أفكار من ذهب ...صائغ سوري يبتكر تصاميمه من لوحات الفنانين العرب


دمشق- وسيم ابراهيم - "ابداع مفهوم جديد للتزيين الشخصي" هو عنوان عريض جمع 21 فنانا تشكيليا عربيا تعاونوا مع حرفيين صاغة لتقديم مجوهرات مستوحاة من اعمالهم الفنية تعرض الان في دمشق قبل ان تجول في عواصم اخرى.

صاحب هذه الفكرة هو الصائغ السوري نديم الصايغ الذي يزاول في مؤسسته مهنة ورثها ابا عن جد كما يقول.
وسعيا منه الى التأكيد على ان "الابتكار لم يتوقف" في مهنته، قام بمراسلة 36 فنانا عربيا عارضا عليهم تقديم تصاميم فنية لقطع مجوهرات.
وفي النهاية لم تتمكن ورشته "لضيق الوقت" من تنفيذ تصاميم اكثر من 21 فنانا استغرق العمل عليها سنة كاملة بين ابتكار التصاميم وتنفيذها.
ويقول الصايغ "هموم المهنة" هي التي قادته لخوض هذه التجربة موضحا ان "الصياغة من اقدم الحرف الموجودة في سوريا لكنها تراجعت كثيرا في الفترة الاخيرة".
واكد ان مشروعه هذا اتى "لنقول عبر دخولنا في هذا التحدي اننا لا نزال موجودين ونحن من افضل حرفيي المنطقة".
المعرض تستضيفه صالة "آرت هاوس" حتى نهاية حزيران/يونيو الحالي ينتقل بعدها الى بيروت والدوحة فباريس.
ويضم المعرض مجوهرات تصاميمها فريدة وتغلب عليها تأثيرات الفنون التشكيلية من رسم ونحت وحفر وغيرها.
في المعرض كذلك قلادات واسوار وخواتم معظمها ذات احجام كبيرة تبرز الجانب الفني فيها.
ووظف الحرفيون مكونات هذه المجوهرات لخدمة التصميم الفني وابرازه ايضا، وهي المصنوعة من الذهب بالوانه الاصفر والاحمر والابيض والاسود والماس واللؤلؤ والاحجار الكريمة.
ويقول الفنان التشكيلي السوري صفوان داحول الذي قدم تصاميم لمجموعة حلي "جميعنا تفاجأنا لان احدا منا لم ير عمله الا في المعرض".
والمجوهرات التي حمل معرضها عنوان "لتكن جوهرة" صممها فنانون بينهم اللبناني امين الباشا والمصري عادل السيوي والبحرينية فائقة الحسن والعراقيان زها حديد وجبر علوان والاماراتي عبد القادر الريس، ومعهم عشرة فنانين سوريين منهم يوسف عبدلكي واحمد معلا وسارا شمال
ويتميز المعرض على ما يقول النحات مصطفى علي المشارك فيه، بان "العمل الفني صار بامكان الشخص ان يحمله معه ويتنقل به بعدما كان يوضع في اماكن ثابتة".
وفي حين قدم معظم الفنانين تصاميمهم للمجوهرات ليقوم الحرفيون بتنفيذها، استوحى اخرون مباشرة من لوحات تشكيلية اصلية لفنانين آخرين كما فعلوا مع لوحات لجبر علوان وامين الباشا.
ويشرد صفوان داحول للحظات وهو ينظر الى مجموعته المؤلفة من قلادتين وخاتم، ويواجه صعوبة في العثور على كلمات تعبر عما يفكر فيه.
ويبتسم قائلا "انها فرصة. لاول مرة احصل على فرصة رؤية عملي على قطعة مجوهرات فالمواد غالية جدا ولا تستطيع ان تقوم بهذه المبادرة بمفردك".
هذه التجربة جعلت داحول يؤمن اكثر بالاختصاص لان "عملنا على اللوحة يأتي متدفقا اما التصميم للمجوهرات فيحتاج جهدا مختلفا وحسابات دقيقة للشكل والحجم".
واشار الى ان مفاجأة الرسامين باعمالهم المنفذة كانت اكبر كونهم يشتغلون على لوحة ثنائية الابعاد تحولت الى عمل ثلاثي الابعاد وله حجم مدرك.
وتتراوح اسعار قطع المجوهرات التي يضمها المعرض بين خمسة الاف دولار و15 الف دولار، ويعتبرها صاحب المشروع اقل من سعر لوحات واعمال الفنانين المشاركين.
ويؤكد الصايغ ان القيمة الاساسية في مشروعه هي لافكار الفنانين وتصاميمهم "لان المعادن الثمينة موجودة عند جميع الصاغة".
واتت غالبية المجوهرات التي صممها الرسامون ذات سطوح منبسطة تحاكي سطحوح لوحاتهم. وجاءت مجوهرات اخرى متاثرة باختصاص الفنانين المشاركين ومنهم ايضا مصممو ديكور وفنانو معدن ومخرجون ومعماريون.
ويرى الصايغ المتذوق للفن ان "الصياغة والفن قريبان جدا من بعضهما"، معتبرا ان "المزاوجة بينهما كما في اعمال المعرض فتح امام الفنانين امكانية ابداعية وجانبا لم يكونوا يرونه" كما انه كان بالنسبة للحرفيين "تحديا كبيرا اثبت انهم من افضل حرفيي المنطقة" العربية.


السبت 20 يونيو 2009
وسيم ابراهيم ــ صحيفة الهدهدالالكترونية