بعد مشاركة 107 باحثات سعوديات في "مؤتمر النانو" .. بحث علمي مشترك لاستخدام المضادات الحيوية لعلاج سرطان الثدي
الرياض: فريق عمل نسائي يؤسس قاعدة معلومات للتعاون في البحث العلمي




د.آسيا بو رية (يمين) من الجزائر شاركت بورقة عمل في مؤتمر النانو.


رانيا القرعاوي من الرياض

أكدت الدكتورة ابتسام العليان رئيسة اللجنة النسائية المنظمة للمؤتمر الدولي لصناعات تقنية النانو، وعضوة في معهد الملك عبد الله لتقنية النانو، أن فريق العمل النسائي في المؤتمر يعمل على تأسيس نواة لقاعدة معلومات خاصة بالباحثات والعالمات اللاتي يعملن في تقنية النانو، لتسهيل التعاون العلمي المشترك بين العالمات مستقبلا.

وأوضحت لـ "المرأة العاملة" الدكتورة العليان أنها اتفقت مع باحثات من الجزائر والأردن واليمن على بحث علمي مشترك في مجال استخدام النانو في المضادات الحيوية كعلاج, ولا سيما أن هناك أبحاثا تشير إلى فائدته في علاج سرطان الثدي المنتشر بين السيدات.

وقالت إن السعوديات المشاركات في المؤتمر 107 منهن 18 طالبة ماجستير و41 طالبة دكتوراة و 42 ما بين باحثات وطالبات وست فنيات مختبر، إضافة إلى مشاركة 90 متحدثة من الخارج و42 بوسترا خاصا ببحوث علمية لسيدات.

وأشارت إلى أنها بدأت بالاشتراك مع طالبات مرحلة البكالوريوس في كلية العلوم في كتابة ونشر سلسلة شهرية لقصص أطفال كرتونية تتحدث عن تقنية النانو بأسلوب علمي مبسط وتهدف إلى تثقيف الأجيال الصاعدة في هذه التقنية، وقالت إن تلك القصص ستكون عالمية حيث ستترجم للغات أجنبية.

وتابعت: إن أول كتاب نشر بعنوان "الزيارة والكيك" عن تقنية النانو، تدور قصته حول طالبات مدرسة لديهن "كيكة" ويردن تقطيعها لقطع صغيرة ليدخل الكلام عن مفهوم وتقنية النانو بأسلوب بسيط مناسب للأطفال ما يساعد على وجود جيل فتيات واع بتلك التقنية.

وأكدت أن قراءة تلك القصة ربما يجعل طموح الفتاة بأن تصبح عاملة في تلك التقنية الجديدة، إضافة إلى أهمية الكشف عن مواهب الرسم لدى طالبات الكلية, خاصة أن طالبات المدارس أسهمن في مشهد تمثيلي والغناء باللغتين العربية والإنجليزية في الحفل الخاص بالسيدات الذي أقيم بمناسبة المؤتمر الدولي.

وعن الفائدة التي جنتها كباحثة من المؤتمر، أشارت إلى أنها تمكنت من الاختلاط بباحثات من خارج البلاد، مشيرة إلى أن المملكة والتعليم العالي أصبح له سمعته العالمية، وأن الباحثة السعودية تمكنت من أن يصل اسمها ومشاركاتها لأكثر من دولة، خاصة أن الدول المشاركة في المؤتمر لم تقتصر على الدول العربية بل كان هناك زوار من هولندا والصين، وساعد هذا على تسهيل الحصول على تأشيرات دخول للباحثات, وهو الأمر الذي لم يكن موجودا في السابق.

وبينت أن تلك المؤتمرات تساعد على تغيير السمة السائدة الفردية في البحث العلمي ليصبح البحث العلمي جماعيا ما يزيد من درجة نجاحه وفاعلية نتائجه، لافتة إلى بدء ظهور بوادر البحث العلمي الجماعي في المملكة بخلاف السابق الذي كان كل عالم وباحث يحب العمل بشكل منفرد عن الآخر، لكن الآن تجد 20 باحثا يجتمعون حول بحث وكل منهم يقوم بجزئيته الخاصة فيه ما يزيد من نسبة نجاح النتائج التي يتوصل إليها فريق العمل، وبالتالي أثرها الإيجابي في البيئة والصحة والعلم وحياة الأفراد بشكل عام.

وأوضحت أن هذا المؤتمر وجد فيه ثلاثة عوامل تكون أساس أي بحث علمي وهي المعرفة والكوادر البشرية والإمكانات المادية.

وقالت إن كل سيدة تعمل في مجال البحث عليها أن تشكر مدير الجامعة ووزير التعليم العالي اللذين لم يكتفيا بدعم السيدات بشكل معنوي، بل كان الدعم ماديا وملموسا من خلال إشراكنا في التنظيم للمؤتمر وإعطائنا فرصة لعرض أبحاثنا، والاشتراك في أبحاث جماعية مع علماء من خارج المملكة.

من جهتها، تقول الدكتورة آسيا بو رية من جامعة قسطنطينة في الجزائر، إنها تعمل في بحثها على استخدام الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إضافة إلى استخدام الخلايا الكهروضوئية باستبدال مادة السليكون غالية الثمن بمواد أخرى رخيصة كمادة كافر أندر سيلينيوم، لافتة إلى أن فريق البحث مكون من سبعة أعضاء خمسة منهم من السيدات ما يعني دخول المرأة مجال النانو بشكل جيد.

وأبانت أن المؤتمر ساعدها على التعرف على باحثات وعالمات سعوديات للتواصل المشترك بينهم, خاصة أن المملكة تتميز بطاقة شمسية وافرة طول العام، وقالت إنها تفكر في إمكانية التواصل بينها وبين أخريات في بحوث متنوعة, ولا سيما باستخدام طاقات متجددة غير البترول والغاز اللذين سيأتي يوم وينتهي مخزونهما.


--------------
المصدر : موقع الاقتصادية الالكترونية
العدد: 5662 1430/4/16 الموافق: 2009-04-12
http://www.aleqt.com/2009/04/12/article_214979.html