شباب الاختراعات العلمية طاقات بحاجة إلى رعاية واستغلال ــ اليمن



يشكل المخترع والمبتكر العلمي والتقني ثروة وطنية لا تقدر بثمن كونه يفتح آفاقا رحبة من العلوم والمعارف والاكتشافات العلمية والتقنية التي تنفع ناسه وتخدم مجتمعه وتدعم مسيرة تنمية وطنه.

وكغيره من الشباب المبدع يظل الشاب المخترع بحاجة إلى مناخ ملائم ومرتع خصب يستطيع خلاله ممارسة إبداعه وإبراز مواهبه والحصول على فرصة تحقيق حلمه الذي من خلاله سينطلق إلى إثبات ذاته في حياته العملية وتشريف بلده فيما سيعود به.

ولان مجال الاختراعات العلمية والتقنية جزء لا يتجزءا من المجالات الأخرى التي تركز عليها برامج وأنشطة فعاليات المراكز الصيفية و جائزة رئيس الجمهورية للشباب سواء في الأعوام الماضية أو التي ستنفذ خلال الفترة القادمة.

وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) طرحت على المختصين والمعنيين في جائزة الرئيس والمراكز الصيفية عددا من التساؤلات والاستفسارات تركزت حول جديد برامج المراكز الصيفية في جانب الاختراعات العلمية، وهل تختلف من ناحية الكم والكيف عن سابقاتها، ولماذا لا يتم تخصيص مراكز تجميعية علمية في إطار المراكز الصيفية، وأسباب قلة إعداد الشباب المبدع في هذا المجال.

ويؤكد بهذا الخصوص وكيل وزارة الشباب والرياضة المساعد لقطاع الشباب رئيس اللجنة الفنية للمراكز الصيفية احمد العشاري ان برنامج فعاليات المراكز الصيفية لهذا العام يتضمن برامج خاصة لاكتشاف المبدعين في المجال العلمي والتقني وخاصة المخترعين والمبتكرين.

وأفاد ان هذه البرامج تتضمن دعمهم وتشجيعهم وتبنيهم من خلال عمل قاعدة بيانات ومعلومات خاصة بهم وكذا إشراكهم في الفعاليات ذات العلاقة
داخليا وخارجيا.

ولفت العشاري إلى ان لجنة وزارية المشكلة من قبل مجلس الوزراء لإعداد تصورات خاصة بإنشاء محاضن لرعاية المبدعين والموهوبين الشباب في مختلف المجالات مع التركيز على الاختراعات العلمية كونها تمثل مجالا حيويا وهاما وتتصدر قائمة برامج الفعاليات الصيفية.

ونوه بدور وزارة الشباب في هذا الجانب المتمثل في إيجاد أندية علمية للشباب المبتكر والمخترع، مشيرا إلى ان كافة التصورات والخطط تم إعدادها في حين يجري البحث عن مصادر لتمويلها.

وذكر العشاري ان جديد أجندة فعاليات المراكز الصيفية لهذا العام هو تضمينها برنامجا تدريبيا مهنيا للمتسربين من التعليم والعاطلين عن العمل في الفئة العمرية من 15 ـ 29 سنة ، يشتمل على 21 برنامج متخصصا ينال الملتحقون به شهادة المهنية التي تؤهلهم لممارسة مهنهم في سوق العمل.

ووفقا لرئيس اللجنة الفنية للمراكز الصيفية فان برنامج الفعاليات يتضمن تنفيذ مراكز تجميعية ثقافية وعلمية في عدد من المحافظات وكذا إقامة مركز صيفي الكتروني خاص بكل البرامج التي تنفذ في إطار فعاليات المراكز الصيفية لهذا العام.

من جهته قال امين عام جوائز رئيس الجمهورية للشباب بوزارة الشباب والرياضة فؤاد الروحاني ": إن جوائز الرئيس تعد حاضنا رئيسيا وحيويا للشباب المبدع في كافة المجالات بما فيها مجال الاختراعات العلمية والتقنية، وان دورة الجائزة للعام 2008م شهدت فوز شابين مبدعين في مجالي العلوم الطبيعية والعلوم التطبيقية".

ولفت الروحاني إلى الشراكة الفاعلة لجائزة رئيس الجمهورية للشباب مع برامج فعاليات المراكز الصيفية في كل محافظة من خلال مقرر لجنة الجوائز الموكلة إليه مهام كبيرة في برامج المراكز في كل محافظة.

وأشار إلى ان الشراكة تشمل كافة المجالات ، فيما سيتم التركيز بصفة خاصة على المجال العلمي والشباب المبتكر والمخترع ممن لديهم ابتكارات ابتدائية.

وأكد أمين عام جوائز رئيس الجمهورية على أهمية إنشاء مراكز نوعية خاصة للشباب الموهوبين في الاختراعات العلمية والتقنية سواء في إطار المراكز الصيفية او غيرها ، منوها بوجود عدد من المراكز العلمية في عدد من المحافظات.

وقال الروحاني " إن جوائز رئيس الجمهورية للشباب أبرزت الكثير من الشباب المبدعين في كافة المجالات العلمية والثقافية والفنية والأدبية والدينية وغيرها ونأمل ان تتضافر كافة الجهود المسئولة والمعنية لدعم الشباب المبدع وتطوير قدراته العلمية خصوصا وبقية المجالات عموما".

وفيما يؤكد المخترع الشاب إسماعيل الضبيبي على دور وتميز فعاليات المراكز الصيفية وجائزة رئيس الجمهورية للشباب في جانب تنمية ورعاية واحتواء إبداعات وملكات وقدرات الشباب في كافة محافظات الجمهورية. لكنه أشار إلى أهمية ان تحضي الاختراعات العلمية والتقنية بمزيد من الدعم العام والخاص، وكذا ضرورة إنشاء وتأسيس مراكز تعنى بأبحاث المبتكرين والمخترعين في عموم محافظات الوطن وتوفير كافة مقومات عملها من معامل بحث وطاقة وأجهزة وتصاميم خاصة بالتنفيذ العملي.

وقال المخترع الضبيبي الذي يرأس جمعية المخترعين والباحثين اليمنيين ": إن تلك المتطلبات اذا ما توفرت استطاع الباحث والمخترع العلمي من خلالها ان يخرج من بحثه بفكرة تكفل عملا إبداعيا يتم تطبيقه في ميدان الحياة العملية، ناهيك عن أهمية ضمان حصول المخترع أو المبتكر على حماية الملكية الفكرية على عمله أو اختراعه.

ولفت الضبيبي إلى المسؤولية الملقاة على عاتق بعض الجهات الحكومية المعنية في جانب رعاية ودعم الشباب المبدع وفي مقدمتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الشباب والرياضة ووزارة الصناعة والتجارة فيما يخص حماية الملكية الفكرية.

المخترع الضبيبي ذكر ان جمعية المخترعين والباحثين اليمنيين التي يرأسها تتولى تنفيذ برامجها وأنشطتها بدعم وبجهود ذاتية دون اي مساندة تذكر. مشيرا إلى ان الجمعية بصدد افتتاح ثلاثة فروع لها في محافظات حضرموت وعدن وإب .

وبين الضبيبي ان نحو 50 شابا مخترعا تخرج من الجمعية منهم خمسة مخترعين نالوا دروعا ذهبية عن اختراعات علمية مميزة شاركوا بها في محافل عالمية.

المخترع الضبيبي له مجموعة من الأعمال الاختراعين أبرزها اختراع جهاز خاص بتوليد الطاقة الذاتية البديلة وهو عبارة عن محرك يعمل بالطاقة الكهربائية بتوليد ذاتي دون وقود او شحن مسبق للطاقة.

الفائز بجائزة رئيس الجمهورية في مجال العلوم التطبيقية للعام 2008م مبروك الرخمي من محافظة ذمار يؤكد من جانبه ان دعم ورعاية المبدعين في مجال الاختراعات العلمية والتقنية لا يقتصر على إنشاء مراكز لهم فقط بل يجب ان تتواصل الرعاية لتشمل دعمهم لمواصلة تعليمهم ودراستهم الأكاديمية العليا في المجال العلمي.

وأشار الرخمي إلى ما تسهم به جائزة رئيس الجمهورية للشباب وفعاليات المراكز الصيفية في تطوير قدرات وإبداعات المخترعين والتي أفرزت الكثير من الشباب الذي يمتلك الموهبة والإبداع في كافة المجالات وتنقصه الإمكانيات لصقل موهبته وتنميتها ورعايتها.

ويرى الرخمي أهمية تخصيص أقسام نوعية للاختراعات العلمية والتقنية تضمن في كل مراكز المحافظات في الفعاليات الصيفية ، فضلا عن تخصيص مراكز بحث علمية للشباب المخترع والمبتكر تتوفر فيها كافة الأدوات اللازمة.

وأكد الرخمي ان فوزه بجائزة رئيس الجمهورية في مجال العلوم التطبيقية ما هو إلا محطة بداية لمشوار يتمنى ان يحقق خلاله المزيد من النجاح والتفوق.

الرخمي فاز بجائزة رئيس الجمهورية في مجال العلوم التطبيقية للموسم 2008م عن اختراعه الموسوم بـ " مشروع نظام إدارة محتوى الويب " مشروع الاختراع عبارة عن نظام كمبيوتر برمجي حاسوبي هدفه الأساسي إدارة محتوى ثلاثة أنواع مواقع الويب سايت الدينامكية وتمكين إنشائها في وقت قصير جدا أو بواسطة الأشخاص غير المتخصصين في برمجة مواقع الانترنت.

ويتميز مشروع الاختراع بقابليته لتعدد اللغات، وتعدد أنواع المستخدمين وصلاحياتهم وإدارة أنواع المحتوى المتعددة الأساسية. سبأ نت