد رحاله إلى بلنسية وكانت من حواضر العلم في الأندلس، فقرأ على ابن هزيل، وسمع الحديث منه ومن أبي عبد الله محمد بن أبي يوسف بن سعادة، وأبي محمد عاشر بن محمد بن عاشر، وأبي محمد عبد الله بن أبي جعفر المرسي، ودرس كتاب سيبويه، والكامل للمبرد وأدب الكاتب لابن قتيبة على أبي عبد الله محمد بن حميد، ودرس التفسير على أبي الحسن بن النعمة، صاحب كتاب "ري الظمآن في تفسير القرآن

    لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
    وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ .


    رب توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين



صفحة 5 من 11 الأولىالأولى ... 34567 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ابتكار «تابلت رقمي» يعمل بطريقة «برايل» لمساعدة المكفوفين
    بواسطة علاء البصري في المنتدى منتدى الأخبار العلمية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-28-2014, 12:51 PM
  2. الأعصاب البصرية لدى المكفوفين تسهل القراءة بطريقة برايل
    بواسطة alaamu في المنتدى منتدى الأخبار العلمية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-09-2011, 08:57 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •