جراحة بدون مخدر أو نزيف دم فقط اشعاع ....
اود ان اشير ان جميع مواضيعي هي منقولة من مواقع ومجلات وذلك لتعم الفائدة
القاهرة سلوى محمد:
إنها جراحة تتم بلا مشرط جراح أو نزيف ، أو حتى نقل دم إذا لزم الأمر.. تجرى دون أن يشعر المريض بها، بل الأمر كله بالنسبة له أشبه بحلم سريع أو وخز دبوس على أكثر تقدير!! إذن هل يمكن لهذه العمليات الجراحية أن تضع نهاية لكثير من آلام المرضى بعيدا عن مشاكل الجراحات التقليدية ؟
القاهرة سلوى محمد:
النشأة
بدأت هذه العمليات تنتشر بقوة في أمريكا ، إذ أدى تأثر المريض بالألم ونزف الدم إلى إقبال الأطباء والمرضى عليها ، وقد أصبحت هذه الجراحة حديث الناس هناك مؤخرا في أعقاب إجراء عمليتين جراحيتين: استئصال ورم سرطاني في الدماغ ، وآخر في العمود الفقري وفي كلتا العمليتين خرج المريضان بعدوقت قصير من المستشفى وقالا انهما لم يشعرا بألم كبير كما قال أطباؤهما إن فترة النقاهة التي قضياها في المستشفى كانت أقل من تلك التي يقضيها المرضى الآخرون في مثل هذه العمليات وأن النتائج مطمئنة، ويقول الأطباء المتحمسون لهذه الطريقة إنها تستخدم في تدمير الأورام السرطانية التي يعاني منها المصاب في أجزاء حساسة بالجسم مثل العمود الفقري ، والدماغ أو الرئتين، إلى جانب استخدامها في علاج كسور العظام ، وسرطان الثدي عند النساء ، وهي تعتمدعلى فتح ثقب دقيق جدا في الجسم وصولا إلى مكان الجراحة المنشود دون الحاجة إلى مخدر ، فالمريض لا يشعر بالألم ، ولا تنزف منه قطرة دم واحدة.
سكين إلكتروني
ويطلق على هذا النوع من العمليات اسم «السكين الإلكترونية» وهي في الأصل «عبارة عن مسدس آلي يطلق أشعة» «بنسب صغيرة من الاشعاع باتجاه الأورام وتحديدا باتجاه النسيج المصاب من دون تعريض أجزاء أخرى من الجسم الانساني لها ، والمعروف ان استخدام الاشعاع لتدمير النسيج تقنيه ليست حديثة، ولكن التطوير الرئيسى الذى تقدمه السكين الالكترونية استخدام الذراع الآلية في تصويب حزمة اشعاعية على الورم مع تعديل هدفها كرد فعل لحركات جسم المريض بعد اطلاق اشعاعي.. ولذلك فان هذه التقنية لاتضطر الطبيب الى استخدام الإطار الاهليجي المعدني الدائري الذى كان يستخدم في الماضي لتثبيت الرأس ومنعه من الحركة.. وللاحتفاظ باتجاه الاشعاع مصوبا على الهدف تستخدم السكين الإلكترونية صورا يولدها جهاز كمبيوتر، تحاكي الصورة الحية الحقيقية ،وهي عبارة عن صور فيديو مسجلة لرأس المريض ، وتستغرق العملية عادة 45 دقيقة.. وباستطاعة المريض مغادرة المستشفى في اليوم ذاته كما تكون الأعراض الجانبية عادة أقل لأن السكين الإلكترونية لا تزيل سوى التسلل الجزئي الذي يتبع عادة العمليات الجراحية التقليدية للعمود الفقري ويعلق طبيب الجراحة رفعت كامل قائلا:«ان الجراحة الاشعاعية هي جراحة طبيعية تستخدم لاستئصال ورم سرطاني في النخاع الشوكي المار بالعمود الفقري ، وقبل استخدام النظام الآلي المتبع لم يكن لدينا أية وسيلة معقولة للحفاظ على المريض مثبتا بصورة مطلقة».
علاج كيماوي
ويؤكد الجراحون ان السكين الإلكترونية ستحل مكان عمليات العلاج بالاشعاع الخاصة بالعمليات الصغيرة وذات الحجم الوسط في مجال علاج البروستاتا والبنكرياس والرئة والكبد أما بالنسبة للمرضى الذين تستدعي حالاتهم جرعات اشعاعية أقوى أو تحتاج لعلاج كيماوي فيمكن اللجوء لاستخدام أنظمة العلاج الإشعاعي المغناطيسي الذى طوره باحثون في «واشنطن»، وجامعات ايوا ، وكلية طب فيرجينيا ، وتبدأ هذه العمليات بانشاء خريطة ذات أبعاد ثلاثة تعتمد على مسح (mri) لدماغ المريض، وبعد تحديد موقع واتجاه الورم يستطيع الأطباء رسم خريطة لأفضل طريق للوصول اليه، مع تجنب الأوعية الدموية والعناقيد العصبية التي تتحكم بالوظائف الحيوية للجسم ، وعند ذلك يصنع الطبيب فتحة دقيقة عبر فروة الرأس والجمجمة ويقوم بوضع مجس مغناطيسي على سطح الدماغ ثم يمرره إلى الداخل ويضع المريض بعد ذلك خوزة برأسه تحتوي على قوة مغناطيسية عالية يتحكم بها جهاز كمبيوتر وباستخدام القوة الجاذبة والطاردة بين المغناطيس الدقيق في دماغ المريض والمغناطيسات الأكثر قوة في الخوذة يقوم الكمبيوتر بتوجيه المجس الى هدفه وبعد العملية يتم ايقاف المجس في جزء غير جوهري من الدماغ الى أمر غير محدود أو الى ان يتم الاحتياج الى المجس للقيام بعمليات علاجية اضافية وتقدم حاليا جامعة واشنطن هذا الأسلوب الجديد من خلال نماذج مصنعة للدماغ البشري.
المجسات المغناطيسية
ويؤكد د.كامل ان بدء العمليات الجراحية على المرضى كان في عام 1998م ، وتم استخدام المجسات المغناطيسية لتوجيه مواد إشعاعية نشطة أو عقاقير مستأصلة للورم إلى النسيج المرضى ، ولم يمض وقت طويل حتى استخدمت هذه المجسات الدقيقة لدعم أدوات الجراحة أيضا ، و منذ ذلك الوقت حتى الآن يتم تصميم أطقم من المعدات الدقيقة لهذا الغرض ، وتقوم بتصميمها مؤسسة الروبوتات البيئية ،وتستخدم تقنية طورها مختبر فيليبس التابعة للقوات الجوية الأمريكية.. ويمكن حقن هذه المعدات الجراحية الدقيقة في مجرى الدم وعندما تصل هذه الاجسام الدقيقة الى داخل الجسم يتم دفعها الى أماكن بعيدة وممرات ضيقة مما يجعل من الممكن انجاز العمليات الجراحية الدقيقة في مناطق كان من المستحيل الوصول إليها ويتم ذلك عبر بعض الموجات الحرارية، وسيتم إنجاز عمليات التحكم الدينامي باستخدام لولب مغناطيسي عال التردد عن طريق الكمبيوتر.
أشعة الليزر
والآن تستخدم معظم التقنيات الجراحية اشعة (*) لإيصال جرعات من الطاقة الى الخلايا ، وفى بعض الأغراض تكفي كمية أقل من ضوء طاقة الليز للعلاج، ومثال ذلك استخدام أشعة ليزر طورها الجيش الأمريكي لاطلاق أشعة ليزر قادرة على وقف نزيف الدم في 10 ثوان فقط، كما أصبح الليزر وسيلة جراحية لازالة الوشم، كما يستخدم الليزر في عمليات تجميل البشرة، وعلى أية حال فان الجراحة البديلة قادرة على علاج اصابات الركبة وتلفيات المفاصل التي تسببها الالتهابات، وهناك أيضا تطبيقات لهذه الجراحة في ميدان علاج الأسنان ويتوقع ان تصبح الجراحات التي يستخدم فيها المشرط والخياطة من العمليات القديمة خاصة وان الجراحات البديلة لن تحتاج الى أية مواد مخدرة ولن يطول بنا الزمن حتى نرى عهد فتح الجسم لاجراء عمليات جراحية قد ولى وانتهى.
