كيف سرق كوبرنيكوس نظرية مركزية الشمس من ابن الشاطر؟



كانت الحضارة العربية والإسلامية في القرون الوسطى قد تطورت في سائر العلوم المختلفة مثل الطب والهندسة والفلك والكيمياء والفلسفة وغيرها ، وظهر في هذه الفترة عدد كبير من العلماء المسلمين الذين لا زالت أسماؤهم تسطع حتى الآن في العلم الحديث ، وألف العلماء في تلك الفترة أيضا عددا كبيرا من الكتب والموسوعات التي قدمت للبشرية خدمة جليلة ، وبقيت هذه المؤلفات تُدرس في الغرب حتى العصر الحالي.

وبعد أن اتسعت رقعة العالم الإسلامي والتي وصلت إلى تخوم الصين شرقا وفرنسا غربا ، أخذت الدولة الإسلامية العظمى تضعف شيئا فشيئا لأسباب لا مجال لذكرها الآن ، وهذا الضعف أدى إلى ظهور أطماع المغول والصليبيين والتتار والفرس ، فهاجموا الدولة الإسلامية وسرقوا ثرواتها العلمية المختلفة واحرقوا عددا كبيرا من الكتب والموسوعات العلمية وحرموا البشرية من نتاج علمي ضخم ، ونقلت الكتب المسروقة إلى أوروبا التي اعتمد عليها العلماء الأوروبيون في دراساتهم.

وعلى ما يبدوا فان علماء أوروبا سرقوا الكثير من إنجازات علمائنا العرب والمسلمين ونسبوها لأنفسهم ، فمثلا يُنسب اكتشاف الدورة الدموية الصغرى في جسم الإنسان إلى الطبيب الألماني "هارفي" مع أن العالم العربي المسلم ابن النفيس اكتشفها قبله ، كما ينسب اكتشاف مجرة المرأة المسلسلة إلى هاوي الفلك الفرنسي "شارل مسييه" مع أن الفلكي عبد الرحمن الصوفي حدد هذه المجرة وذكرها في موسوعته صور الكواكب الثمانية والأربعين والتي ألفها قبل مسييه بحوالي ستمائة عام.

أما السرقة التاريخية والمؤلمة فهي سرقة كوبرنيكوس لنظرية مركزية الشمس لابن الشاطر ، وذلك كما اكد الباحث الانكليزي الشهير"ديفيد كينج" في موسوعة الرياضيات التي الفها ، فمنذ عهد بطلميوس سنة 150 ميلادية والعالم يظن أن الأرض في مركز المجموعة الشمسية وان الشمس والقمر والكواكب والنجوم تدور حول الأرض ، حتى جاء كوبرنيكوس سنة م1543 وبين أن الشمس في مركز المجموعة الشمسية وان الأرض والكواكب السيارة تدور حولها.

وعندما مات كوبرنيكوس وجدت في منزله مخطوطات لابن الشاطر تبين الأرصاد والحسابات الفلكية التي قام بها ابن الشاطر والتي كان توصل من خلالها أن الشمس في مركز المجموعة الشمسية ، وان الأرض تدور حول الشمس مثل سائر الكواكب السيارة الأخرى ، وتأكد بعد ذلك أن كوبرنيكوس كان يستعين بإنجازات ابن الشاطر وينسبها لنفسه ، فأدخلت هذه السرقة كوبرنيكوس التاريخ من أوسع أبوابه والعالم لا يزال حتى الآن يعتقد أن كوبرنيكوس أول من قال: بمركزية الشمس وليس ابن الشاطر .الدستور - عماد مجاهد