المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رمضانيات 2 في استراحة الفيزياء



أ. احمد غنام
08-17-2010, 10:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في كتابه الكريم {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ } القصص 12

وقال تعالى { يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }الحج2


السؤال الثاني : مالفرق بين كلمة مراضع في الاية الاولى ومرضعات ( جمع مرضعة )في الاية الثانية واي منهما تكون المرأة فيها اقرب الى الرضيع .

إيمـان
08-17-2010, 01:42 PM
المُرْضِعُ : اسم يبين حالة المرأة التي ولدت وأصبحت تدر اللبن بحيث يمكنها الإرضاع إن طلب منها ذلك . وبمعنى آخر من كان لها ولد ترضعه أو كانت ذات لبن رضاع ولو لم يكن لها ولد ترضعه ( كأن يموت ولدها فيبقى اسمها مرضع وبحيث يمكنها إرضاع غيره. ولا تحتاج هذه الكلمة إلى تاء التأنيث لأن الذكر لا يرضع . فلا يوجد لبس إذا لا تطلق إلا على الإناث.
وجمعُ المُرْضِع : مَراضِع ، قال تعالى : وحرمنا عليه المراضِع من قبل . وقال سيبويه في جمعها أيضاً مراضيع .


المُرْضِعَةُ : اسم يبين صفة المرأة وهي في حالة إرضاع الولد . أي وهي تقوم بعملية الرضاع . حتى ذهب البعض إلى أنها تطلق على من كان ثديها في فم رضيعها مستشهداً بقوله تعالى : يوم تذهل كل مرضعة عمَّا أرضعت ، وتضع كل ذات حمل حملها .

أ. احمد غنام
08-17-2010, 02:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


بسم الله ماشاء الله على هذه الاجوبة الرائعة .......لقد اجبت ووفيت وكفيت على اقل تقدير بالنسبة لسؤالي ولا اعلم هل هناك اضافة اخرى من بعض الاخوة .

عنتر بن شداد
08-18-2010, 07:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


بسم الله ماشاء الله على هذه الاجوبة الرائعة .......لقد اجبت ووفيت وكفيت على اقل تقدير بالنسبة لسؤالي ولا اعلم هل هناك اضافة اخرى من بعض الاخوة .
القاعدة في الوصف الخاص بالمؤنث أن لا تلحقه علامة التأنيث، فلا يقال: امرأة حائضة، ولا امرأة مطلقة وهكذا، يقول السيوطي( (http://www.bayan-alquran.net/forums/newthread.php?do=newthread&f=17#_edn1)1):"والغالب ألا تلحق الوصف الخاص بالمؤنث كحائض
و طالق وطامث ومرضع، لعدم الحاجة إليها بأمن اللبس".
ويعلل أحد الباحثين ذلك بقوله(2 (http://www.bayan-alquran.net/forums/newthread.php?do=newthread&f=17#_edn2)):" ولعل هذا راجع إلى مرحلة قديمة من عمر اللغة لم تكن فيها علامات التأنيث قد استخدمت بعد، فقد كان المؤنث لغويا يعامل به المذكر ".
وقد وهم هذا الباحث إذ العكس هو الصحيح، فالأصل المفترض في التفكير اللغوي الأولي القديم أن يجنح العقل اللغوي البدائي إلى التمييز بين المذكر والمؤنث بالعلامة، ثم تأتي مرحلة متطورة من الدرس اللغوي، تحذف هذه العلامة من بعض الاستعمالات، لوجود أمن اللبس وإعمال الفكر في أن هذه الصفات مما اختصت به الأنثى عن الذكر فتحذف العلامة، بدليل ما نجده من استعمال الفصحى كلمات( طالق – حامل – طامث – مرضع.....)، وما نسمعه في العامية من قولهم : طالقة، حاملة، فالاستعمال العامي يشير إلى مرحلة أولية قديمة في التفكير اللغوي لا إلى مرحلة متطورة في التفكير.
وما حصل من خروج عن الفصيح الأغلب لهذه القاعدة وذلك من إدخال علامة التأنيث على الوصف الخاص بالمؤنث، يمكننا تفسيره دلاليا لا أن نقف في تفسيره عند حدود الأصل التاريخي، ولبست علة الاطراد هي السبب في ذلك كما ذهب إليه الباحث السابق بقوله( (http://www.bayan-alquran.net/forums/newthread.php?do=newthread&f=17#_edn3)3):"ولعل الرغبة في أن تطرد القاعدة هي التي جعلت الاستعمال اللغوي يميل إلى إدخال علامة التأنيث على كثير من الألفاظ المؤنثة تأنيثا سماعيا، أي المؤنثة بدون علامة التأنيث".
فقد وهم هذا الباحث مرة ثانية إذ جعل الاطراد هو العلة المسببة لدخول علامة التأنيث على الوصف الخاص بالمؤنث، فإذا كان هذا التعليل مقبولا في تفسير استعمال الناس ذلك، فكيف يمكن قبوله في تفسير ما ورد في محكم التنزيل، وذلك في قوله تعالى:" يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ" .(الحج2)
والذي يظهر لي – والله اعلم- أن الخروج عن القاعدة في هذا السياق القرآني جاء لملمح دلالي في الذكر الحكيم،وذلك أن المولى - عز وجل- أراد أن يصور حال المرضع وهي تلقم ثديها وليدها وقد ذهلت عنه وشغلت ودهشت لهول الموقف في الحساب يوم القيامة، لا أنه يذكر وصفا لمرضع، أي من كان حالها الإرضاع فحسب، وإنما يصور المرضع وهي تباشر الإرضاع بثديها في تلك اللحظة، فهذا الخروج في التركيب ولد خروجا في المعنى الدلالي، قصد منه إبراز الوصف وتوضيح الصورة بوضوح وجلاء، ترهيبا وتخويفا لهول الموقف في الجزاء.



(1) الهمع 3/291
(2) ظاهرة التأنيث في العربية واللغات السامية.د. إسماعيل عمايرة ص 34.

(3) المصدر السابق .ص 41

أ. احمد غنام
08-18-2010, 01:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله خير الجزاء على هذه الاضافة الرائعة