شركة انجاز لتصميم وتطوير المواقع الإلكترونية

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: السفر في الزمان بين العلم والخيال والفلسفة

  1. #1
    مشرف سابق
    Array الصورة الرمزية عبد الرؤوف
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    1,621
    شكراً
    0
    شكر 0 مرات في 0 مشاركات
    معدل تقييم المستوى
    235

    السفر في الزمان بين العلم والخيال والفلسفة

    السفر في الزمان بين العلم والخيال والفلسفة



    قضية السفر في الزمان قضيه ملهبة للخيال والمشاعر ، ولقد عشنا جميعاً هذه التجربة في روايات الخيال العلمي مثل "آلة الزمن" ل( ه. ج. ويلز) ، ولكن لم ترد لغاية الآن أية إدعاءات واقعية من أي كان بحصول ذلك. لو حصل هذا فإن تداعياته ستكون السحر بعينه ، نستطيع السفر إلى الماضي ونشاهد أحداث التاريخ حارة طازجة ، ويتحول التأريخ إلى علم يقيني. نستطيع أن نصحح أخطاءنا ونغير تراثنا. نستطيع أن نرجع للماضي ولو لبضع دقائق لكي نوقف اطلاق صاروخ نووي كان قد انطلق فعلاً. نستطيع أن نعود للماضي لكي نقتل الأشخاص الخطرين وهم أطفال. نستطيع أن نقتل هتلر وهو جنين ، كما فعل الإمام الخضر الذي قتل الغلام بحضرة موسى. نستطيع أن نعود بالزمان إلى اللحظة الحاسمة التي يرفع فيها روميو كأس السم إلى شفتيه ، ونخبره أن جولييت ليست ميتة وإنما مخدرة.

    الحقيقة أن المناقشات الخاصة بالسفر في الزمان مناقشات معقدة للغاية سواء في الجانب الفيزيائي أو الجانب الفلسفي. فعلى صعيد الفيزياء تستدعي النقاشات مفاهيم الزمان والمكان في نظرية النسبية ، ومفهوم الثقوب السوداء ، ونظرية الكوانتوم وفيزياء الجسيمات دون الذرية. وسوف نقدّم في السياق أحدث التصورات الفيزيائية بهذا الخصوص والتي طرحها الفيزيائي الانكليزي المعجزة ستيفن هوكينغ ، وسوف نرى أن المعلومات متضاربة ومتناقضة. ونحن بالطبع نلجأ في هذه الحالات إلى عملية الرفع (الارتفاع) ، بالمفهوم الهيجلي للرفع ، أي الارتفاع إلى منطقة تعلو على هذه المتناقضات ما يؤدي إلى تفككها وانحلالها ، وسوف نرى أن النظر والتأمل الفلسفي يقدّم عوناً كبيراً ، بل أننا نستطيع الإدعاء بأن الفلسفة هي التي توجه العلوم - وهذا لا يندرج تحت مسمى الوصاية على العلم - ولكن من البدهي أن يكون هناك فلسفة للعلم تتوافق مع رؤية باشلار فيما دعاه "فلسفة العلماء" كبديل عن "فلسفة الفلاسفة". ولا زلت أرى أن من حق فلسفة العلم أن توجه العلوم ، وتخبرها بما هو ممكن ، و أي الأشياء يترتب عليه استحالة عقلية ، وذلك منعاً من هدر العقل العلمي في نشاطات عبثية لا طائل منها ، الفلسفة أوسع من العلم ، ولكن يشترط بالفلسفة أن تكون علمية حتى تمتلك هذه المشروعية في توجيه العلوم.

    السفر في الزمان يعني بداهة السفر في المتصل الزمكاني الذي نعيش فيه ، ومفهوم الزمكان هو احد العناصر الرئيسة لنظرية آينشتين في النسبية ، وهذا المفهوم يعطينا تصورا عن هندسة الكون الذي نعيش فيه ، فالفضاء له تضاريس كما صوره لنا آينشتين ، وهو مختلف تماما عن كون نيوتن المتمثل بالفضاء الفارغ المطلق المنتظم المتجانس. أوضح آينشتين بجلاء أن الضوء عندما يسير في الفضاء فانه مجبر على سلوك مسارات محددة ومنتقاة تفرضها عليه توزيعات المادة كالنجوم والكواكب والمجرات ، حيث أن هذه الأجرام تشكل الفضاء الزمكاني حسب مواقعها.

    السفر في الزمان أيضا يخضع للقوانين نفسها التي يخضع لها المسار الضوئي ، ففي النهاية هذه المسارات هي المتاحة فقط سواء لشعاع الضوء أو قوة الجاذبية أو الجسيمات الميكروسكوبية أو الأجسام العيانية ، هناك تحديدات تفرضها هندسة الزمكان ، وعلينا دائما التقيد بها وعدم إغفالها وإلا تحولت كل جهودنا إلى عبث لا طائل منه.

    إن ما تستلزمه عملية السفر في الزمان هو مركبة فضائية تسير بسرعة كبيرة ، وربما تكون أول فكرة بدائية تنشأ في هذا السياق هي تصور مركبة فضائية تسير بسرعة اكبر من سرعة الضوء ، وهذه الفكرة تفي تماما بالغرض ، حيث نستطيع أن نسافر في هذه المركبة إلى احد الأجرام السماوية التي انفجرت توا ونتمكن من اللحاق بها قبل أن تنفجر ، لأننا مشينا بسرعة تفوق السرعة التي نقلت لنا حادث الانفجار (سرعة الضوء) ، و لكن للأسف لا توجد سرعة أعلى من سرعة الضوء ، حيث تخبرنا النسبية أن سرعة الضوء هي أعلى سقف للسرع في الكون وهي الكمية الفيزيائية الثابتة والمطلقة في الكون.

    هذا فيما يخص الأجرام التي نعرفها ، ولكن ماذا بخصوص الثقوب السوداء؟ الثقب الأسود هو جسم فيزيائي تتواجد فيه المادة بشكل كثيف جدا في حيز صغير جدا ، حيث من الممكن اختزال الأرض إلى حجم برتقالة مثلا عندما تتحول إلى ثقب اسود. الثقب الأسود مجاله الجذبوي هائل بحيث لا يستطيع الإفلات منه أي شيء ، حتى شعاع الضوء لا يستطيع الإفلات من المجال الجذبوي للثقب الأسود ، وهذا يعني انه لا يمكن مشاهدة أي حادثة تحدث داخل الثقب الأسود ، لان الضوء الذي ينقل هذه الحادثة لا يستطيع الإفلات من جاذبية الثقب الأسود ، وهذا يعني أن الزمن في الثقب الأسود متوقف تماما بالنسبة لنا (لاشيء يحدث). فإذا ما راقبنا جسيما وهو يقترب من أفق ثقب اسود ، فإننا نشاهده عندما يقتنصنه الثقب الأسود ، ولكنه سيظل كما هو وسوف يستغرق زمنا لا نهائيا للوصول إلى مركز الثقب الأسود لأن الزمن لا يتحرك أبدا.

    وهكذا فان فيزياء الثقب الأسود تعطينا أملا في إمكانية السفر في الزمان من منطلق الفيزياء. والثقب الأسود يعمل على إحداث انحناء شديد في المتصل الزمكاني الذي يتواجد فيه وهو أشبه بالتشوه. طبعا كافة الأجرام السماوية تحني الزمكان بشكل صغير ، وتم رصد هذا الانحناء قرب الشمس حيث ينحني الضوء بزاوية تسمى (ناتج آينشتين) والذي تم إثباته بشكل تجريبي دقيق. طبعا الانحناء في حالة الثقب الأسود اشد. والحقيقه إن الحديث عن الثقوب السوداء لازال تجريدا رياضيا فيزيائيا ، ولم يتم لغاية الآن العثور على أي ثقب اسود. وكل الحديث عن النجوم النيوترونية وغيرها لا يرتقي إلى مفهوم الثقب الأسود كما هو محدد في الفيزياء. ولازال الثقب الأسود يعاني من إشكالات نظرية: لماذا لا ينهار تحت وطأة جاذبيته الهائلة؟ ما الذي سيوقف انهياره إلى تفردية لحجم يؤول للصفر؟ ما الذي يحافظ على توازن هذا الثقب الأسود؟ ما هي القوة التي تنبثق من مركزه لتتعادل مع الجاذبية - ونحن نعلم أن درجة حرارته تعادل الصفر المطلق تقريبا - فلا تفاعلات ولا حركة جسيمات ولا تيارات الكترونية؟

    على العموم سنفترض أن التكنولوجيا ستتمكن مستقبلا من خلق أفق جذبوي يعادل في قوته أفق الثقب الأسود. إن شعاع الضوء الذي يمر قرب أفق الثقب الأسود سوف ينحني انحناء شديدا ليعود فيلتقي مع نفسه ، مما يعني أن الحدث سيعاود الحدوث مرة ثانية ، فنعاود رؤيته بالكيفية نفسها التي حدث فيها للمرة الأولى. ألا يشكل هذا نوعا من الرجوع في الزمان؟ هذا مؤكد.. هنا نشاهد شيئا يصفه العلماء بانشوطة الزمان. هذا هو المطلوب من الناحية الفيزيائية: خلق الظروف الفيزيائية لتشكيل هذه الانشوطة. هذه الظروف تشبه إلى حد بعيد الظروف المحيطة بالثقب الأسود ، وإن كانت غير متطابقة تماما على وجه الدقة. على العموم مطلوب أن ندخل مركبة فضائية إلى هذا الأفق الجذبوي المصنوع لكي تدخل المركبة الفضائية في انشوطة الزمن.

    هناك بعض المعوقات الفيزيائية أمام هذه المركبة. فالأفق الجذبوي ستتواجد فيه إشعاعات من الجسيمات التي تنحني بفعل تشوه الزمكان ، ثم تعود لتلتقي مع نفسها مما يجعلها تقود لاحقا إلى تركز الطاقة وتكثفها عند الأفق (نظريا طاقة لانهائية). وهذه الطاقة الهائلة لابد أن تفني أي اجسام تقترب منها بما فيها المركبة. وحتى لو افترضنا وجود طريقة توقف تخليق الجسيمات عند الأفق - وفق توازن معين دقيق - فإننا لن نضمن عدم الإخلال بهذا التوازن عند دخول المركبة. وهناك أيضا الاستحالة المترتبة عن إيصال جسم مثل مركبة فضائية إلى سرعة تقل قليلا عن سرعة الضوء تؤهلها للدخول في الأفق الجذبوي ، فالطاقة المتوفرة على الأرض لا تكفي لتسريع المركبة وإيصالها لهذه السرعة الجنونية.

    ولقد قدر ستيفن هوكنج أن احتمالية نجاح هذه التجربة لا تتعدى احتمالا واحدا من احتمالات قدرها رقما مكونا من مليارات الأصفار.

    وإذا ارتفعنا إلى مستوى في المعالجة أعلى من تناقضات الفيزياء ، فان النظر الفلسفي سيقدم لنا عونا كبيرا. النظرة الفلسفية الصائبة للوجود كونه صيرورة ، بمعنى أن وجود الأشياء والحادثات في الكون هو عبارة عن تشكلات المادة و(الطاقة) وسيلانها المستمر في تعاقب زمني. فالحركة هي التي تخلق الحادثات وتجعلها قابلة للإدراك من قبل العقل. ولو قدر للحركة أن تتوقف ، فان هذا سيكون هو العدم بعينه. إن المادة (والطاقة) المتوفرة في الكون هي اللبنات التي يصنع منها حاضرنا ، ولأننا لا نملك غير هذه اللبنات ، فان السيرورة تعني هدم الحاضر لاستعمال هذه اللبنات لصناعة أحداث المستقبل في الوقت التي تكون أحداث الماضي قد هدمت لصناعة الحاضر من لبناتها. وهذا يشابه لعبة الميكانو. فالطفل يصنع سيارة مثلا من القطع المتوفرة ، ثم يعمد إلى تفكيك هذه القطع لصناعة قطار ، و في اللحظة التي يوجد فيها القطار تكون السيارة قد ذهبت إلى العدم إلى غير رجعة. ثم إذا أراد الطفل أن يصنع طائرة ، فان القطار الموجود الآن في الحاضر يجب أن يختفي لكي نصنع منه طائرة المستقبل. وهكذا فان السفر في الزمن فكرة متهافتة فلسفيا لان الماضي الذي نريد السفر إليه قد تقوض وانتهى إلى غير رجعة وبنينا من أنقاضه الحاضر. أما المستقبل الذي نود السفر إليه فهو لم يتشكل بعد لأن المواد الأولية المطلوبة لصناعته لازالت مستعملة في صناعة الحاضر. ولو افترضنا أن الماضي والحاضر والمستقبل موجودون كلهم في الوقت نفسه ، لترتب على ذلك استحالة علمية. فهذا يتطلب وجود كمية لانهائية من المادة ، لان الحاضر هو لحظة دقيقة جدا تقترب من الصفر. وهكذا نحتاج إلى عوالم لانهائية في وقت واحد حيث يحتاج كل عالم إلى كمية من المادة لتصنيعه. إن عدد العوالم يصبح لانهائيا ، وهذا يجعلنا نقرر ونحن مطمئنون أن الماضي محمي بشكل لا يسمح لأحد أن يشاهده وهو يحدث - ناهيك عن محاولة العبث به - أما إذا كانت هناك طرق لاسترجاع شريط الماضي الموثق عبر شيفرة ضوئية أو صوتية ، فان هذا لا يعني سوى المشاهدة للصورة لا للأصل ، كما نشاهد فيلما سينمائيا صوّر عن الواقع لاغير. ونستطيع التقرير أيضا أن السفر للمستقبل هو فنطازيا ، وكل ما نستطيع عمله هو إعمال العقل من اجل التنبؤ بالمستقبل و تشوفه. كاتب أردني * مجدي ممدوح ــ ص الدستور
    تقنية استشعار السوائل بالباعث الضوئي.
    الكتروبصريات
    استغفرالله العظيم عن والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات.آمين

  2. #2
    مشرف منتدى الفيزياء الموجية والضوء ومنتدى الثانوية العامة المنهاج السوري
    Array الصورة الرمزية علاء خياط
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    syria
    العمر
    41
    المشاركات
    624
    شكراً
    0
    شكر 1 مرة في 1 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    216

    مشاركة: السفر في الزمان بين العلم والخيال والفلسفة

    شكرا لك استاذي الكريم على الموضوع

    وباعتقادي ان فكرة الزمن مسالة عدا عن كونها افتراض مستحيلة

    وكيف سيتم السفر عبر ثقب اسود اذا كان الثقب الاسود هو نفسه افتراض ؟؟

    تقبل مروري
    من ظن أنه قد تعلم فقد بدء جهله









    [IMG]


    [/IMG]

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. السفر عبر الزمن بين الواقع والخيال
    بواسطة محمد عريف في المنتدى منتدى النظرية النسبية وعلم الكونيات
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 01-13-2013, 08:21 AM
  2. حقيقة السفر في الزمان....
    بواسطة محبة الرسول في المنتدى منتدى المواضيع العامة
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 04-11-2011, 01:06 AM
  3. فرضية الانفجار العظيم .. بين العلم والخيال
    بواسطة قطر الندى في المنتدى منتدى الحلقة العلمية
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 10-06-2009, 02:58 PM
  4. السفر عبر الزمان
    بواسطة chara في المنتدى منتدى النظرية النسبية وعلم الكونيات
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 10-28-2007, 10:16 PM
  5. حقيقة السفر في الزمان
    بواسطة محمد هنرى في المنتدى منتدى المواضيع العامة
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 10-01-2007, 07:54 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •