بحريني يخترع جهازاً فلكياً للاستهلال


نحو ثلاثة أشهر تفصلنا عن غُرّة شهر رمضان الكريم، ليبدأ حينها الشد والجذب على غرار كل عام لرؤية الهلال وتحديد أول أيام الشهر الكريم، ومن بعده الأعياد. ومن إحدى مناطق مملكة البحرين اخترع الباحث الفلكي علي مجيد الحجري جهازاً خشبياً لرصد موقع الهلال، والجهاز يدار بشكل يدوي ولا تتجاوز تكلفة تصنيعه الـ 20 ديناراً، فيما تصل نسبة دقة تحديد وحصر موقع القمر إلى أكثر من 85 في المئة (بحسب الحجري).

وقال مخترع الجهاز لـ « الوسط» إن الجهاز عبارة عن مجسم خشبي متحرك صغير الحجم ويعتمد على حركتين لمتابعة القمر في القبة السماوية، أولاهما الحركة الأفقية والتي نحتاجها إلى معرفة البعد الزاوي للقمر من جهة الشمال والتي تسمى بزاوية (Azimuth)، والثانية لمعاينة زاوية الارتفاع للقمر عن الأفق الغربي والتي تسمى زاوية (Altitude) .


تصل دقة نتائجه إلى 85 ٪ ولا تتجاوز كلفته 20 ديناراً

بحريني يخترع جهازاً فلكياً لتقليل الاختلاف في الاستهلال


أقل من ثلاثة أشهر تفصلنا عن شهر رمضان الكريم ليبدأ الشد والجذب على غرار كل عام بشان رؤية الهلال لتحديد أول أيام شهر رمضان ويوم عيد الفطر المبارك، ومحاولة منه للتخفيف من وطأة تلك التجاذبات، اخترع الباحث الفلكي البحريني علي مجيد الحجري جهازاً خشبياً لرصد موقع الهلال في بداية الشهور القمرية، الذي يدار بشكل يدوي، ولا تتجاوز كلفة تصنيعه 20 ديناراً، وتصل نسبة تحديد وحصر موقع القمر بدقة فيه إلى أكثر من 85 في المئة.

وفي ذلك كان لـ «الوسط» لقاء مع الحجري يوم أمس ( الثلاثاء) ذكر فيه أن الجهاز عبارة عن مجسم خشبي متحرك صغير الحجم يعتمد على حركتين لمتابعة القمر في القبة السماوية أولها الحركة الأفقية التي نحتاجها لمعرفة البعد الزاوي للقمر من جهة الشمال التي تسمى بزاوية (Azimuth)، وأما الحركة الثانية للجهاز تكون لمعاينة زاوية الارتفاع للقمر عن الأفق الغربي التي تسمى زاوية (Altitude) ويمكن معرفة هذه المعلومات بسهولة من خلال برنامج فلكي مجاني وصغير الحجم وسهل الاستخدام.

وأكد الحجري ضرورة ضبط الجهاز من خلال عملية لا تستغرق 3 دقائق قبل بدء استخدامه في عملية الرصد من خلال وضع الجهاز على سطح مستوٍ والتأكد من ذلك من خلال استخدام (القبان) الذي يصحح الخطأ إذا كان الجهاز في وضعية مائلة، على أن تكون قمة الجهاز في مستوى عين الراصد للأفق الغربي وتوجيه الجهاز إلى الجهة الشمالية من خلال استخدام بوصلة صغيرة مثبتة على سطح الجهاز، وبذلك يكون الجزء المتحرك من الجهاز في الجهة الغربية لتحديد وحصر موقع القمر بدقة تصل إلى أكثر من 85 في المئة. وبين الحجري أن الذين لا يطمئنون إلى رؤية الهلال من خلال استخدامهم المناظير المكبرة يمكنهم وضع قطعة خشبية سميكة بها فتحتان كبيرتان وبشكل دائري عوضا عن المنظار في الجهاز لتحديد موقع القمر، مستدركا أن هذه الطريقة ستكبر مدى المنطقة التي يتوقع فيها رؤية القمر ما يؤثر بشكل متوسط على نسبة دقة رؤية القمر التي ستنخفض إلى 60 في المئة.

وأكمل الحجري انه يمكن استخدام المناظير المقربة (دوربين) بشكل اختياري في الجهاز لتضيق نطاق الرصد ولتحديد رؤية أكثر دقة للقمر من خلال تثبيت المنظار في أعلى الجهاز، إذ من الممكن بذلك معرفة القوة التكبيرية للمنظار من خلال الرقمين المكتوبين على المنظار نفسه، ويشير الرقم الكبير إلى قطر العدسة الأمامية للمنظار بالملليمتر بينما يشير الرقم الصغير إلى قوة التكبير لهذا المنظار.

وبين أن عملية الاستهلال تعتمد كليا على الظروف الفلكية لرؤية للقمر مجتمعاً مع الظروف الجوية لأفق الراصد أثناء عملية الاستهلال، متوقعا نتائج عالية لدقة وإيجابية الجهاز بشكل ملحوظ إذا توافرت الشروط المناسبة الفلكية والجوية لمملكة البحرين في عملية الاستهلال وذلك بمعرفة موقع القمر أثناء عملية الاستهلال التي يقوم الجهاز بدوره بحصر المنطقة التي يوجد فيها.

وفي سياق ذي صلة، ذكر الحجري أن الفكرة جاءته مما تعلمه من أساسيات علوم الفلك والقبة السماوية وكيفية النظر لها وتحديد الزوايا بالطول والعرض، فضلا عن كثرة عمليات الشد والجذب التي تعتري عملية الاستهلال في كل عام وتحفظ البعض على استخدام التلسكوب أو التقنية في ذلك، ما دفعه لاختراع جهاز لا يعتمد على التكبير ويستغل علوم الفلك على حد سواء.

ولفت إلى أن سعر التلسكوب لا يقل عن 700 دينار فضلا عن وجود تحفظ كبير لدى عموم الشارع البحريني في الاعتماد على نتائجه لكونه أداة مكبرة، في الوقت الذي يتجاوز جهازه الجديد الخشبي هذا الأمر لكونه رخيص السعر ويمكن تصميمه في أي محل للنجارة وتدعيمه ببرنامج فلكي ويعمل بشكل يدوي بعيد عن التقنية.

وأضاف أنه صممه قبل عام مضى واستخدمه خلال فترة تجريبية كانت نتائجها ممتازة ودقيقة، متوقعا أن مثل هذا الجهاز من شأنه أن يقلل نسبة الاختلاف في الاستهلال في كل عام. وختم الفلكي الحجري حديثه بدعوة جميع عشاق ومتابعي عملية الاستهلال في مملكة البحرين للاستفادة من الجهاز الخشبي الذي صممه مؤخراً لرصد ومعرفة موقع الهلال في بداية الشهور القمرية والذي يدار بشكل يدوي بالكامل.
الوسط البحرينية