عن مفهوم المكان والابعاد المتعددة بين العلم والقران

طروحات جريئة بخصوص معنى العالمين والسموات السبع الطباق


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كي نصل الى الهدف لابد ان نتدرج في المراحل التى تقود نحو فهم المقصود
لنبدأ بتعريف المكان(المألوف في عالمنا) اولا, لنرى ماهي العناصر الداخلة في تحديد هذا التعريف ومن ثم تعريف (الأين) , طالما كانت الاين هي الاداة او الظرف التى يسأل به عن المكان ,واذا ماعرفنا هذه العناصر سنبدأ مرحلتنا التالية لاثارة السؤال الهام وهو: هل هناك اين واحد في هذا الوجود؟و هل الاين الذي تعودنا عليه وألفناه في دنيانا هو الاين الوحيد في ما خلق الله تعالى او بالاحرى في ماسماه القران (العالمين),مادلالة هذه اللفظة؟لماذا تجمع لفظة عالم على معنى "عوالم " من جهة و "عالمين" من جهة اخرى؟
لنبدأ بتعريف المكان في عالمنا او دنيانا اولا
ألمكان: هو اللفظ اللغوي الذي يشير الى (الحيز او الفضاء) الذي يقترن بوجودنا في هذا الكون بل يجعل وجودنا ممكنا...لاأحد ينكر ان الحركة هي السمة الأساسيةوالنقطة المركزية في تعريف معنى المكان...فبدون الحركة( ونقيضها السكون) لا نعرف معنى للمكان ولن ندرك له معنى...فانتقالك من نقطة معينة نسبة الى (مرجعية ثابتة او ساكنة نسبة اليك)الى نقطة اخرى( تقع على مسافة ابعد عن نقطة المرجعية الساكنة)تجعلك تدرك اهمية الحركة او الانتقال في ادراك معنى المكان...كل الموجودات ستكون ساكنة او لا وجود لها بدون المكان.
القلب العضوي للانسان لن يضخ الدم اذا قدر له ان يحصر في اطار( اي مكان محدد جدا) لايسمح له بالحركة...وجود المكان هو الذي يمكن القلب من الانبساط والتقلص لضخ الدم ...والدم ينتقل عن طريق الشرايين ولولا وجود الحيز الذي يسمح للشريان من جريان الدم لتوقف ضخ الدم الى الاجزاء الحيوية للانسان ولمات الانسان..وهذا يمكن ان يحدث اذا انغلق الشريان ولم يعد هناك حيز لسريان الدم في الشريان...الشريان اذن (وعاء مكانى لنقل الدم اي حركته في جسم الأنسان) وأي سبب يؤدي الى انعدام او تحديد هذا الوعاء المكانى يؤدي الى الموت..من هذا نعرف ان الحركة هي سمة المكان و دالته.وبالعكس بدون مكان لاتوجد حركة او انتقال.... وهذه السمة الاساسية للمكان هي نفسها التى تربط ما بين المكان والزمان...فهذه الحركة لايمكن ادراكها بدون ادخال عامل او بعد اخر(غير منظور) وهو الزمان..فلو كان في يدك حبلين كلجامين لكلبين من فصيلة واحدةتمسكهما معا, وقد وضعت لهما طعاما على مسافة معينة,ثم اطلقتهما , ستجد انه في الغالب سيصل واحد منهما الى الهدف فيناله فيما الأخر لايناله في هذه الحالة ستقول ان (سرعة حركة الاول اكبر من سرعة الثانى) فما الذي يدخل في قياس السرعة هنا؟ انه الزمن, لذلك تعرف السرعة بانها المسافة المقطوعة خلال وحدة الزمن ولها مقاييس تتبابن حسب النظام المستعمل في قياس امتدادات المكان مقسوما على وحدات قياس الزمن وهي نفسها تقريبا في كل النظم المعروفة....انت تدرك لا شعوريا انك للوصول الى عملك بسيارتك الخاصة قبل وصول مديرك في العمل عليك ان تسير بسرعة 80 كم/في الساعة اذا كان هو يسير بسرعة 50 كم في الساعة....وهكذا ترى اننا نربط الزمان والمكان بصورة فطرية حتى لو لم نفكر بطريقة فلسفية او فيزياوية كما يفعل الملا صدرا الشيرازي او اينشتاين....وليس شرطا ان تكون السرعة مسافة( بالامتار او الياردات) نسبة الى الزمن المستغرق في قطعها,لا بل قت تكون عدد دورات في الثانية( اذا كانت حركة الشيء المتحرك دائرية وليست مستقيمة خطية), وقد تكون عدد مرات الانقباض والانبساط (حركة نبضية او ترددية) في الدقيقة او الثانية كما في حالة قياس سرعة القلب او نبضاته ...المهم ان السرعة هي عامل ربط الحركة(المكان ببعد اخر لانراه هو الزمن)وهذا الربط منطقي في مثال القلب فقد يكون القلب حر الحركة لا قيود مكانية على حريته للحركة لكنه يضخ ابطأ مما يغطى حاجة الجسم وهذا يدل على ان المكان والزمان مرتبطان ومنسوجان نسجا محكما في هذا الوجود...ماهو العامل الاخر الذي ندرك المكان من خلاله ونحس به؟لنعرف ذلك دعنا نفترض اننا عدنا في الزمان الى الزمن الذي كان فيه الحجاج بن يوسف الثقفي او صدام حسين يفرغون فيه شعورهم بجنون العظمة بممارسة اقسى اشكال التعذيب على سجنائهم
اقول لو عدنا في الزمن ووجدنا سجينا مسكينا قدروا له ان يعيش في سجن على شكل انبوب ضيق لوجدنا ان هذا المسكين لو سالناه عن دالة المكان بالنسبة اليه فانه سوف يقول ان المكان هو الحيز الذي استطيع ان اسير فيه( اتحرك) اما الى الامام او الى الخلف....طبعا لن نلومه انه لايعرف معنى البمين واليسار او الاعلى والاسفل في عالمه المظلم ذاك....مثل هذا المثال نراه في ماء يجري في انبوب فنقول ان الماء في الانبوب يجري الى الامام اي على امتداد واحد فقط..ولو انفتق الانبوب لجرى الماء الى يمين الانبوب او يساره او فوقه او تحته او ما بينهما. هذا يعنى اننا نعيش في عالم او مكان يعرف بدلالة الاتجاه ايضا اضافة للسرعة وماذا يعد؟
من البديهي ان كل متحرك لابد له من قوة او طاقة محركة وبدونها يبقى ساكنا حيث هو...وتنص قوانين الفيزياء على ان الساكن يبقى ساكن والمتحرك يبقى متحرك مالم تؤثر عليها قوة خارجية...الشطر الاول من هذا القانون يدل على انه بدون القوة(الخارجية) المحركة فالساكن يبقى حيث هو...وبهذا المعنى تدخل القوة كعامل اضافي في تعريف المكان الفيزياوي وتصبح القوة "حاجة"للمتحرك لينتقل من نقطة الى اخرى...وبدونها يظل حيث هو ومن ثم ينعدم لديه الاحساس بالمكان .
تعود كثير من الناس قبل (ملاحظة نيوتن لتفاحة ساقطة كما يقال) على اعتبار ان ميل الاشياء للسقوط باتجاه سطح الارض هو امر عادي ولم يتسائلوا عن سببه..حنى فسره نيوتن بان الارض تخضع كل جسم في محيطها الى "قوة جذبية" وهذه القوة هي التى تجبر الاجسام الحرة للسقوط الى الاسفل ياتجاه مركز الارض....ولولاها لظل كل شيء عائما في الفضاء المحيط بالارض او لربما خرج منه الى الابد.وتعتمد القوة اللازمة لتحريك جسم في المكان من نقطة الى اخرى على كتلة الجسم وتسارعه( ولمن اراد التوسع في فهم هذه العلاقة فليجدها في مصادرها)
وهذا يعنى ان الثقل هو قوة جذبية تعتمد على كتلة ذلك الجسم(بفرض ثبوت التسارع), وكلما كانت كتلة الجسم كبيرة,كان ثقله كبير.... بهذا تصبح الثقالة من سمات المكان باعتبارها قوة تفرضها الاجسام الكبيرة والاجرام على غيرهاوهذا ماسيتبين في الطرح الذي يقدمه الفيزيائي براين كرين في محاضرته التى سـيأتى الاشارة اليها.
الأنسان وهوكائن حي مفكر مدرك يعيش في العالم (المكان)الفيزياوي,يخضع في جانبه الجسدي الفيزياوي لنفس قوانين المكان اسوة بغيره من المخلوقات, لذلك فهو يفتقر الى القوة او الطاقة ولا يستغنى عنها لانجاز حركته وعملياته الحيوية والذهنية الاخرى.وهذه الطاقة تاتي من الطعام الذي لايستغنى عنه الانسان ابدا ...لذلك نرى ان القران الكريم حين يستنكر على من زعم الوهية المسيح(ع) او نسب الى امه الصفات الالهية ,يقول(كانا يأكلان الطعام)اي انهما يفتقران للقوة او الطاقة وهذا يجعلهما محدودين ضمن الاطار المكاني ومن ثم فهما خاضعان لنفس قوانين المكان الاخرى ومنها الحاجة الى الطاقة ...والطاقة تأتى من مصدر اخر وهو الطعام....اضافة الى انهما خاضعان لنفس قوانين تحرير الطاقة من الطعام وهذه القوانين تنص على ان تحرير الطاقة من الطعام لابد ان يخلف " بقايا او فضلات" أسوة ببقية المخلوقات الحية الاخرى.
وبالنسبة للكائن الحي عامة والانسان خاصة فان ممارسة نشاطاته العملية والحركية والاعمال الذهنية الاخرى,فلا بد من (راحة) درءا لفساد اعضائه,واقصى انواع هذه الراحة هو النوم,لذلك نرى القران يؤكد على ان الذات الالهية المقدسة التى خلقت قوانين المكان الفيزياوى,لا نهائية القدرة وابعد ماتكون عن ان تقارن مع المخلوقات او تنطبق عليها نفس القوانين ,فانها لا تحتاج الى النوم او الراحة كما في النصوص القرانية(لا تأخذه سنة ولانوم) (وما مسنا من لغوب)و( ولا يؤوده حفظهما) ,ولأنها هي مصدر كل القوى ومانحة هذه القوى ,نجد القران يقول(وما اريد ان يطعمون).
وخلاصة ماقلنا ان العوامل الرئيسية في تحديد معنى المكان هي (نرتبها ابتداءا بالقوة المحركة باعتبارها علة الحركة)
1-القوة او الطاقة المحركة التى لابد منها لتتم الحركة وبدونها لن يتحرك الجسم في الزمكان(الزمكان لفظة منحوتة من الزمان+المكان ويشار اليها في الفيزياء الحديثةspace-time
2-متى ما توفرت القوة المحركة عندئذ يبدا الجسم بالحركة وهي انتقال المتحرك من نقطة الى اخرى ودالتها السرعة التى تقرن الزمان والمكان في تعريف واحد.
3- البعد او الامتداد الذي يحدد اتجاه الحركة او السرعة او وضع الجسم في المكان نسبة الى نقطة اسناد او مرجعية (ثابتة)وفي عالمنا الحالي تعرف هذه الامتدادات رياضيا باحداثيات ثلاث (X,Y,Z) كما في الشكل ادناه.وتسمى بالأبعاد (Dimensions)
وكل من وصف الله بالحركة فقد الزمه بقوانين -الزمكان- وجعله مفتقرا الى القوة المحركة, وهذا بالضبط ما استنكره القران الكريم على من قال بألوهية المسيح(ع)-كما قدمنا- وأبطل ذلك بالاشارة الى حاجته الى الطاقة المحركة التى يأخذها من الطعام, وكما في نص للامام علي(ع) بهذا الخصوص اذ قال(.لا يجري عليه السكون والحركة .وكيف يجري عليه ما هو أجراه ؟ ويعود فيه ما هو أبداه ؟ ويحدث فيه ما هو أحدثه ؟ إذاً لتفاوتت ذاته ، ولتجزأ كنهه ، ولامتنع من الأزل معناه)



الان نتسائل هل ان عالمنا الذي تألفنا مع ابعاده الثلاث (طول ,عرض, ارتفاع.....او: امام-خلف,يمين-يسار,اعلى -اسفل)هو العالم الوحيد في هذا الوجود المترامي الاطراف؟واذا ثبت وجود عالم اخر له ابعاد اكثر من عالمنا فهل يقود هذا الى فهمنا لوصف الله تعالى لذاته المقدسة بانه (رب العالمين)؟؟
هذا الاسئلة غاية في الاهمية لانا اذا فهمنا الجواب الذي يقدمه لنا علماء فيزياء ورياضيات افذاذ في هذا المجال واقتنعنا به,عندئذ سنتقدم خطوة الى الامام لنعرف الاجابة عن السؤال:هل المكان هو على معنى واحد او على صنف واحد؟
وعندئذ ايضا سندرك عمق ما قصده الامام علي (ع) وهو يناجي ربه:

سبحانك ما اعظم شأنك! سبحانك ما اعظم مانرى من خلقك!وما اصغر كل عظيمة في جنب قدرتك؟و ما اهول مانرى من خلقك ! وما احقر ذلك فيما غاب عنا من سلطانك!
نهج البلاغة- الخطبة 109
الابعاد المتعددة في الفيزياء الحديثة
أن المفاهيم التى ستقرب لنا الأجابة عن الاسئلة السابقة هي مفاهيم او افكار تضمنتها والتزمتها اقوى المدارس الحديثة في الفيزياء والرياضيات هي نظرية الابعاد المتعددة multi-dimensions والتى اوحت بوجود ما يدعى multi-dimensions wolds او مايسمونه احيانا(multiverse ) وكلها تقود الى معنى العالمين(ولفظة العالمين كما سيتبين هي صيغة جمع من العالم ولكن عندما يكون كل عالم يختلف عن غيره بحسب( الابعاد الزمكانية) وقبل اي اتهام قد يوجهه قاريء متطرف او متشدد – دون تثبت- الى توظيفنا لهذه المفاهيم النظرية نقول مهلا حتى تقرأ الموضوع برمته اثم احكم بعد ذلك.
وحتى نعرف كيف سنوظف هذه المفاهيم االمبنية على منطق الرياضيات وعلم الفيزياء سوف اضطر الى اخذ القاريء مرحلة مرحلة للوصول الى ما ابغيه وكل ما اريده الصبر علي وانا اخذ بيد القاريءواتدرج معه في تاريخ هذه المفاهيم وكيف اثبت المنطق الرياضي صدقها
سوف ارجع بالقاريء الى ما قبل اينشتاين بعشرات السنين وابالتحديد في العام 1884 اذ كتب ناظر مدرسة اسمه ادون ابوت(Edwin A.Abbot) رواية رومانسية(خيالية)بعنوان البلاد او الارض المسطحة Flatland تدور القصة حول عالم ثنائي الأبعاد يسمى بالأرض المستوية، يرويها فرد من افراد ذلك العالم هو السيد (مربع) وهو شخص بسيط من طبقة الحرفيين. يصف المربع عالمه في بداية الرواية قائلا:
" تخيلوا صحيفة شاسعة من الورق عليها خطوط مستقيمة ومثلثات ومربعات وأشكال خماسية وسداسية، وغير ذلك من الأشكال الهندسية التي تتحرك هنا وهناك بحرية تامة بدلًا من أن تظل ثابتة في مكانها، وهي تتحرك على السطح أو داخله دون أن تكون لها القدرة على أن ترتفع فوقه أو تهبط أسفل منه، شأنها في ذلك شأن الظلال، ولكنها تبدو ذات كتلة وتشع حوافها ضوءًا. تخيلوا ذلك وسوف ترتسم في أذهانكم صورة أقرب إلى الواقع تصف بلادي وسكانها، وا أسفاه كنت قبل أعوام قليلة أستطيع أن أقول « هذا عالمي هذا مكاني»، ولكن عقلي الآن قد تفتح فأدركت ما لم أكن أدركه من قبل."

ويقودنا المربع إلى بعض مضامين الحياة ثنائية الأبعاد. كان حلم السيد مربع ان يقوم بزيارة عالم أحادي البعد (الأرض الخطية Lineland)، وبأنه يحاول اقناع الملك الجاهل لهذا العالم بوجود بعد ثاني. ولكنه يكتشف استحاله توضيح الأمر لذلك الملك الذي لا يستطيع ادراك أبعد من عالمه الخطي الذي اسر احساسه به.
يقدر للسيد (مربع) ان يزوره جسم كروي ثلاثي الأبعاد، لكنه عقله يظل غير قادر أن يستوعب حقيقة هذا الزائر الغريب إلا بعد ان تصطحبه الكرة بطريقة ما, و تريه عالمها (الثلاثي الابعاد) عندئذ يصدق وجود عالم خارج عالمه وانه كان اسيرا لعالم ثنائي الابعاد متوهما ان لا وجود لعالم او مكان غير عالمه ومكانه. كان هذا الجسم الكروي يزور الأرض المسطحة مرة في بداية كل ألفية بهدف تعريف بعض من أهلها بوجود بعد ثالث بغية تعليم كل سكانها بهذا مع مرور الزمن... بعد عودته الميمونة من عالم الابعاد الثلاث يحاول السيد مربع جاهدا ان يقنع مواطنيه بوجود عالم ثلاثي غير عالمهم وفيما بدأ بعض مواطنيه استيعاب هذه الحقيقة تقوم السلطات الحاكمة بايعاز من بعض رجال الدين باصدار فرمان يمنع التبشير بوجود عالم ثلاثي وفي حملة شرسة تصل العقوبة فيها الى السجن على البعض والاعدام على الاخر وحسب الطبقة الاجتماعية حتى ان السيد مربع نفسه يتعرض للسجن...انتهت القصة باختصار

بالرغم من ان هذه الرواية قدمت نقدا حادا للنظام الطبقي في ثقافة العصر الفيكتوري ببريطانيا، إلا أن الاسهام الأهم والاكثر لهذه الرواية هو استكشافها لعالم الأبعاد قبل اينشتاين بعشرات السنين. وفي مقدمة إحدى الطبعات العديدة التي نشرت لهذه الرواية، نجد الفيزيائي و احد رواد قصص الخيال العلمي وهو إسحاق أزيموف(Isaac Asimov) يصفها بـ:"أفضل مقدمة يستعين بها المرء للخوض في فهم الأبعاد المتعددة". ولهذا السبب، لازالت الرواية تحظى بشعبية بين دارسي الرياضيات والفيزياء وعلوم الحاسبات.
تم تقديم هذه الرواية في عدد من الأفلام السينمائية، كان أخرها فيلم روائي طويل إنتاج 2007 هو الأرض المسطحةFlat Land. كما قدمت عنها بعض الأفلام التجريبية والقصيرة..وسنضع بعض الروابط لهذه الافلام , اولها مقطع فيديو من الفيلم الذي انتج عام 2007

والاخر بعنوان Dr Quantum-Flatland


علما ان هذه الافلام لاتدخل في باب افلام الكارتون للاطفال ...لا وانما تصنف تحت باب Math Movies or Math Animations اي سينما او صور الرياضيات.....
الان اترككم مع العالم( الراحل) الدكتور كارل ساغان( Carl Sagan(9Novemebr1934 –20 December 1996 وهو غنى عن التعريف لمن قرأ كتابه او شاهد مسلسله التلفزيونى ذائع الصيت( الكون)



وفي هذا الدرس يأخذ الدكتور ساغان بايدينا مستعينا بفكرة العالم الثنائي الابعاد في رواية(أبوت) انفة الذكر لنفكر ونتأقلم( رغم محدودية عقولنا وصعوبة ادراك ذلك) بما هو ابعد من عالمنا الثلاثي ...استخدم الدكتور ساغان مثل تفاحة- وليست كرة كما في الرواية الاصلية- فهذه التفاحة من العالم الثلاثي الابعاد تنظر الى الاسفل فترى (مربع) هو مواطن من عالم ال Flatland وتقتحم منزله بعد ان اعيتها الحيلة في ان يسمع صوتها او يعرف مصدره قبل هبوطها في منزله ...فلا يري (مربع) من التفاحة الا جزئها او مقطعها العرضي الذي يتماس مع عالمه … ولتعرفه التفاحة بعالمها فانها تلتصق به وتحلق به في الفضاء فينذهل ويتحير حين يبدأ بالنظر الى بلاده فيرى غرفته من فوق ويرى مساكن اصدقائه كما لم يرها من قبل ...فالبعد الثالث قد اكسبه بصر اضافي( Extra-vision ) لم يكن يتمتع به من قبل...وحين يهبط ...يندفع اليه الاصدقاء وقد اذهلهم ظهوره المفاجيء وكانه خرج من حيث لامكان..يسألونه ماذا حدث لك? قيجيبهم المسكين ...حسنا انا كنت في بعد غامض اسمه( فوق UP فيسالونه اين هو هذا البعد أشر اليه ,أرنا اياه ............... ثم ينتقل الدكتور ساغان ليشرح قكرة البعد الرابع الذي اضافه اينشتاين الى عالمنا...... ثم يوضح لنا ان صعوبة ادراك هذا البعد الاضافي هو تماما كصعوبة ادراك البعد الثالث من قبل المواطن(مربع) في الارض المستوية....المشكلة في ان العقل البشري قاصر في تصور هذا البعد لانه مأسور ضمن هذا العالم الثلاثي الابعاد وهنا يحضرني قوله تعالى(نحن خلقناهم وشددنا اسرهم واذا شئنا بدلنا امثالهم تبديلا ) وكانها توضح لنا حقيقة مانحن عليه من اسر ادراكي في هذه الحياة الدنيا....من الملاحظ ايضا ان المثل التقريبي الذي ذكره الدكتور ساغان يؤدي الى ان التواجد في بعد اعلى سوف يكسب الموجود رؤيا وادراك اضافي نسبة لمن دونه في الابعاد ,ولن يشعر الموجود في الادنى بالموجود الاعلى طالما هو غير قادر على الرؤيا خارج ابعاده الخاصة.وهذا ما سنوضحه في قوله تعالى (انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم).
ليس الدكتور ساغان وهو عالم فلكي مرموق مجنونا ,حين يضرب لنا هذه الامثلة.
لينتبه القاريء انه لا الدكتور ساغان ولا غيره من علماء الفيزياء الذين حاولوا ان يوضحوا لنا فكرة الابعاد الرباعية مستخدمين فكرة او مثل العالم الثنائي الابعاد يريدون التأكيد على وجود هذا العالم او نفيه..انما ارادوا لنا العبرة من هذا المثل ..ولا يستهين احد بهذه التبسيطات او الافكار الرياضية...ومن يستهين فليسأل العالم الانكليزي جورج بوول الذي اكتشف النظام الثنائي في الاعداد والارقام وحول المعطيات المنطقية الى جبر منطقي....ولم يكن احد يدرك في حينه اهمية ما توصل له هذا الرجل وبقت افكاره مركونة قرابة القرن حتى جاء من ادرك اهميتها و عظمتها في تصميم الحاسبات الالكترونية.

من ناحية اخرى يجب ان نشير الى ان مفهوم الابعاد المتعددة ليست افكار مجردة او ترفا فكريا جاء به اينشتاين او من جاء بعده من علماء(الاوتار الفائقة),لا انما هي نتيجة حسابات رياضية غاية في الدقة والاتقان....وليس اينشتاين وغيره كان يرغب في ان يأتى بالغريب الجديد من اجل الشهرة او كما يفعل البعض عندنا " خالف تعرف”..ابدا ولكن حلول المعادلات هي التى تقودهم -ربما رغما عنهم الى هذه النتائج التى يصعب ادراكها او هضمها من قبل جمهور الناس... وليست قصة ماكس بلانك صاحب نظريات الكم الذي اكتشف نتائج مذهلة عن طبيعة طبيعة الانبعاث الضوئي والتى قلبت كل افكار الفيزياء الكلاسيكية عن انبعاث الضوء, رأسا على عقب.ليست هذه القصة من القصص التى تنسى في تاريخ الفيزياء الحديثة. لقد قيل ان بلانك نفسه كان مترددا في نشرها ,لكن امانة العالم تقتضي ان ينشر ابحاثه مهما كانت غريبة في عصره مادامت نتاج قوانين وحسابات رياضية لا غبار عليهاولعل قصة الفيزيائي الانكليزي بول ديراك Paul Diracاغرب من قصة بلانك فهذا الفيزيائي الشاب قد اعتمد المعادلات الرياضية التى توصل اليها من سبقوه امثال-هايزنبرك وشرويدنكر واينشتاين وقام بالتعامل معها وفق صياغة ومنطق رياضي جديد مدهش استخدم المصفوفات بدلا من الكميات القياسية. وقادته هذه الحلول لهذه المعادلات الى امور اكثر غرابة وفرضت عليه في بعض من نتائجها وجوب وجود الكترونات موجبة نقيضة-لما هو مالوف- وبروتونات سالبة نقيضة ايضا...بالرغم من غرابتها لم يتوانى ديراك في نشرها ويقال انها كانت محط سخرية حتى عند البعض من علماء عصره.....لكن الارصادات اللاحقة والملاحظات المختبرية بينت صواب منطق المعادلات الرياضية الى قادته الى هذه التنبؤات...وثبت وجود ما تنبأ به حتى وصل الامر الى انا صرنا نتحدث ليس على الكترون نقيض او بروتون نقيض بل عن مادة نقيضة تختفي في اماكن من كوننا....نحن في مفهوم الابعاد المتعددة ازاء نظريات قاد اليها المنطق الرياضي.....ولا صلة لما نتحدث عنه بنظريات قامت على اساس الحدس والتخمين والافكار المسبقة كنظرية دارون التى لاصلة لها بمنطق الرياضيات ابد ابل ان الرياضيات وحساب الاحتمالات خاصة تنقضها وتنزلها الى مصاف الفرضية او دون ذلك
في حسبانى ان مفهوم الابعاد المتعددة -الهام ربانى- علمه تعالى للانسان عن طريق الرياضيات في المقام الاول...لاسباب قد ندرك بعضها في حديثنا الاتى ….اذكر قصة قرأتها منذ سنين لزوجة اينشتاين بعد رحيله...دعاها احد علماء الفلك -اظنه كان العالم الفلكي هوبل- الى مرصده الجديد...فلما رأت التقنية وضحامة هذه الاجهزة العملاقة تعجبت وسألت لم كل هذا؟ اجابها :لدراسة الكون قالت :ان زوجي كما تعلم قد امضى جل حياته لدراسة الكون ولكن وسائله لم تتعدى القلم والورقة فقال العالم ان امثال زوجك هم من يقدمون لنا الافكار التى تحفزنا التحفز الدائب لاكتشاف الكون ...فسبحان من علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم....
أن الاضافة الثورية التى فاجأ بها اينشتاين العالم وعلماء عصرة للبعد الرابع,كانت فاتحة اوسعت الافاق لعلماء جاؤا من بعده و بنفس المنطق الرياضي اضافوا ابعاد اخرى بلغ عددها اليوم(11) كما سنرى. ومن يدري فقد تقود صيغ رياضية جديدة الى المزيد مثلما قادت الصيغة الجديدة التى طبقها بول ديراك الى الى اكتشاف المادة النقيضة التى لم يكن احد يحلم بوجودها -والله اعلم
أينشتاين والبعد الرابع
لكي نقدم للقاريء تصور عن البعد الرابع الذي اصر اينشتاين على ادخاله في الحسابات الفيزياوية عند دراسة المادة والاجرام السماوية وحركتها , كعنصر او بعد رابع من ابعاد دنيانا حتى لو صعب علينا ادراكه لمحدودية عقولنا ...سوف نستعين بمضاهاة هذا البعد وتصوره على شكل مِراَة ..لنفرض انه تعالى شاء ان ندرك هذا البعد الغائب عن ادراكنا ولنتصور بأنه جعل لكل انسان مخلوق (مِراَة ) وسنسمي هذه المراة (مراة الزمن) بحيث ان هذه المراة تبدو لنا كشاشة مقسمة الى ثلاث اجزاء...جزئها الوسط يمثل الحاضر و يرينا الحاضر والاخر على اليسار يمثل الماضي ويرينا الماضي في الزمن كما نشاء,( هذا الماضي الذي ننساه احيانا وننسى معه قبائحنا وظلمنا انفسنا فلا ندعو الله للمغفرة -هذا الماضي الذي سينكشف لنا في لحظة فنرى انفسنا على حقيقتنا كما يقول القران الكريم(فكشفنا عنك غطاؤك فبصرك اليوم حديد), اما الجزء الثالث على اليمين فيمثل المستقبل ويرينا المستقبل في كل لحظة او حادثة تلي لحظتنا الحالية او مابعدها الى ماشاء الله...
وحتى نعرف جملة العوامل التى جعلها اينشتاين مؤثرة في الزمن..لنفرض انك انطلقت من الارض بوسيلة ما كصاروخ مثلا بسرعة 20 الف كم في الساعة ...واحسست احساسا داخليا بان ثمة شيء غير طبيعي وانت تنظر الى ساعة يدك...فقلت دعنى اقارن بين حركة ساعتى وانا على الارض (قبل الانطلاق) وحركتها الان فنظرت يسارا ( اي في الماضى)في مراة الزمن وقارنت مرور الوقت في ساعتك الان وساعتك قبل الانطلاق...ستتفاجـأ انك ستلاحظ ان الزمن يمر عليك بتباطؤ وكأن ساعتك تتأخر قليلا عما لو كنت على الارض...وسيحدث تباطؤ اشد في ساعتك (الان) وساعة (ماقبل الان) كلما زادت سرعتك واحدى معادلات النظرية النسبية تقول انك اذا تسارعت (فرضا) بسرعة الضوء فان ساعتك ستتوقف تماما اي ان زمانك سيصبح صفرا..الزمن اذن يتباطأ حسب سرعة انطلاقك وكلما زادت السرعة تباطأ الزمن....والعامل الاخر الذي يقود الى تباطأ الزمن هو كتلة الجسم المتسارع فكلما كانت كتلة الصاروخ الذي تنطلق به من الارض اكبر كلما تباطأ الزمن اكثر..ولما كانت الحركة (مقياسها السرعة) هي سمة اساسية من سمات المكان والزمان ,فأن النظرية النسبية ترينا كيف ان الكون من حولنا قد نسج بشكل يتفاعل فيه الزمان والمكان بشكل لانحس به الا من خلال الملاحظات والحسابات الرياضية الدقيقة...وهل تستطيع ان تتخيل اذا قلنا لك انك في صاروخك المفترض ستكتشف عند مقارنة طولك وانت في سرعتك الصاروخية أن طولك نفسه تقلص وكلما زادت سرعتك ستكشف بالمقارنة مع وضعك الساكن( على الارض قبل الانطلاق) ان طولك الشخصي يتقلص اكثر واكثر, بل ان احدى معادلات النسبية تقول ان سرعتك اذا قاربت سرعة الضوء (فرضا) فان طولك سيؤل الى الصفر وكأنك لاطول لك بالرغم من احساسك الشحصي بهذا الطول.
مما يروى من طرائف عن صعوبة ادراك الناس للبعد الرابع الذي جائت به النظرية النسبية ,ان اينشتاين كان مدعوا ذات ليلة الى حفلة, فسألته سيدة حسناء كانت تجلس قبالته: من اين جئت بفكرة البعد الرابع ,من المستحيل علي ان اتصور بعدا اخر غير الابعاد الثلاثية التى أدركها؟؟أجابها وهو يمزح:من اجلك ايتها السيدة الحسناء,لن افكر باربعة ابعاد ,بل ببعد واحد ,هو الذي بفصل بيني وبينك!!!!!!
ان مايذكره القران الكريم في قصة النبي يوسف عليه السلام مع رؤيا ملك مصر المعاصر له تكشف لنا من طرف خفي ان الزمن هو البعد الرابع المنسوج في كوننا وان هذا البعد له امتداد في المستقبل مثلما له امتداد في الماضي ...فقد راى الملك رؤيا لكنها كانت رمزية(حيث يبدو ان درجة وضوح النظر الى المستقبل -بدون مرأة الزمن الافتراضية الت فرضناها انفا-تعتمد على عوامل روحية ونفسية تخص الناظر- الملك لم يفهم هذه الرؤيا الرمزية , لكن النبي يوسف ع اولها التأويل الصحيح الدقيق وكانه يراها على امتداد البعد الزمني المستقبلي....وقبل هذا كان الصديق -ع- قد فسر رؤيتين لصاحبي السجن قبل وقوعهما وكان الامر كما قال بالضبط.....كيف كان المسيح عليه السلام ينبأ بنى اسرائيل بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم لولا ان الله تعالى قد فتح بصيرته على ابعاد عليا تفوق ما تعود عليه الناس وألفوه !!!
وللفائدة ونحن بصدد الحديث عن ابعاد عليا فائقة نذكر ان اينشتاين قضى وقت طويل من حياته يبحث عن (حلم) وسمى هذا الحلم (نظرية توحيد المجالات) unified field theory
...مات اينشتاين ولم يقدر له ان يحقق هذا الحلم...وحقيقة فان نظرية التوحيد وان اسميناه حلما(بالنسبة لاينشتاين على الاقل) فانما هي تعبر حقيقة عن فطرة انسانية- فطرة الله التى فطر الناس عليها- فاينشتاين ومن ساروا بعده على درب توحيد قوى الطبيعة مهما كانت مشاربهم فانهم يؤمنون فطريا او لا شعوريا بان الوحدة-وحدة وبصمة الاله الواحد- اساس هذا الوجود وان القوى الاساسية في الطبيعة التى تبدوا متفرقة لابد ان تكون موحدة في نظرية ومن ثم معادلة واحدة وان شئت ام المعادلات او لنقل (Master Equation).....من اجل تحقيق هذا الحلم فقد قام الرواد الأوائل لنظرية الاوتار الفائقة الشائعة اليوم في عالم الفيزياء بالتعامل مع مجموعة من المعادلات الرياضية المعقدة صهروا فيها ميكانيكا الكم والنظرية النسبية فقادتهم المعادلات الى وجوب وجود ابعاد عليا خارج نطاق الابعاد المألوفة في دنيانا وعند ذلك ( وعند ذلك فقط)يتحقق توحيد القوى الاساسية للطبيعة من جهة ومن جهة اخرى الفهم الدقيق لسلوك المادة سواء على المستوى الذري ( microcosm)
او على المستوى الكوني الاكبر (macrocosm or universe-level)
ولمن شاء ان يعرف تفاصيل اكثر عن نظرية الاوتار فانى اضع الرابط التالي من موسوعة ويكيبديا وأن رغبت قرائته بالعربية فاختر العربية في حقل اللغات الموجود على يسار الصفحة

http://en.wikipedia.org/wiki/String_theory
وقبل الحديث عن نظرية الاوتار الفائقة لابد ان نذكر ان ثمة فيزياوي-رياضي اخر له اسهام في -نظرية (العالمين) اي نظرية الابعاد المتعددة,ذلك هو الالماني كالوتسا Theodor Kaluza فقد كان كالوتسا معاصرا لاينشتاين وكان شخصا فائق الذكاء ويقال انه كان يقرا او يكتب اكثر من عشرة لغات -و كانت العربية المفضلة لديه- قام كالوتسا بصهر معادلات النظرية النسبية العامة لاينشتاين مع معادلات ماكسويل James Clark Maxwell في الكهرو-مغناطيسية فقاده الحل الى ضرورة وجود فضاء بخمسة ابعاد( 4 مكانية وواحد زمانيfive-dimensional space-time ) كحل لتوحيد قوانين الفيزياء فكتب الى اينشتاين بالنتائج الغريبة التى توصل اليها من خلال الحل الجديد, وبالرغم من ان اينشتاين نفسه كان مستغربا من امكانية اضافة بعد خامس الا انه شجعه بنشر البحث فنشره في العام 1921
تحت عنوان "Zum Unitaetsproblem der Physik" نحو حل مشكلة توحيد الفيزياء....وسميت هذه النظرية " Kaluza-Klein Theory نظرية كالوتسا -كلاين بعد ان صاغها وقدمها يشكل جديد الفيزياوي-اوسكار كلاين-Oskar Klein وتعتبر هذه النظرية مقدمة لنظرية الاوتار الفائقة.
واترككم الان لعشرين دقيقة تقريبا مع محاضرة قيمة ل(براين كرين الفيزيائي الامريكي المعروف ومن اشهر المنظرين لنظرية الاوتار الفائقة وصاحب الكتاب الشهير( الكون الانيق) وله مسلسل بنفس الاسم , وهو يحدثنا عن الاسباب الداعية لادخال 11 عشرة بعدا في نظرية الاوتار(الزمن +10 ابعاد اضافية) استمعوا اليه جيدا

هل استمعتم ؟ هو يلخص تاريخ وبداية فكرة الابعاد المتعددة منذ الطرح الجريء الذي قدمه العالم كالوتسا! !! . ثم يشرح نظرية اينشتاين وادخاله الزمن كبعد رابع في في عالمنا... وحتى نظرية الاوتار الفائقة حيث يأخذنا كرين في رحلة الى باطن الذرة ومن ثم الالكترونات والبروتونات والنيونرونات وحتى الوحدات الاصغر المسماة (الكواركات Quarks)وهنا ينوه (كرين) تنويها بالغ الاهمية فيقول ان نظرية الاوتار تبدأ هنا ,و هنا حيث تتوقف النظريات التقليدية الشائعة وتعجز عن شرح حقيقة مايجري في العالم مادون الذري عالم الالكترون والبروتون والكوارك ويوضح كرين ان نظرية الاوتار وجدت الحل لحقيقة ما يجري وهو اننا اذا غصنا في عالم المكونات الاساسية فسنجد ان ثمة اوتار او خيوط من الطاقة دقيقة جدا ترقص وتتذبذب وفق انماط من الترددات متباينه جدا بحيث ان كل مانراه في عالمنا من تنوع في الاشياء يعتمد على نمط التذبذب التى تتذبذب وفقه هذه الاوتار وبهذه الطريقة تتوحد قوى الطبيعة الاساسية لانها في الاصل من( نفس الاوتار او الوحدات التكوينية)
( تعقيب من الكاتب :كما تختلف الثمار بالوانها ومذاقاتها وهي تسقى بماء واحد...)...وبعد ذلك يوصح(كرين) ان المعادلات الرياضية الخاصة بنظرية الاوتار – وهنا مربط الفرس- لاتعمل لافي فضاء ثلاثي الابعاد ولا رباعي ولا خماسي ولا سداسي...وانما في فضاء من 11 بعدا(10 +واحد زماني) …. من هذانرى ان منطق الرياضيات(وما اروعه من منطق) هو الذي يقود الفيزياء الحديثة الى تبني مفهوم الابعاد المتعددة.....والحقيقة اني كلما رأيت امثال هذا الفيديو يرينا هذه الاوتار من الطاقة وهي تتذبذب لتصنع هذا التنوع من الاشياء التى لا تحصى..تذكرت ما يقوله الامام علي( ع )في دعاء له مشهور اسمه دعاءكميل (وبنور وجهك الذي اضاء له كل شيء) دون ان اسفه نفسي او اتوهم جهلا -لاسامح الله- ان لفظة الوجه هنا كما يتوهم المشبهة .
*************
بين يدي عدة مصادر علمية تتحدث عن مفهوم (العالمين)الذي طرحه القران الكريم والذي سنتوسع فيه بعد قليل, وأنا حائر بين امرين ,اولهما الى اي منها اشير , و ثانيهما ان هذا البحث لم يكتب ليكون بحثا موسعا الى درجة يخرج عن اطاره المرسوم.....لذا تراني مضطرا لاشارات عابرة حول هذه المفاهيم فقط ليعلم القاريء ان ما نتكلم عنه من افكار تتعلق بطرحنا الجديد لفكرة العالمين او الملكوت او السموات السبع الطباق ,ليست خيالا بل انه نبؤات تقوم على اسس منطق رياضي فيزياوي متين, حتى لو اختلف اصحابها في الكيف والاين المتعلق بهذه العالمين.
Many worlds theory نظرية العالمين قدمها فى عام 1954, مرشح للدكتوراه من جامعة برنسيتون اسمه هيو إيفيرت Hugh Everett طرح فيها فكرة وجود اكوان(عالمين) اخرى محاذية او مجاورة لكوننا قد تكون بالضبط شبيهة لعالمنا . وهذه الأكوان وان اخذ كل منها طابع الاستقلالية عن بعضها الا انها تفرعت عن بعضها البعض.
لقد مر علينا سابقا الاشارة الى الظروف التى الجأت منظروا نظرية الاوتار الفائقة لألتزام مفهوم الابعاد المتعددة كحل لامفر منه حين وجدوا ان المعادلات الرياضية الخاصة بها لاتعمل الا في فضاء من 11 بعدا(10 +واحد زماني) كمل قدمنا قبل قليل.
وبدأ عقب ذلك, التساؤل عن امكانية وجود (عالمين) اخر تظهر فيها هذه الابعاد , فطرحت نظرية ( العالمين المتوازيةParallel Worlds) بشكل جديد يعتمد المعادلات التى تأسست عليها نظرية الاوتار , وقد شرحها العالم الفيزياوي الامريكي- اليابانى الاصل ميشيو كاكو Michio Kaku وهو احد منظريها في كتاب له بنفس الاسم(Parallel Worlds).
الملفت للنظر في هذا الامر ان العالم كاكو يشير إلى أنه تم اكتشاف كم هائل من الحلول لمعادلات نظرية الأوتار، وكل حلٍّ من هذه الحلول يصف كونًا رياضيًّا متناسقًا ومختلفًا عن الأكوان الأخرى التي تصفها الحلولُ الأخرى. هكذا تدل نظرية الأوتار على وجود أكوان(عالمين) عدة بعضها يوازي البعض الاخر.
وقد عرض كاكو سواء في كتابه او في اللقاءات التى تجريها معه وسائل الاعلام , الحجج والنظريات العلمية المختلفة التي تُلزِمنا بوجود الأكوان الممكنة. و يستنتج كاكو بعد عرضها أنه لا مفرَّ من الاعتراف بإمكان وجود الأكوان التى سماها موازية.
عودا على السوال الذي طرحنا سابقا هل ان عالمنا(ثلاثي الابعاد بالنسبة لجمهور الناس العاديين, او رباعي يالنسبة لعبقري مثل اينشتاين) الذي نعيشه هو الصنف الوحيد من العالمين في هذا الوجود او فيما خلق الله تعالى مما يبصرون ومما لا يبصرون؟
مؤكد ان من ادرك عمق ما قدمناه على لسان العلماء الذين مر ذكرهم سيكون جوابه :كلا ثم كلا فما غاب عن ادراكاتنا من بدائع صنع الله هو اشد هولا مما ادركناه كما ورد على لسان الامام علي(ع)
دعونا الان نسلط الضوء على لفظة (العالمين التى انفرد القران بذكرها) في مثل قوله تعالى ( رب العالمين)في كثير من اي الذكر الحكيم, فما ذا تعني؟؟
لفظة العالمين من المتشابه الذي له عدة مدلولات بجسب النص الي يرد فيه ولقد اختلفت المعاجم واختلف المفسرون في تحديده لكن المعنى الذي يهمنا هنا هو ما ورد في سورة الفاتحة او الشعراء مثلا(قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ*قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ)الايات-23, 24...فاذا وحدنا بين اراء المعاجم بنتيجة واحدة فيكون : العالم هو الخلق وجمعه العوالم والعالمون هم اصناف الخلق....فماذا نخرج من هذه المعانى.؟ اقول هم قالوا اصناف ولكن وفق اي تصنيف؟؟ هذه اللفظة بحد ذاتها ان فهمت بالمعنى الذي اشرنا اليه وهي ان خلق الله تعالى لا يقتصر على عالم ثلاثي الابعاد او رباعي الابعاد فتصبح الاصناف هنا تشير الى تصنيف حسب المكان وعدد ابعاده وهو ماسنطلق عليه اسم المراتب المكانية,فيصبح لكل عالم من العالمين مرتبة مكانية معينة كما سيأتي.
من ناحية اخرى لقد وجدنا ان لفظة عالم في العربية تقابلها بالضبط لفظة:دنيا في لغات اخرى فيكون العالم بمعنى الدنيا بكل ما تعنيه هذه اللفظة ويكون جمعه(العوالم)كما تقول المعاجم ان اختص بموجودات متفرقة متنوعة لكنها مشتركة في كونها موجودة في نفس الابعاد الزمكانية...لكن حين تختلف هذه الابعادالزمكانية زيادة او نقصا فان لفظة العالمين هي الاصح اذا اقتضى الجمع..لذلك نفهم ان قوله "رب العالمين" تعنى انه سيد ورب كل مادونه وكل مادونه هو( عالم =دنيا) بغض النظر عن ابعاده زيادة او نقصا...ولو كان ثمة دنيا ابعادها الزمكانية13 -فرضا-فان الله تعالى يكون سيدها وربها لانه خالق الابعاد ومتنزه عن مجانسة مخلوقاتها او الاتحاد بها مهما علا شأنها ومرتبتها ....والى هذا يشير النص في سورة الشعراء (رب السموات والارض ومابينهما) فما المقصود بقوله تعالى ومابينهما؟ هل البينية هنا بينية تبين الفرق في الابعاد(بين ) كل عالم والذي فوقه او تحته ام ماذا؟
ووفق ماقدمنا يصبح(المكان او الاين ومن ثم الوجود المنظور وغير المنظور ) ليس على صنف واحد او بكلمة ادق "ليس على مرتبة واحدة”...اذ على مستوى الوجود الكوني العام الذي او جده-واجب الوجود-بقدرته,يصبح السؤال بأين ؟؟لامعنى له مالم يحدد السائل اي اين يقصد,اي من العالمين يقصد بهذا السؤال...مادام كل عالم له صفة الوجود (المستقل) عن غيره من العالمين,وتكون استقلاليته او تميزه بحسب الابعاد الزمكانية الخاصة به.
وكأني انظر في قوله تعالى(...لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون ) المؤمنون:100
فأرى فيهانموذج لعالم سميناه عالم البرزخ,ولكن هذا البرزخ ليس هو الحد الوحيد في الوجود الكلي , وانما ذكر هنا حصرا ليشير الى استحالة رجوع من طلب العودة من عالمه الى عالم الحياة الدنيا...فهل هناك الكثير من هذه الحدود او الحواجز على مستوى الوجود الكلي المنظور وغير المنظور اي على مستوى(العالمين) ؟؟وما ذا يعني وجود الحاجز بين عالم واخر؟
الحقيقة ان الحاجز بين عالم واخر اما ان يكون بعد اضافي كبعد الارتفاع الذي يفرق بين عالم ثنائي الابعاد واخر ثلاثي كما في التقريب الذي قدمه لنا العالم الفلكي ساغان, او كالبعد الاضافي بين كون اينشتاين رباعي الابعاد والكون الثلاثي الذي يتصوره الانسان العادي , او ان يكون بعد اضافي+حجاب لا نعرف كنهه يحجز بين عالم واخر وقد يكون هذا الحاجز (البرزخ) هو الذي اشارت اليه نظرية هيو افرت التى تحدثنا عنها قبل ظهور نظرية العالمين المتوازية,والذي يجعل كل عالم مستقل عن غيره ومحجوز بطريقة مشابهة لتلك التى يصفها القران الكريم عن البحرين(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ -بينهما برزخ لا يبغيان-الرحمن:19+20)
واي ما كانت دلالة البرزخ المذكور فهو يقود في النهاية الى ان كل عالم من العالمين الموجودة اما ان يكون ذات استقلالية عن غيره (كما تقول نظرية افرت) , او ان يكون متداخلا متصلا (بشكل ما) مع غيره وان تفاوتا في الابعاد الزمكانية(وهذا ما تلمح له نظرية العالمين المتوازية).
اشارات قرانية الى مفهوم العالمين
ساصحبكم الان في جولة في كتاب الله المجيد نستقرأ خلالها بعض الاشارات عن الابعاد المتعددة التى توصلت اليها الفيزياء الحديثة والتى قاد اليها المنطق الرياضي:

1- لو تأملنا قوله تعالى(يا بني ادم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سواتهما انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم انا جعلنا الشياطين اولياء للذين لا يؤمنون )الاعراف-الاية27 …..وشاهدنا فيها قوله تعالى(من حيث لاترونهم) .. لوجدنا في قوله هذا ان (الحيث) كما هو معلوم يشير الى المكان المحدد اذا اشير به الى المخلوق فماذا يعني ذلك.؟؟؟ الا يدل على ان هذه المخلوقات تنظر الينا من عالم او مكان تزيد ابعاده على عالمنا المألوف ببعد اضافي يمكنهم من رؤيتنا دون ان نراهم تماما مثل المواطن(مربع) الذي تحدث عنه الدكتور ساغان والذي قال عنه ان خروجه الى البعد الفوقي قد اكسبه ما سماه (Extra vision) اي نظر اضافي لم يكن يملكه من قبل؟؟؟


الملاحظ ايضا في النص القرانى المتقدم انه كان بمثابة تحذير لابناء ادم...
وردت قبله اية ذكر فبها تعالى هبوط ادم( ع) وغريمه الى الارض (قَالَ اهْبطوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ )... لكن السؤال هو....كيف نفسر ان ادم في الجنة قبل هبوطه الى الارض كان يرى الشيطان وكان الشيطان يراه؟ ولماذا تغير الحال بعد الهبوط الى الارض فصار الشيطان لا مرئيا؟؟
كذلك كانت الملائكة ترى ادم وقد امرت انفا ان تسجد له بامر الله تعالى؟؟ هذا يدل على ان الجميع( ادم-ابليس وهو من الجن-الملائكة) كانوا يعيشون في عالم له نفس الابعاد المكانية و الزمانية ايضا!!!
الامام علي(عليه السلام) في بعض اقواله في النهج- شرح ابن ابي الحديد -قرأتها قبل سنين وارويها من الذاكرة-حذرنا من العجب (ضم العين) فقال اياكم و العجب فان ابليس قد عبد الله 6000 سنة من سنى الاخرة ثم اهبطه الله منها لساعة عجب واحدة....وابن ابي الحديد شارح النهج يحسب هذه السنين بتحويلها الى ايام الاخرة بضرب 6000 في 360 يوم/سنة=2,16 مليون يوم كونى ثم يضرب الرقم في 1000 باعتبار ان كل يوم من الايام الكونية=1000 سنة ارضية ( وان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون, فيكون الناتج2.16 مليار سنة ارضية
وهو عنده من المبررات لهذا الحساب لكنها خارج اطار بحثنا

يتضح من ذلك ان هذه المخلوفات الثلاثة( الانسان متمثلا في ادم,الجن متمثلا في ابليس, والملائكة) كانوا يتعايشون على نفس الابعاد الزمكانية وهي حتما أزيد مما عليه الحال على كوكب الارض...وفي ذلك العالم لابد ان تكون لهم نفس الكثافة( البصرية- ان صحت هذه العبارة)...وعندئذ يكون اهباط ادم وغريمه ليس بمعنى انزالا في نفس العالم بل انزال من عالم بابعاد عليا الى عالم ذي ابعاد دنيا....تماما مثل هبوط صديقنا (مربع) الذي تحدث عنه ساغان بعد رفعه الى عالم ثلاثي ومن ثم اهباطه الى عالمه الثنائي الاصلي وبلاده المستوية.

2-لسنا هنا بصدد وضع تفسير قطعي عن مفهوم السموات السبع الطباق التى اشار القران الكريم اليها ولكن دعونى اطرح سؤلا بخصوص ما يمكن ان تعكسه من ايحاءات عن الابعاد المتعددة..وعلاقتها بما يسميه القران بالعالمين.!! وابدأ سؤالي المتواضع هذا بتمهيد عن التصور السائد للهيئة او او الشكل المحتمل لهذه السموات ,فاجد ان الناس قد انقسموا في هذا الى قسمين يجمعهما رابط واحد وهو تصور هذه الهيئة او الماهية بنفس تصورهم لاي شيء موجود في(دنيانا ثلاثية الابعاد)...كل هذا بسبب اننا مأسورين داخل هذا العالم ثلاثي الابعاد ولا نتصور شيء خارجه..
أ-فالقسم الاول من البسطاء اذا سألته عن تصوره لهذه السموات السبع الطباق جاء لك بسبع سطوح مستوية(ربما لورق مقوى) ووضعها بتوازي بعصها فوق بعض بحيث تفصل بين كل سطح والاخر مسافة مناسبة وقال لك ان هذه السموات مرتبة من الأولى الى السابعة واذا ما سألته والارض؟قال لك هي والشمس تحت السماء الاولى وكأنه يعيد لك نظرية بطليموس بطريقة اخرى واذا اردت ان تختبر عقله تسأله اين الله في هذا الكون أجابك فوق هذه السموات العرش( والرحمن على العرش استوى) واذا كان ممن يأخذون اللفظ القرانى على ضاهره(واللفظ القرانى فيه المحكم والمتشابه كما هو معلوم) اجابك الاستواء يعنى الجلوس فهو جالس على عرشه كالملوك ,كنت استمع يوما لاحد الاشخاص وكان يتحدث عن علاقة الله بالعرش ويصور الله(تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا) ممتطيا للعرش كما يمتطي الراكب البعير , واضاف انه ليئط به اطيط الرحل بالراكب فتعجبت من خرافات الناس وقلة معرفتهم به تعالى وقلة علمهم بالفاظ القران الكريم .
ب-لئن كان القسم الاول من الناس البسطاء قد لجأ في توضيح فهمه لهيئة السموات السبع الى ما يسمى بنموذج (السطح المفتوح ) وهو سطح اقليدي مستوي فان الصنف الثانى اذكى من ذلك ربما لعلمه ان النموذج المفتوح وبالتحديد السطح الاقليدي قد لايتطابق مع نظريات الجاذبية التى تقول انه لو كان الكون مستويا اقليديا فانه سيكون لانهائيا وسيتبعثر في الفضاء بلا رجعة خاصة بعدما علم ان الكون نشا بنفجار كونى ضخم(الانفجار الكبير)...مهما تكن الاسباب فان هيئة الكون في هذا النموذج يمكن تشبيهها بسبع كرات او سطوح مغلقة (اي ما كانت اشكالها) يحيط الاكبر منها قطرا بالتى هي اقل قطرا وهكذا الى سبع سموات.....ومع ان هذا النموذج اقرب الى الصواب (ان ونقول انIf and only if كان الكون كله ثلاثي الابعاد وهذا مستبعد) وهنا نطرح سؤالنا الاساسي وهو من يدرينا ان السموات التى اشار لها القران الكريم هي نماذج مكررة ومتطابقة لنفس العالم ثلاثي او رباعي الابعاد؟لم لاتكون كل سماء فوق التى تحتها ليس بالمعنى المألوف للفوقية ولكن بمعنى الفوقية التى هي الزيادة في الابعاد؟وكما سبق ان قلنا وكررنا: ان هذا المعنى هو ما تدل عليه لفظة الفوق في نصوص قرانيةكثيرة !!!
لو فرضنا ان السماء الاولى وفيها دنيانا رباعية الابعاد (اضفنا بعد الزمن )فستكون الثانية خماسية الابعاد وهكذا حتى السماء السابعة ذات الابعاد العشرة...واذا خالفنا اينشتاين في رباعية ابعاد دنيانا وقلنا انها خمسة(4+بعد الزمن) فسيكون العدد حتى السابعة(11 بعدا) وهكذا دواليك....
وفي هذا المعنى سوف لن نحتاج الى نموذج الكرات المتداخلة في القسم (ب) اعلاه بل سيكون الكون كله وحدة واحدة الفرق بين كل سماء والتى فوقه او تحتها ا(في عدد الابعاد غير المنظورة وليس في البعد Z الذي توهمنا انه الدال اليتيم على معنى السمو او العلو والاتفاع)
ومن المحتمل ان صح هذا الاستدلال ان تكون الثقوب السوداء هي عبارة عن ممرات من سماء الى اخرى او من عالم ذي ابعاد دنيا الى عالم ذي ابعاد اعلى من يدري الله اعلم!!!!
ويحتمل ايضا ان تكون هذه السموات هي ما قال به او تنبأ العالم (ميشيو كاكو) كما قدمنا,ويكون الاتصال بين كل سماء وسماء وثيقا, بكيفية تخفى علينا في الوقت الحاضر , وقد يأذن الله تعالى بمعرفة بعض جوانبها في القادم من الايام!!!

و لعل في قوله تعالى (ومن اياته خلق السماوات والارض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم اذا يشاء قدير-الشورى-اية29 )اشارة من خلال قوله تعالى (جمعهم)الى انهم
سيجتمعون ويرى بعضهم بعضا في عالم موحد بنفس الابعاد الزمكانية... بعد ان كانوا (متفرقين- مبثوثين)في "عالمين" شتى وكل له ابعاده الزمكانية الخاصة بعالمه او دنياه !!!


األموضوع السابق مقتبس بتصرف عن بحث لي منشور بعنوان"اين الله؟دراسة عقائدية مقارنة بين مدرستين" البحث بحدود 92 صفحة ومن اراد الاطلاع عليه ليكتب لي على الخاص لأرساله حسب الطلب .
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين هم عيش العلم وهم موت الجهل وعلى اصحابه المنتجبين