الفعل ورد الفعل متكافئان ومتعاكسان. يتدلى من السماء إلى الأرض بندول ضخم مثل بندول الساعة, ومن يدفع بهذا البندول باتجاه معين سيتعرض لقوة في الاتجاه المعاكس وبنفس الشدة. هذا هو القانون الذي يدعى في الشرق الأقصى كارما, الذي ينص على أنه في كل فعل يكمن رد الفعل سواء كان هذا الفعل فكرة أو شهوة أو عمل ملموس.
كريسماس همفريز
عن التأرجح في الدنيا بين الأضداد
**
قوانين الكون السبعة
*
هناك سبعة قوانيين بسيطة تحكم الكون والطبيعة وهي وراء كل ظاهرة وحركة في هذا الكون الواسع. فيما يلي شرح لهذه القوانين السبعة التي تحكم كل ظواهر الكون كما يرويه لنا جورج أوساوا.
*
1. الذي له بداية, له نهاية
في هذا العالم النسبي كل شيء يبتدأ وينتهي. الحياة تبدأ بالولادة وتنتهي بالموت. ما يبتدئ بمأساة قد ينتهي بسعادة والعكس صحيح أيضا. الإنسان الأكثر علما قد يصبح الأكثر حمقا مثل الشخص الذي يدعى فاوست. ليس هناك بداية بدون نهاية, فالاثنان متكاملان وبدون أحدهما لا يمكن أن يوجد الآخر.
*
2. الذي له مقدمة, له مؤخرة
هناك دائما مقدمة للمؤخرة كما أن هناك دائما مؤخرة للمقدمة. الاثنتان متعاكستان ولكن متكاملتان وبدون أحدهما لا توجد الأخرى. يقول الشاعر مصائب قوم عند قوم فوائد فكل ماله فائدة من جهة أو لشخص معين له أيضا أضرار من جهة أخرى أو لشخص آخر. الثورة الصناعية قد زادت من الثروات المادية المتداولة ولكن زادت في نفس الوقت نسبة الأمراض الخطيرة والمستعصية, وزيادة الأمراض الخطيرة والمستعصية زادت بدورها الرغبة عند الناس بالرجوع إلى الحياة البسيطة والخالية من الكيماويات والسموم وصخب الحضارة. الجمال ليس له طعم بدون معرفة القبح والحب يوجد فقط حيث يوجد الكره. كما أن معنى الحرية يوجد حيث تتواجد العبودية. الاعتقاد المتطرف عند اليهود بأنهم شعب الله المختار أي الشعور المتطرف بالحب والاصطفاء بين الخالق والمخلوق يولد شعورا بالحقد والكره والازدراء تجاه بقية الخليقة.
*
3. عدم التطابق
كل شيء مميز في هذا الكون. الجبال والأنهر والدول والشمس والقمر والناس كل مختلف عن الآخر. لا يوجد هناك أي شيء مطابق في الزمان والمكان لأي شيء آخر وكل شيء متميز. هل هناك بصمات أصابع متطابقة لأي شخصين في العالم؟
*
4. كلما كبرت المقدمة, كبرت المؤخرة
هذا يدعى قانون التوازن. فكلما ازداد التطرف في جهة تبعه تطرف بنفس القوة ولكن في التجاه المعاكس. أوقح إنسان ظاهريا قد يكون الأكثر عاطفية وضعفا وبساطة. والألطف ظاهريا قد يكون الأكثر بشاعة داخليا. أيضا, كلما تقدم الطب وزادت الكيماويات التي يدعو هذا الطب إلى استعمالها كلما ظهرت أمراض مستعصية أكثر. *يقول الطبيب الأمريكي هربرت راتنر واصفا صحة الشعب الأمريكي,
نحن أغنى دولة في العالم وبنفس الوقت صحتنا من بين الأسوأ في العالم. مصابون بالبدانة المفرطة وأسناننا فيها الكثير من النخر وكثير من هذه الأسنان إصطناعية. جهازنا الهضمي يعمل كمحرك بنزين متقطع ومضطرب. لا نستطيع النوم في الليل ولا نبقى يقظين في النهار. لدينا كثيرٌ من الأمراض النفسية وضغط دمنا مرتفع. تَتلفُ قلوبنا وأدمغتنا قبل أوانها, وأمراض الشرايين عند متوسطي العمر وصلت إلى نقطة الوباء المستفحل. الإنتحار متفشي وهو من أكثر مسببات الوفاة المبكرة. نعاني من عدد كبير من أمراض الحضارة العصرية.
قارن ذلك مع ماقيل عن أبناء شعب الهونزا وشعب الجاراي جواراني في جنوبي أفغانستان بأنهم لا يعرفون المرض على الإطلاق ولا حتى الرشح ونسبة عالية منهم معمِّرين يتجاوزون المائة عام. هذه الشعوب هي من أفقر شعوب العالم. لنتذكر هنا قول الرحمن عن عدالة الدنيا:
"والسماء رفعها ووضع الميزان" صدق الله العظيم.
*
5. التغير ناتج عن تمايز الأضداد والاستقرار ناتج عن التوازن
القوى الجاذبة والدافعة تبدو لنا كالحرارة والبرودة, الضوء والظلام, الحمضي والقلوي, التمدد والتقلص, السالب والموجب, الذكر والأنثى وغيرهم من الاضداد المتكاملة. هذه كلها قوى متضادة ولكنها بنفس الوقت متكاملة, وكل ظاهرة في الكون ما هي إلا حركة تأرجح بين قوتين متعاكستين سعيا لإيجاد التوازن والاستقرار الناتج عن تفاعل هاتين القوتين. فتفاعل هذه الاضداد ينتج عنه الحركة ولكن هذا التفاعل يتضائل تدريجيا وينتج عنه الخمود والاستقرار في النهاية.
*
6. الاستقطاب في قطبين
الأزلي يستقطب كل شيء في قطبين متكاملين هما جاذب ودافع. كل الظواهر الطبيعية في الكون هي ذات تركيبة ازدواجية مصنوعة من هاتين القوتين المتعاكستين. هل تعلم أن الرياح تنتج عن حركة الهواء من منطقة فيها ضغط مرتفع إلى منطقة فيها ضغط منخفض؟ هذه الظواهر تحتوي على نقطة مركزية تستقطب كل العناصر الطرفية نحو المركز وتشكل مركز التوازن. القوى المزدوجة الجاذبة والدافعة في هذا الكون هي الأيدي الخفية التي تخلق وتدمر ثم تخلق من جديد كل شيء.
*
7. الأزلي هو الطاقة المستقرة لكل ما يتغير وينقلب لضده
هذه الوحدوية الثابتة تتمثل في جميع الأديان العالمية وهي ما يخلق كل شيء وموجود في كل شيء وهو حاكم الكون وهو القوة الأولى التي لم تُخلق وليس لها بداية وليس لها نهاية. مملكة السماوات التي تكلم عنها السيد المسيح هي ليست إلا الكون الذي بدون بداية أو نهاية والمطلق والأزلي المشروح في هذا القانون السابع والذي يسمو فوق الأضداد المتصارعة لمدة من الزمن.
*
ستجدون الشرح الكامل لقوانين الكون السبعة وغيرهم الكثير الكثير من المعلومات المفيدة في الدورات التي نقيمها في الإمارات العربية المتحدة. جزء خاص من هذه الدورات هو عن الغذاء الصحي وطرق تحضيره. للمزيد من المعلومات.
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)