مهندس إماراتي يبتكر أسلوبا جديدا لتوفير مياه الري


أبوظبي في 5 يوليو / وام / ابتكر مهندس إماراتي في دائرة البلديات والزراعة / قطاع الزراعة بأبوظبي اسلوبا جديدا وبسيطا لتوفير مياه الري ضمن الجهود المبذولة لإيجاد حلول علمية جديدة تخفف من نسبة الهدر والاستنزاف في المياه الجوفية المستخدمة في قطاع الزراعة والغابات مستنداً في ذلك على تخصصه الفني "ماجستير في هندسة التربة والري من جامعة القاهرة 2006 " .

وقال المهندس سمير علي الضالعي رئيس قسم الأبحاث الزراعية في قطاع الزراعة خلال بحثه ان التربة هي الخزان الطبيعي لحفظ المياه والعناصر الغذائية الضرورية للنبات وتتفاوت قدرة التربة على الاحتفاظ بهذه المقومات وفقاً لقوام التربة حيث تفقد التربة ذات القوام الخشن الماء بسرعة أكبر إذا ما قورنت بالتربة الناعمة ..مشيرا الى ان تربة الإمارات من النوع الخشن بمعظمها وعليه فإن قدرتها على الاحتفاظ بالمياه محدودة وهذا يؤدي إلى هدر الموارد المائية وغالباً ما يلجأ المزارعون إلى إضافة الأسمدة العضوية أو المحسنات بشكل كبير للتربة الرملية بهدف تحسين قدرتها على الاحتفاظ بالمياه.

وأوضح الضالعي انه بعد الوقوف على حجم المشكلة المائية الحالية وحجم الفاقد الكبير الذي تتعرض له المياه الجوفية في إمارة أبوظبي ونتيجة للتوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وبدعم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي للكفاءات الوطنية الشابة في أخذ دورها العلمي في تنمية وبناء الوطن و رعاية سعادة جمعة سعيد حارب وكيل دائرة البلديات والزراعة ـ قطاع الزراعة وتشجيعه للكوادر الوطنية فى القطاع ..بدأ بخطة البحث وهي فكرة جديدة وبسيطة تعمل على توفير مياه الري وتزيد من خصوبة التربة الرملية من خلال تصغير حجم حبيبات التربة لتقليل حجم الفراغات البينية بين الحبيبات ما يؤدي إلى زيادة العناصر الغذائية الذائبة عبر زيادة مساحة سطوح حبيبات التربة الملامسة للمياه اذ كانت النتائج أكثر من رائعة بل مدهشة إلى حد كبير مستنداً في ذلك على حقائق علمية ثابتة.

واستعرض المهندس الضالعى تجربته قائلا "انه قام بطحن عدة عينات من الترب المأخوذة من مزرعته في منطقة سيح الخير بواسطة جهاز طحن بسيط وقام بتحليل التربة في مختبر المياه والتربة التابع لدائرة البلديات والزراعة ـ قطاع الزراعة فكانت النتائج تشير الى ان قوام التربة قد تحول من الرملي إلى الطفلي الرملي مع زيادة ملحوظة في نسبة توفر العناصر الغذائية الصغرى والكبرى المتاحة للنباتات مع الحفاظ على درجة الحموضة ودرجة التوصيل الكهربائي للتربة الجديدة ومحتواها من كربونات الكالسيوم على ما كانت عليها في التربة الأصلية.

وأوضح ان نتائج التحليل دلت على أن معدل الرشح الذي كان عالياً للغاية في التربة الرملية الحالية " 3000 ملم / ساعة " قد انخفض إلى " 101 ملم / ساعة " واقترب من الرشح المتوسط " 15-50 مم / ساعة " أي أن معدل الرشح قد تحسن لأكثر من 28 ضعفاَ واقترب من المعدل المرغوب مما يساعد على الإحتفاظ بالمياه لمدة أطول ويخفض كمية مياه الري المضافة للمزرعة كما يساهم ذلك في زيادة العناصر الغذائية المتاحة للامتصاص من قبل النبات مع تقليل في كمية الأسمدة المضافة والاستغناء عن إضافة محسنات التربة مما يؤدي إلى خفض واضح في تكاليف الإنتاج الزراعي يقدر بـ 30 الى 50 بالمائة .

من جانبه أشاد سعادة جمعة سعيد حارب وكيل قطاع الزراعة بهذا الابتكار ..مؤكدا على توفير الدعم اللازم للكفاءات الوطنية في مختلف المجلات لأنها الثروة الأغلى في الإمارات تحقيقاً لرؤية صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله للوصول إلى تنمية مستدامة لنا وللأجيال القادمة.

ويعكف المهندس سمير علي الضالعي الان على تسجيل هذا الابتكار كبراءة إختراع تعود ملكيته لإمارة أبوظبي .. كما يقترح تشكيل فريق عمل متكامل يعمل على تطبيق هذا الابتكار العلمي في مشروع تنموي لكي يقوم بدوره الفاعل في دفع عجلة التنمية المستدامة وترجمة توجيهات قيادتنا الرشيدة على أرض الواقع لما فيه خير الوطن والمواطنين.
وكالة وام