((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (24) ))


بآيات من الحزن والأسى .. ودعت جامعة بوليتكنك فلسطين أحد رجالها العظماء .. أحد أعظم شرفائها وقادتها .. في عملية غادرة للجيش الإسرائيلي .. أسفرت عن استشهاده بعد مقاومة بطولية عنيفة واعتقال بعض أفراد عائلته


اغتالت قوات العدو الصهيوني القائد القسامي عبد المجيد دودين( 45 عاماً) في عملية عسكرية في أحراش بلدة دير العسل بالقرب من دورا جنوب الخليل.


اغتالت قوات العدو الصهيوني ظهر يوم الخميس 28/05/2009 القائد القسامي عبد المجيد دودين ( 47 عاماً) بعد اشتباكات مسلحة اندلعت خلال عملية عسكرية نفذتها قوات الاحتلال في أحراش بلدة دير العسل بالقرب من دورا جنوب الخليل، كما قامت بمداهمة منزله واعتقال زوجته وشقيقه.

وأفاد مراسلنا في محافظة الخليل أن قوات الاحتلال لاحقته في أحراش بلدة دير العسل بالقرب من دورا جنوب الخليل، وحاصرته هناك واشتبكت معه هناك وارتقى الشهيد دودين على أثرها، كما قامت عقب اغتياله بمداهمة منزله في بلدة دورا واعتقال زوجته وشقيقه.

وقالت حركة حماس بالضفة الغربية أن القائد دودين الذي نذر نفسه لخدمة هذا الدين ، حيث انطلق في العمل الدعوي من اليمن الشقيق بعد أن أنهى تعليمه الجامعي هناك ، وأصبح من الناشطين في مجال الدعوة في مدارس اليمن ، قبل أن يعود إلى فلسطين ويعمل مدرسا منذ أواسط الثمانينات في مدارس الجمعية الخيرية الإسلامية في الخليل، ليلتحق بعدها في صفوف كتائب القسام ، ويشارك في العمل المسلح إلى جانب الأسير القسامي القائد عبد الناصر عيسى ، فكان له شرف المشاركة في العديد من العمليات العسكرية وتجنيد الاستشهاديين، ليصبح بعدها مطلوبا للاحتلال الصهيوني منذ عام 1995 ..

وأضافت الحركة "ولم يسلم شهيدنا البطل من الاعتقال لدى أجهزة السلطة،حيث اعتقل لدى هذه الأجهزة مدة 5 سنوات ،وأفرج عنه عام 2002 أثناء انتفاضة الأقصى المبارك ، واستمرت مطاردته من قبل الاحتلال الصهيوني وأجهزة السلطة ، إلى أن اغتالته يد الغدر الصهيونية هذا اليوم ، في أحد الكهوف في قرية دير العسل جنوب مدينة دورا في محافظة الخليل عن عمر يناهز 49 عاما".

قوات الاحتلال أعربوا عن رضاهم إزاء تصفية القائد دودين، وذكرت صحيفة هأرتس العبرية أن المطلوب الذي تم تصفيته هو قائد كبير في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وكان يفق خلف تنفيذ العديد من العمليات الاستشهادية التي أدت إلى مقتل وإصابة العشرات من الصهاينة .
زوجة الشهيد
من جانبها ذكرت ميسر دودين (41عاما) زوجة الشهيد دودين، أن قوات الاحتلال تلاحق زوجها منذ أكثر من سبعة عشر عاما، تعرض فيها منزله ومنازل أقاربه وأصهاره للمداهمة والتخريب بشكل مستمر، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال اعتقلتها قبل استشهاده بهدف الضغط عليه لتسليم نفسه.

وأشارت أم همام في تصريح لها عقب استشهاد وزجها وقبيل اعتقالها، أن أجهزة الضفة التابع لرئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس، كانت تشن حملة مداهمات عديدة على بيت القائد القسامي أبو همام بحثا عنه وقبل استشهاده بليله كانت قوات عباس تحيط بالمنزل وتضئ كشافات وتجري عمليات بحث وتفتيش بالمنطقة "

وقالت أم همام في تصريحات نشرت على موقع القسام: "انه لم يكن يأتي إلى المنطقة نهائياً، وتم اعتقاله عند قوات الاحتلال الصهيوني وتم الإفراج عنه في 1993م وخرج وبعد شهرين من خروجه من السجن تمت مطاردته من قبل قوات الاحتلال وأجهزة عباس وتم اعتقاله من قبل سلطة عباس وسجن في أريحا 7 سنوات، بعد الإفراج عنه بفترات قليلة تم اعتقاله مرة أخرى عند أجهزة عباس لمدة 5 سنوات في الخليل، وبعد الاجتياح الذي حدث لمناطق الضفة الغربية تم مطاردة عبد المجيد دودين من قبل قوات الاحتلال ولم يتم معرفة مكانه الى أن تم اليوم الخميس اغتياله في عملية شنتها قوات الاحتلال على قرية دير العسلية ببلدة دورا بالخليل ".
سنرد بالشكل المناسب
من جانبه أكد أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" اليوم الخميس، أن جريمة اغتيال القائد عبد المجيد دودين (45 عاماً) في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، ما كان لها أن تحدث لولا عمليات المطاردة والملاحقة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية ضد فصائل المقاومة.

وأضاف أبو عبيدة تصريح لموقع إخباري تابع لحركة الجهاد " أن هذه عملية اغتيال قوات الاحتلال للقائد دودين جريمة جديدة تقوم بها، وتأتي ضد قائد مجاهد أرهق العدو الإسرائيلي ضد جنوده ومسؤوليه وهو من القادة الكبار".

وعن طبيعة الرد الذي ستقوم به القسام رداً على اغتيال دودين، أكد أبو عبيدة أن قيادة كتائب القسام تدرس الجريمة وسبل الرد عليها بالشكل المناسب، وسوف تقرر طبيعة الرد، أما في الضفة الغربية فهم لهم القرار في طبيعة الرد والتحرك ضد الجريمة حسب طبيعتهم.

وفيما يتعلق بتأثير هذه الجريمة على أي عمليات تهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، شدد أبو عبيدة على أن أي جريمة صهيونية في غزة والضفة الغربية سوف تقف أمام الوصول إلى تهدئة، محملاً إسرائيل كامل المسؤولية عن عملية اغتيال دودين.
عملية جبانة وتصعيد خطير
في السياق ذاته اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اغتيال العدو الصهيوني للقائد القسامي عبد المجيد دودين بأنها عملية جبانة وبشعة وتصعيد خطير وتنم عن مدى إرهاب وبشاعة العدو الصهيوني؛ وخطورة أي تفاوض أو تطبيع أو تنسيق أمني معه يستهدف قياداتنا وشعبنا وحقوقه المشروعة.

واقل فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس في تصريح صحفي صدر عنه: "هذه العملية ما كان لها أن تكون لولا استمرار التنسيق الأمني الخطير بين السلطة في الضفة والعدو الصهيوني لتصفية المقاومة واغتيال قياداتها لتهيئة الأجواء لفرض المشاريع الصهيوأمريكية التي يُعد لها في سلسلة من اللقاءات الأمريكية والصهيونية مع السلطة في رام الله، وهذه الجريمة تستوجب على السلطة الفلسطينية وقف كل محاولات تصفية المقاومة وسحب سلاحها وضرورة إطلاق العنان لها لحماية شعبنا للدفاع عنه وعن حقوقه وثوابته".

وشدد برهوم على أنه كل الرهانات العدو الصهيوني على التآمر والتنسيق والقتل والاغتيال لكسر إرادة المقاومة وتصفيتها ستبوء بالفشل وعليه أن يتحمّل كل تبعات هذه الجريمة النكراء، وستدفع هذه الحكومة الإرهابية العنصرية المتطرفة ثمن هذه الجريمة وكل جرائمها التي ترتكبها بحق أبناء شعبنا الفلسطيني وقياداته .


إنا لله وإنا إليه راجعون